تاريخ الكتابة بالخط العربي وأصوله الآرامية
سامح عسكر:
تطوير الحروف والكتابة هي عملية فكرية يقوم بها الرهبان والفقهاء بقصد التبشير الديني.. الخط العربي –مثلا- بشكله الحالي طوره فقهاء للتبشير بين العرب بالإسلام في القرن السابع، ولم يسجل التاريخ أي كتابة عربية قبل القرآن..الذي تم تطوير حرفه من الخط الآرامي السرياني الذي كان منتشرا في الشام وشمال شبه الجزيرة..
الخط الحبشي ግዕዝ كذلك ظهر في القرن الرابع بقصد التبشير المسيحي في الهضبة الأثيوبية، وأصله مزيج بين الهيروغليفية والسبئية القديمة
الخط السيريلي Кириллица المستخدم في روسيا ودول البلقان ظهر في القرن التاسع بغرض التبشير المسيحي بين شعوب السلاف، وأصله من اليونانية والفينيقية
أما الخط العبري الحالي אָלֶף-בֵּית ظهر مع الأسر البابلي لليهود في القرن السادس ق.م ، وتم تطويره ليناسب ثقافة ولغة أهل العراق وشمال الحجار وقتها المتحدثين بالسريانية، واستعمله اليهود لإقناع أهل الرافدين بدينهم، أي أن أصل الخط العبري هو الأبجدية الآرامية وخليط من الآشورية والفينيقية الأقدم والمترسخة في نفوس الشعوب.
معلومة: يوجد خط عبري قديم הכתב העברי הקדום كان مستخدما في مملكة يهوذا في القرون من العاشر إلى السادس ق.م وأصله من الفينيقية والهيروغليفية.. لكن توقف اليهود عنه بعد الأسر البابلي واضطروا لمخاطبة شعوب الشرق الأوسط بلغة جديدة وهي الخط العبري الحالي
باختصار: اللغة بنت زمانها تخضع لعوامل دينية في الغالب، والزعم بأن هناك لغة مقدسة هو كلام يردده الكهنة على مر العصور، فاليهود اعتقدوا أن العبرية ما دامت هي لغة الكتاب المقدس فهي لغة مقدسة..
نفس الشئ قالوه بعض المسيحيين عن القبطية واليونانية والآرامية، ووقع العرب في نفس الخطأ بالقول أن اللغة العربية هي الأقدم والأٌقدس وجرى اعتبار الفصحى لغة الدين والآخرة والجنة.. وما سواها لغة الدنيا والشهوات، وهذا سر اعتراض وانتفاضة شيوخ السلفية الآن ضد مسلسل الإمام الشافعي لعرضه بلغة الدنيا الشعبية وتركه للفصحى التي هي لغة أهل الجنة وفقا لمعتقداتهم..
والسؤال الحاسم: لو نزل الكتاب المقدس أو القرآن باللغة الصينية ألا يحق وقتها للصينيين بأن يفتخروا بلغتهم والزعم بأنها لغة أهل الجنة؟..وما ذنب العربي إن لم يفهمها
إضافة تعليق جديد