هل تغيّر واشنطن استراتيجيتها في البحر الأحمر؟

05-01-2024

هل تغيّر واشنطن استراتيجيتها في البحر الأحمر؟

تظهر الإجراءات الأمريكية توجهًا تصعيديًا حازمًا لضمان حماية حركة التجارة في البحر الأحمر و أكدت الإدارة الأمريكية في بيان صادر يوم الأربعاء أنها ملتزمة بالدفاع عن مصالحها وحرية تدفق التجارة العالمية،

كما دعت الولايات المتحدة و11 دولة حليفة الحوثيين في اليمن يوم الأربعاء إلى وقف فوري لهجماتهم غير القانونية على السفن في البحر الأحمر، مع التأكيد على أن عدم الامتثال لهذا النداء سيكون له تبعات وفقاً لموقع الحرة.

بينما أشار التحالف في بيانه إلى أنه يتعين على الحوثيين تحمل المسؤولية إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي وحرية حركة البضائع في الممرات المائية الرئيسية في المنطقة.

وفي أعقاب هذا التحذير، أعلن مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لا يتوقع تحذيرًا آخر من الولايات المتحدة وحلفائه للحوثيين، الذين ينفذون هجمات على السفن في البحر الأحمر.

وتأتي هذه التطورات في سياق هجمات الحوثيين بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ على السفن قرب مضيق باب المندب، مما دفع الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

تترقب الأوساط السياسية والعسكرية إمكانية توجيه ضربات مباشرة للحوثيين من قبل الولايات المتحدة، إذا استمرت الهجمات، وفقًا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.

والمحللون السياسيون يشددون على أن التهديد الحوثي لخطوط التجارة الدولية غير مقبول، ويشير بعضهم إلى أن الولايات المتحدة قد تحتاج إلى إعادة تقييم الردع ضد النظام إيران وحلفائها.

ومع التصاعد الحوثي، تتحرك السفن الحربية الأمريكية لمواجهة التحديات وتقليل التهديدات التجارية في البحر الأحمر، ورغم ذلك، يظل السيناريو الكبير للنزاع يثير مخاوف بالنسبة للأطراف المعنية.

وتم نشر البيان الذي يعكس النهج التصعيدي للولايات المتحدة في حماية حركة التجارة في البحر الأحمر، وفقًا لتقارير تفيد، يفكر إدارة الرئيس بايدن في اتخاذ خيار توجيه ضربات مباشرة للحوثيين في حال استمرار الهجمات، كما نقلت وكالة فرانس برس.

فقال الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي، إيلان بيرمان، إن الولايات المتحدة تدرك بشكل واضح أن تهديد الحوثيين لخطوط التجارة الدولية أصبح غير مقبول، وأضاف في مقابلة مع موقع “الحرة” أن البيت الأبيض يفهم أكثر فأكثر ضرورة إعادة بناء الردع ضد إيران وحلفائها.

وأوضح بيرمان: “هذا يتطلب من الولايات المتحدة شن هجوم مباشر على الحوثيين لتغيير سلوكهم، ومن غير المرجح أن يؤدي أي شيء أقل من ذلك إلى حماية التجارة في البحر الأحمر”.

في اليوم نفسه، أطلقت بريطانيا و11 دولة أخرى تحذيرًا للحوثيين باتخاذ “إجراءات مباشرة”، وكذلك أعلنت بريطانيا وأستراليا وكندا وألمانيا واليابان تأييدهم لهذا التحذير.

وأشار ريتشارد وايتز، المحلل السياسي العسكري في معهد هدسون، إلى أن التصريحات الأمريكية والبيان المشترك لحماية البحر الأحمر لا تعني بالضرورة أن الولايات المتحدة ستشن هجومًا على الحوثيين، بل قد تكون تحذيرًا لهم ورسالة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاتخاذ موقف ردعي.

ومع تصاعد التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، تتحرك السفن الحربية الأمريكية لمواجهة التحديات، مما يقلل من التهديدات التجارية في المنطقة، وعلى الرغم من ذلك، يظل القلق ماثلًا حيال السيناريو الكبير للنزاع وتأثيره على الخطوط البحرية الحيوية.

بالنسبة للمخاوف المتعلقة بتوسع نطاق الهجمات في البحر الأحمر، أدلى المحلل ريتشارد وايتز بتقييمه مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة “تدرك أنها لا تخشى من حرب واسعة النطاق، ولكنها تعتبر أن الهجوم المحدود لن يكون كافياً لوقف الحوثيين، وأن الشن العسكري الكبير سيكون مكلفًا للغاية”.

وأضاف: “ليس واضحًا ما إذا كانت القوات الأميركية قادرة على تحقيق نتائج أفضل من القوات السعودية والإماراتية التي قاتلت الحوثيين لفترة طويلة دون نجاح”.

فيما يتعلق بالكاتب إيلان بيرمان، أشار إلى إمكانية نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق، مشيرًا إلى أنه قد يحدث ذلك ليس في المياه الإقليمية، ولكن قد تنطلق من شمال إسرائيل.

وأشار إلى التوترات بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، التي تتصاعد حتى قبل مقتل القائد في حركة حماس صالح العاروري، ويُتوقع أن تتصاعد أكثر، خاصة بعد خروج 100 ألف نسمة من سكان شمال إسرائيل، مما يفرض ضغطًا كبيرًا على الاقتصاد الإسرائيلي.

وقال بيرمان: “تحتاج الحكومة الإسرائيلية إلى إيجاد وسيلة لجعل الأشخاص الذين غادروا شمال البلاد يعودون إلى منازلهم، وقد يتطلب ذلك إنشاء منطقة عازلة مع حزب الله واستخدام القوة إذا لزم الأمر”.

ويتمثل توجيه الولايات المتحدة لحاملة الطائرات “دوايت دي أيزنهاور” إلى المنطقة، وإرسال بريطانيا للمدمرة “إتش إم إس”، في تعزيز للقوة البحرية الدولية في المنطقة للدفاع عن حركة الملاحة في البحر الأحمر.

وفي موقف مماثل، عبّر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عبر منصة إكس عن حاجة الحوثيين لوقف هجماتهم القاتلة على السفن التي تهدد استقرار البحر الأحمر.

هذه الهجمات دفعت العديد من شركات الشحن إلى تغيير مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، مما يزيد من مدة الرحلة بحوالي أسبوع، وهو خيار طويل ومكلف.

وأعلنت شركة الشحن الدنماركية “ميرسك” أن أسطولها لن يستأنف العبور في مضيق باب المندب “حتى إشعار آخر” بعد هجوم الحوثيين على إحدى سفنها، وفي الوقت نفسه، أعلنت القيادة المركزية “سنتكوم” الأميركية عن تصديها لأربع طائرات مسيرة هجومية في البحر الأحمر.

تحمل المدمرة الأميركية “يو أس أس لابون” الآن اسمًا أبرز بعد إعلان تدميرها لطائرات مسيرة، في هذا السياق، أشارت تقارير إلى محاولات الحوثيين استهداف السفن التابعة لإسرائيل أو المتجهة إلى موانئ إسرائيل، مع التأكيد على استمرار هذه العمليات ما لم يتم توفير كميات كافية من المساعدات لقطاع غزة.

يرى الحوثيون أن هذا العمل هو رد على الحصار الإسرائيلي على غزة والهجمات المتكررة على المنطقة، ويصرون على استمراره حتى تحقيق التوازن في الوضع.

 

الحرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...