رسالة غامضة من نيكسون لكلينتون.. تنبأ فيها بما يحدث بأوكرانيا!
قبل شهر من وفاته في أبريل 1994، كتب الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون رسالة إلى الرئيس آنذاك بيل كلينتون يعرض فيها ما سمّاه كلينتون فيما بعد “المشورة الحكيمة”، خاصة فيما يتعلق بروسيا حيث تم الآن رفع السرية عن محتويات تلك الرسالة من قبل مكتبة كلينتون الرئاسية، حيث تحقق ما حذر منه.
وفي الرسالة المكونة من سبع صفحات، المؤرخة في 21 مارس 1994 قدم نيكسون تقييماً صريحاً للوضع السياسي في روسيا، وتوقع بدقة أن العلاقات بين موسكو وكييف ستتدهور، وأن شخصًا مثل بوتين يمكن أن يصل إلى السلطة.
وكتب نيكسون، البالغ من العمر 81 عامًا في ذلك الوقت، الرسالة بعد عودته من رحلة استغرقت أسبوعين إلى روسيا وأوكرانيا.
ويعرف الرئيس الراحل نيكسون بأنه مهندس الانفراجة مع الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة. وفي عام 1972، أصبح نيكسون أول رئيس أميركي يزور موسكو، حيث وقع معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية ومعاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية مع الأمين العام للاتحاد السوفيتي ليونيد بريجنيف.
وأمضى نيكسون السنوات التي أعقبت رئاسته في القيام برحلات خارجية نيابة عن الولايات المتحدة وتقديم المشورة بناءً على عقود من الخبرة لتوجيه سياسة الولايات المتحدة في حقبة ما بعد الحرب الباردة.
واعتبر نيكسون بقاء الحرية السياسية والاقتصادية في روسيا “أهم قضية في السياسة الخارجية ستواجهها الأمة في ميزان هذا القرن”. وبهذا الفهم ، أخبر كلينتون أنه بناءً على ما رآه في روسيا، كانت الديمقراطية الوليدة في عهد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين في خطر.
وكتب نيكسون: “كواحد من أوائل مؤيدي يلتسين في هذا البلد وكواحد لا يزال معجبًا به لقيادته في الماضي، فقد خلصت على مضض إلى أن وضعه تدهور سريعًا منذ انتخابات ديسمبر، وأن أيام قيادته التي لا جدال فيها لروسيا باتت معدودة”.
وتابع “نوباته في الشرب أطول وفترات الاكتئاب التي يمر بها أكثر تواترا. والأكثر إزعاجًا، أنه لم يعد قادرًا على الوفاء بالتزاماته تجاهكم وتجاه القادة الغربيين الآخرين في بيئة معادية لأميركا بشكل متزايد في الدوما وفي البلاد”.
وتوقع نيكسون أن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا تنهار ووصف الوضع في أوكرانيا بأنه “شديد الانفجار”.
وقال نيكسون لكلينتون: “إذا سمح لهذه العلاقة بالخروج عن السيطرة، فإن ذلك سيجعل أحداث البوسنة تبدو وكأنها حفلة بسيطة”.
ونصح الرئيس السابق كلينتون بتعزيز التمثيل الدبلوماسي الأميركي في كييف، وروى محادثات مع رجال الأعمال الأميركيين الذين اشتكوا من أن السفارة “تعاني من نقص في الموظفين وقيادة غير كافية”.
كما حث نيكسون كلينتون على تطوير العلاقات مع خلفاء يلتسين المحتملين. وكتب نيكسون “لقد أخطأ بوش في التمسك بغورباتشوف لفترة طويلة بسبب علاقته الشخصية الوثيقة. يجب أن تتجنب ارتكاب نفس الخطأ في علاقتك الشخصية الجيدة للغاية مع يلتسين”.
ولم يكن متأكدًا من الذي سيرتقي إلى السلطة بعد ذلك، ولكن كتب نيكسون: “لا يوجد حتى الآن أحد في صف يلتسين كزعيم محتمل في روسيا”. وأبلغ كلينتون أن المد القومي والشعبوي في روسيا يمكن أن ينتج “مرشحًا ذا مصداقية للرئاسة”، وبعد هذه الرسالة بخمس سنوات فقط سيطر نظام بوتين القومي على روسيا.
العربية
إضافة تعليق جديد