هجوم حوثي جديد يستبق المفاوضات
من جديد، تهدد مليشيات الحوثيين بعودة العمليات العسكرية مرة أخرى إلى اليمن، ونسف كل الجهود الجارية لمحاولة تجديد الهدنة التي انتهت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من خلال شنّ هجماتها المتكررة نحو مديرية حريب، جنوب شرق محافظة مأرب، التي فشلت في إسقاطها طوال العامين المنصرمين.
وتمكنت مليشيات الحوثيين، الثلاثاء الماضي، من السيطرة على مرتفعات جبلية استراتيجية مطلّة على مناطق "ضو" و"شرَق" غربي مديرية حريب، بعد هجمات مكثّفة استطاعت إثرها إجبار قوات "محور سبأ" المتمركزة على جبال "بوارة" و"أراك" على الانسحاب وترك مواقعها، وسط موجة نزوح من سكان المناطق المأهولة التي تعرضت لقصف مدفعي من قبل الحوثيين.
وعلى مدى الساعات الماضية، أرسلت ألوية "العمالقة" وقوات "محور سبأ" العسكري، تعزيزات عسكرية كبيرة، وشنّت هجومًا معاكسًا، استهدف مناطق تقدم الحوثيين في السهول الغربية لمديرية حريب.
وقالت مصادر عسكرية إن القوات الحكومية والموالية لها أوقفت تمدد الحوثيين في وديان غرب حريب، وأجبرتهم على الانسحاب منها نحو المرتفعات الجبلية الغربية التي تشهد حاليًا مواجهات هي الأعنف بين الطرفين.
وذكرت المصادر أن رقعة الاشتباكات العنيفة توسعت لتشمل الأجزاء الشمالية من مديرية حريب، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وتحاول مليشيات الحوثيين تحقيق تقدّم ميداني سريع في مأرب النفطية، يستبق أي عملية سياسية مقبلة، بعد أن فشلت حملتها العسكرية التي انطلقت منتصف العام 2020 للسيطرة الكاملة على المحافظة التي تعدّ مقرّ انطلاق العمليات العسكرية الحكومية في شمال البلاد.
ويقول وكيل وزارة الإعلام اليمنية، أسامة الشرمي، إن مليشيات الحوثيين تحاول الآن كسب أكبر قدر من الأرض والأموال، وتستمر في تهريب السلاح ومحاولة ترتيب أوراقها لأي عملية تفاوضية قد تُجبر على الانخراط فيها بعد الاتفاق السعودي الإيراني في الصين.
ويشير الشرمي، إلى أن مليشيات الحوثيين معروفة بعدم التزامها بأي اتفاقات أو مواثيق أو عهود، "وهي تحاول استغلال كل الفرص المتاحة أمام اليمنيين، لتحقيق مكاسب خاصة بها، بينما يعاني الشعب اليمني".
مؤكدًا أن ما يحدث في حريب، "هو محاولة لاستباق أي عمل سياسي تفاوضي من موقع متقدم، حتى تستطيع أن تفرض شروطًا أكثر على طاولة المفاوضات".
من جانبه، قال الخبير العسكري، محمد الكميم، إن هدف مليشيات الحوثيين من خلال إشعال معارك حريب، هو الوصول إلى حقول "صافر" النفطية، الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، شمال شرق مديرية حريب، ثم استكمال السيطرة على المحافظة والتحرك شرقًا وجنوبًا.
ويعتقد الكميم، في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن ما يجري هو جولة صراع جديدة، تكون معارك حريب بدايتها، ثم ستتسبب في اشتعال كل جبهات القتال بين الطرفين.
مشيرًا في تغريدة أخرى، إلى أن موعد الهدنات وعقد المؤتمرات والمفاوضات والنقاشات واللجان، هو الوقت المناسب للحوثيين منذ انطلاق حرب صعدة الثانية عام 2005، "للتوسع على الأرض بعد تخدير الجبهات أو ارتخاء بعضها أوعودة بعضها الى مواقعها وثكناتها بحسب كل اتفاق".
إرم نيوز
إضافة تعليق جديد