هل تنجح مساعي حزب الله في منع وصول أزعور لرئاسة لبنان؟
يحشد حزب الله جهوده لعرقلة محاولة انتخاب وزير المالية السابق جهاد أزعور، الذي كان يشغل منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وشرق آسيا في صندوق النقد الدولي، قبل أن يأخذ إجازة، رئيسًا للبنان.
ويسعى الحزب إلى دعم حليفه سليمان فرنجية للوصول إلى رئاسة البلاد، التي تسعى إلى معالجة الانهيار المالي المدمر، الذي تُرك ليتفاقم منذ عام 2019.
ومنذُ انتهاء فترة رئاسة ميشال عون للبلاد، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فشل البرلمان اللبناني خلال 11 جلسة في انتخاب خليفة له.
لكن من المرجح أن تشهد جلسة البرلمان، يوم الأربعاء المقبل، التي ستكون الـ12 من نوعها، أحدث تطور في البلاد.
ولأن حزب الله، الذي تُصنفه الولايات المتحدة جماعة إرهابية، وحلفاءه لديهم مقاعد كافية للحيلولة دون توافر نصاب الثلثين القانوني في البرلمان، يُرجح أن يُفشل محاولات خصومه.
في حين يقول مسؤولو الحزب إن الأخير وحلفاءه يمارسون حقهم الدستوري في عرقلة انتخاب أزعور.
ويعيش لبنان فراغًا سياسيًا غير مسبوق، إذ إنه حاليا لا يوجد رئيس للدولة أو رئيس للحكومة بصلاحيات كاملة.
وتنذر المواجهة بتفاقم التوتر الطائفي في البلاد، حيثُ يحشد أكبر حزبين مسيحيين في لبنان جهودهما خلف أزعور، بينما يعارضه حزب الله وحليفته حركة أمل؛ لأن منصب الرئاسة مُخصص لمسيحي ماروني.
ويقول محللون إن التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء ربما يتطلب الآن نوعا من التدخل الأجنبي الذي نجح في الماضي في فرض التسوية عليهم.
ويستخدم حزب الله قوته لحماية مصالحه ومصالح حلفائه، حتى أنه ساعد بوقف تحقيق في انفجار هائل وقع في مرفأ بيروت عام 2020.
إلا أن نفوذ الحزب في البرلمان تعرض إلى ضربة "قاسية" العام الماضي، بعدما خسر وحلفاؤه الأغلبية في البرلمان، الذي تقسم مقاعده البالغة 128 مقعدا بالتساوي بين الجماعات المسيحية والمسلمة.
مرشح المواجهة
يصف حزب الله أزعور بأنه "مرشح مواجهة وتحدٍ"، في إشارة إلى دوره عندما عمل وزيرا في حكومة بقيادة فؤاد السنيورة.
وخاضت حكومة السنيورة صراعا سياسيا مع حزب الله وحلفائه قبل 15 عاما، وبلغ ذلك الصراع على السلطة أوجه خلال حرب أهلية قصيرة عام 2008 سيطر خلالها حزب الله على أجزاء من العاصمة بيروت.
وقال النائب عن حزب الله حسن فضل الله لمؤيدين الأسبوع الماضي: "مرشح المواجهة لن يصل إلى بعبدا"، في إشارة إلى مكان القصر الرئاسي.
ويوم أمس الأحد، صعَّد مفتي لبنان الشيعي أحمد قبلان من لهجته ضد أزعور دون أن يسميه، قائلًا: "رئيس بختم أمريكي ممنوع".
وفي الـ3 من شهر حزيران/يونيو الجاري، نشرت صحيفة الأخبار المؤيدة لحزب الله نبأ ترشح أزعور مع صورة تظهره في نفس الإطار مع الوزير السابق محمد شطح.
وكان شطح حينها مستشارا لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري واغتيل عام 2013، حيثُ اتهم الحريري حزب الله بالمسؤولية عن قتله، بينما نفى الحزب أي دور له في ذلك.
وسحبت الصحيفة الصورة من موقعها الإلكتروني على الإنترنت بعد أن اعتبرها منتقدون بمثابة تهديد لأزعور، بحسب مصدر في الصحيفة، الذي نفى أن تكون مقصودة على ذلك النحو.
ويحظى أزعور بدعم حزب القوات اللبنانية المسيحي المناهض لحزب الله، والحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة عائلة جنبلاط الدرزية، وبعض النواب السنة.
كما أن ترشيح أزعور اكتسب زخما أكبر بعدما أيده جبران باسيل، الحليف المسيحي لحزب الله، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها مدفوعة بمعارضته لفرنجية، البالغ من العمر 57 عامًا.
ويتساءل مراقبون عما إذا كان بعض أنصار أزعور يحاولون استغلال ترشيحه لحمل حزب الله على التخلي عن فرنجية والبدء في محادثات لإيجاد حل وسط.
وسبق أن وصف فرنجية، سليل عائلة سياسية مسيحية عريقة، وهو صديق للرئيس السوري بشار الأسد، ترسانة الأسلحة الخاصة بحزب الله بأنها ضرورية للدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل.
والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفرنجية في شهر أبريل/نيسان الماضي، الأمر الذي اعتبره كثيرون في لبنان بمثابة تأييد له رغم أن باريس لم تعلن ذلك.
إضافة تعليق جديد