في عز الصيف وعز الشتي الفرج على السوريين لم يأت

31-07-2023

في عز الصيف وعز الشتي الفرج على السوريين لم يأت

لا شيء في هذا العالم أصعب من قول الحقيقة، والحقيقة المرة التي يعرفها الجميع أن السوريين انتظروا متأملين توقف حالتهم من التدهور، لكن للأسف فرج الشتاء لم يأت بعد، وفي حر الصيف اللاهب أصبح الأمل بعيدا من طموحاتهم، والتدهور في حالتهم المعيشية مازال يتدحرج بسرعة.
 
وفي الوقت الذي يسجل فيه مئات الطلاب نجاحهم المبهر واللافت في ظل الظروف التي تمر على سورية من ربع ساعة كهرباء، ومن انعدام مقومات الحياة في الشتاء البارد والصيف الحار، وحتى المياه الباردة يشتهيها الطالب ولا يجدها في براد منزله، والدراسة على أضواء الليدات الخافتة، وطلباتهم مؤجلة قسرا من أهليهم، وبالرغم من كل هذا اجتهدوا ونالوا العلامات التامة أو شبه التامة.
 
وعلى الرغم من سباقهم مع الزمن لتسجيل بصمتهم، هناك من يسابقهم ويسرق أحلامهم، حيث سبقهم سعر الصرف في سباقه مع المعدن الأصفر في تخطي المألوف والمتوقع في السوق، وما زال يجري مخلفا الألآم ويحرم غالبية الشعب السوري من نعمة الأمل والحياة وانتظار القادم.
 
الشعب السوري ومن دون أي مواربة وتملق في كل يوم صباح يستيقظ على خسارة عمره وصحته ومستقبله، وحتى أحلامه يستيقظ على أصوات الغلاء الذي لا يرحم ويقاسم الفقراء على كسرة الخبز الوحيدة المتبقية مدعومة، ويمكن للعائلة أن تسد رمقها بها .
 
الغلاء ليس في أسعار الصرف وأجار العقارات وثمنها والمحروقات الغلاء يفتك بالسوريين كما تفتك النيران بأجمل الغابات في سورية والمفتعل مجهول ومكافحته بطيئة والأدوات محدودة.
 
مع كل صباح ومع كل ساعة ترتفع أسعار السلع وتتبدل أكثر من مرة في اليوم الواحد، والأسواق فلتانة من أي رقيب أو حسيب، والمواطن يرقع حياته ومعيشته بالخضار الصيفية والبطاطا التي مازالت أسعارها مقبولة كونها في عز الموسم، وعينه على نهاية الصيف كيف سيدبر معيشيه وأسعار البقوليات تنافس أسعار السمون والزيوت، وأسعار المعلبات حلقت واللحوم غادرت الموائد منذ زمن، والألبان والاجبان أسعارها حامضة مع انقطاع الكهرباء وأسعار المنظفات غير نظيفة.
 
ومع الارتفاعات المتوالية بشكل لحظي في الأسواق تراجع الاستهلاك لدرجة كبيرة ومع ذلك لم يتوقف الانحدار في الأسعار بعض السلع تبيع في الأسواق وأخرى تُحمض في البرادات التي تحولت إلى خزانة من دون تبريد ومع ذلك الانحدار لا يزال مستمرا وإلى متى الله أعلم.
 
الأسعار الملتهبة بالأسواق في عز الصيف تنافس الحرارة الملتهبة وتسرق من السوريين الأمل بوقف التدهور أو بالفرج القادم، ولم يعد التقارب السوري العربي يقنع أبناء البلد بعد التدهور في الأسواق بعد التقارب، ولم تعد المؤتمرات والندوات والاجتماعات والمطالبات تشبع الفقراء، أنه الجوع الكافر وحده يلازم الشعب السوري في عز الصيف وعز الشتي .

 

 


 
طلال ماضي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...