نجت من الزلزال لتتفوق في الشهادة الثانوية
ثماني ساعات قضتها علا محمود بكري تحت أنقاض منزل ذويها في حي الغزالات بمدينة جبلة خلال كارثة الزلزال في السادس من شباط الماضي، قبل أن تنتشلها فرق الإنقاذ مع أخوتها ليبصروا الحياة من جديد.
ورغم هول الفاجعة بفقدها والديها بسبب الزلزال، إلا أن علا لم تنس حلم والدها الطبيب محمود بأن تكون متفوقةً في دراستها، ما شكل لديها دافعاً إضافياً لتواصل دراستها بجد واجتهاد، حتى حققت التفوق في الشهادة الثانوية العامة الفرع العلمي بمجموع 237.5 من المجموع الكامل 240 درجة.
وتتحدث علا بكثير من الحب الممزوج بلوعة الحزن والاشتياق، : “حققت حلم والدي، كان يقول لي لا أريد أقل من مجموع 235 علامة، واليوم مع هذه النتيجة أرغب بأن أقول له إني أحبه وإني اشتقت إليه وحققت حلمه”.
لحظات الزلزال المؤلمة تقصها علا بألم وقوة اختبرتها رغم حداثة عمرها، مضيفة: “استيقظت قبل حدوث الزلزال بحوالي 5 دقائق، وعند بدء اهتزاز البناء عدت إلى سريري متوقعةً أن الأمور ستنتهي عند هذا الحد، لأشعر بعدها أن البناء بدأ يتهاوى بنا، لتنتهي هذه اللحظات مع فقداني الوعي”.
ساعات تحت الأنقاض سمعت بعدها علا أصوات المنقذين تعلو الركام الذي يحيط بها من كل جهة، لتبدأ معها بالصراخ ليتنبه المنقذون إلى مكانها، موضحة: “كانت الساعة حوالي السابعة أو الثامنة صباحاً عندما علموا بمكاني، وحوالي الساعة الـ 12 ظهراً أخرجوني من تحت الركام”.
بعد مضي حوالي عشرة أيام خرجت علا من المشفى إلى بيت جدها، وقررت العودة إلى دراستها مع تشجيع من الأهل والأصدقاء والأساتذة الذين ترددوا إلى منزل جدها لإعطائها الدروس.
كانت العودة إلى الدراسة بعد الكارثة صعبةً جداً كما تصف علا: “فقدت والديَّ، وخسرنا المنزل، الكتب التي كنت أرتبها وأسجل عليها الملاحظات، وهي جهد عامين متواصلين من الدراسة”، مضيفة: “تواصلت مع أصدقائي للحصول على الكتب، وبذلت جهداً مضاعفاً للتأقلم مع حالتي الجديدة واختلاف أسلوب المدرسين، لكن تعاون الجميع معي أعطاني التفاؤل بقدرتي على التفوق من جديد”.
سانا
إضافة تعليق جديد