الشوندر السكري.. من محصول استراتيجي إلى علف للحيوانات
أبدى مزارعو الشوندر السكري في سهل الغاب قلقهم وامتعاضهم من عدم اعتماد المحصول الاستراتيجي في خطة وزارة الزراعة، وعدم تخصيصه بالمستلزمات المطلوبة، وتحويله علفاً للمواشي.
وأوضح عدد منهم أنهم كانوا يعولون على المحصول الكثير نظراً لمردوده الريعي، وما يتيحه لليد العاملة من العمل، مؤكدين أن تقديمه علفاً للمواشي خلال السنوات الماضية تسبب بخسارة كبيرة للاقتصاد المحلي.
من جهته، اعتبر المدير العام الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب المهندس أوفى وسوف لـ”أثر” بأن المزارعين مصيبون بعدم زراعة محصول الشوندر السكري وهو المحصول الاستراتيجي الثالث بعد محصولي القمح والقطن.
وهنا كشف بأن إنتاج سوريا من محصول الشوندر كان يصل مع بداية الأزمة إلى 2 مليون و220 ألف طن، منها 685 ألف طن من سهل الغاب، وكان مردود السكر الخام الناتج يغطي حوالي أكثر من 40% من حاجة البلاد المحلية.
وأضاف: “مع تبدل الظروف وعدم توفير مستلزمات المحصول بدأ بالتراجع التدريجي إلى أن وصلت الأمور بأن يزرع ويقدم علفاً للماشية بدءاً من عام 2016 ثم توقفت زراعته لمدة 5 سنوات، وتمت زراعته مجدداً في عامي 2022 و2023 لكن دون أي عملية تصنيع، حيث قدم علفاً للماشية أيضاً”.
وبين وسوف أن تكلفة زراعة الشوندر السكري نحو 14 مليار دفعتها وزارة الصناعة للمزارعين نظراً للعقود المبرمة بينهم وبين شركة سكر سلحب، لكن كانت الكميات المنتجة قليلة جداً لا تكفي لتحريك عجلة التصنيع اقتصادياً، فكان القرار بتقديمه علفاً بعد أن تقوم شركة سكر سلحب بفرمه.
وعن مسألة عدم لحظه في خطة الوزارة حتى الآن، أوضح مدير عام هيئة تطوير زراعة الغاب: بأن السبب الجوهري لعدم زراعة المحصول رغم أهميته وقيمته، يعود لعدم تقديم أي دعم للمحصول وخاصة من الأسمدة والمحروقات، زد على ذلك عمره الطويل ومكوثه في الأرض.
وزاد وسوف على ذلك بأن سهل الغاب كان ينتج لوحده 50% من إجمالي محصول الشوندر السكري في سوريا، ثم بدأ يتراجع تدريجياً رغم الرغبة الجامحة لدى المزارعين لزراعة هذا المحصول، دون نسيان تدني تسعيرة شراء المحصول منهم.
وطرح المزارعون سؤالاً مفاده: “هل نرمي بمعملي سكر سلحب وسط سهل الغاب وسكر حمص وهما الوحيدان المتبقيان بعد دمار معملي سكر جسر الشغور ودير الزور”.
يذكر أن وزارة الصناعة تعتبر أن كل دورة إنتاج أقل من 100 ألف طن من السكر غير مجدية اقتصادياً، وبحسب التقديرات، فإن كمية الإنتاج للعام الجاري تتراوح بين 35 إلى 40 ألف طن، وبالتالي سيتم تحويل إنتاج موسم الشوندر السكري إلى علف للحيوانات، لذا لن يكون هناك إنتاج للسكر هذا العام.
وتشتهر منطقة سهل الغاب بإنتاج الشوندر السكري على مستوى سوريا، نظراً لوفرة المياه فيها وخصوبة تربتها، إلّا أنّ سنوات الحرب انعكست سلباً عليها.
ويضم سهل الغاب ناحيتين أساسيتين لزراعة الشوندر، وهما ناحية قلعة المضيق وتمتد من مدينة قلعة المضيق جنوباً حتى بلدة الحواش شمالاً، وناحية الزيارة في القسم الشمالي وتمتد من قرية القرقور شمالاً حتى قرية العمقية جنوباً.
إضافة تعليق جديد