عودة تكتيكات الحرب العالمية الأولى
عادت روسيا لاستعمال تكتيكات الحرب العالمية الأولى في محاولة لحماية قطعها الحربية بالبحر الأسود وطائراتها المقاتلة القريبة من موسكو، مع تزايد الهجمات الأوكرانية الناجحة.
ووفقاً لتحقيق لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية فقد أسطول البحر الأسود الروسي يعد جبارا ذات يوم، لكن مع تزايد تهديد الهجمات الأوكرانية لجأت موسكو إلى استراتيجية الحرب العالمية الأولى لحمايته.
وعلى الرغم من أن أوكرانيا لا تملك بحرية عسكرية، غير أنها تمكنت من تنفيذ سلسلة من الهجمات الناجحة في هذا السياق، منها قصف وقع الشهر الماضي واستهدف مقر قيادة أسطول البحر الأسود الروسي في مدينة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014 ، كما نجحت أوكرانيا في ضرب الطراد “موسكفا”، الذي يعد من أبرز القطع البحرية الروسية، في أبريل من العام الماضي مما أدى إلى غرقه.
ووجدت “سكاي نيوز” أن روسيا قامت بطلاء 5 سفن حربية من سفن أسطول البحر الأسود، من بينها الفرقاطة الأميرال ماكاروف، خلال الشهرين الماضيين ، ويقول خبراء إن هذه المحاولة الروسية تأتي لحماية الأسطول “غير المحصن” من الهجمات الأوكرانية ، ويتكون أسطول البحر الأسود الروسي من 30 قطعة حربية، وتتمركز بشكل رئيسي في مقر الأسطول في شبه جزيرة القرم.
وعلى سبيل المثال، جرى طلاء مقدمة ومؤخرة الفرقاطة ماكاروف باللون الأسود بين 26 مايو و 4 يوليو من العام الجاري ، وتسعى روسيا من خلال هذه الخطوة إلى تضليل القوات الأوكرانية بصريا، بما في ذلك المسيّرات البحرية، وجعل القطع البحرية الروسية تبدو أصغر مما هي على أرض الواقع ، ويهدف طلاء طرفي السفينة بلون مختلف لإخفاء بعض الأجزاء المهمة مثل مهبط الطائرات.
واعتمد التحقيق على مقارنة الصور الحديثة لخمس قطع حربية روسية نشرت على حساب الأسطول على تطبيق التواصل الفوري “تلغرام” مع صور قديمة.
ويقول خبراء إن الشكل الجديد من الرسم المبهر، هو تكتيك خداعي يستعمل ألوانا وأشكالا غير منتظمة، وقد جرى استخدامه في الحرب العالمية الأولى لحماية سفنها الحربية من القوارب الألمانية إبان تلك الحرب.
ويقول المحلل العسكري والأمني، مايكل كلارك إن فكرة طلاء السفن منطقية، لكن روسيا لم تكن تعتقد أن أسطولها الحربي سيكون في موقف كهذا، ولذلك لجأت إلى أساليب قديمة وتقليدية ، ويضيف: “لم أكن أتوقع أن يكون أسطول البحر الأسود تحت هذا القدر من الضغط، والحقيقة هي أن الأوكرانيين جعلوه معرضا للخطر، الأمر الذي لم نتوقعه في بداية الحرب”.
وقال إن التكتيك الروسي من الناحية المادية “رخيص”، فهو يمنح موسكو وقتا إضافيا لإسقاط الصواريخ القادمة، لكن فعالية هذا التكتيك تتضاءل” ،ولم يتوقف التمويه الروسي على البحرية، إذ امتد الأمر إلى القوات الجوية، حتى تلك القريبة من موسكو ، وأظهرت صور فضائية يستعملها الباحثون الذين يعتمدون المصادر المفتوحة أن روسيا رسمت العديد من المقاتلات على مدارج المطارات في محاولة لخداع المسيّرات الأوكرانية.
وأظهرت صور أخذت لقاعدتي “إنجلز” و”ييسك” وأيضا قاعدة إطلاق صواريخ إس- 400″، خلال الأشهر الماضية أنه جرى رسم طائرات حربية، من بينها القاذفة الاستراتيجية “تو- 95”.
وتقع قاعدة “إس-400” في مقاطعة تيميريازيفسكي التي تبعد 10 كيلومترات فقط عن قلب موسكو.
إضافة تعليق جديد