حوار إعلامي مع ابن تيمية

28-02-2023

حوار إعلامي مع ابن تيمية

د.سامح عسكر:

هذا الحوار كتبته قبل 9 سنوات ورأيت من المفيد طرحه الآن لأهميته..

"وصل الشيخ ابن تيمية إلى مدينة الإنتاج الإعلامي بدعوة من برنامج توك شو شهير لمحاورته فيما نسب له من اتهامات، ولنشر حقيقة دعوته.

دخل الاستوديو ورحب سائر العمال به والمخرجين والمذيعين، ثم قال له المعد أن أمامه نصف ساعة للظهور لايف مباشرةً بعد نهاية الفقرة الجارية، قام وتمدد على كرسي الأنتريه إلى أن انتهت النصف ساعة، ثم دخل الاستوديو وجلس في الجانب المخصص له، إلى أن أشار المخرج بعلامته معلناً الظهور لايف.

الإعلامي: مرحباً بك يافضيلة الشيخ

ابن تيمية: مرحباً

الإعلامي: نود إجراء حوار معك وأنت أشهر من النار على العلم، ولأنك اين تيمية فربما يدخل الحوار في مطبات وأمور شائكة.

ابن تيمية: حسناً هات ما عندك

الإعلامي: يقولون عليك أنك مجدد للدين الإسلامي ويصفك البعض بشيخ الإسلام، ورغم ذلك أعلنت جماعات داعش والإخوان والوهابية انتمائها إليك وإلى أفكارك، وهذه الجماعات عليها علامات استفهام فهي تقتل وتقول أن الله يأمرنا بذلك، فهل يأمر الله بقتل الناس؟..وما حقيقة انتساب هذه الجماعات إليك؟

ابن تيمية: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، نعم ياسيدي انهم يستدلون ببعض ما قلت، ولكن هذا لا يعني صحة انتسابهم إليّ، فالرسول قال.."إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"..فهل هؤلاء ينتسبون للرسول وقد قتلوا الأطفال والنساء؟!...إن حقيقة الإنتساب تعني الاتباع في كل شئ، وهؤلاء لا أخلاق لهم.

الإعلامي: ولكن لك فتوى في كتابك مجموع الفتاوى تقول بجواز قتل نساء وأطفال وشيوخ الطائفة النصيرية والدرزية..!

ابن تيمية: لا تحاسبني إلا على رأيي الآن، فأنا إنسان متقلب المزاج، أنظر في أقوالي باستمرار، حتى هم يؤمنون أنني كذلك، ولي آراء متضاربة.

الإعلامي: فعلى ماذا اعتمدت على فتواك وما مصير من قُتلوا من النصيرية والدرزية بناءً على هذه الفتوى؟

ابن تيمية: كان لي رأي سياسي فيهم، فهم من وقفوا بجانب الاحتلال المغولي، وبلادنا في سوريا حتى الآن تعاني منهم.

الإعلامي: ولكن هل يصح أن نطلق صفة الخيانة على المجموع أم على الأفراد؟

ابن تيمية: عندما يكون المجموع مؤمن بعقيدة كفرية أساسها الخيانة فالمجموع خائن، وهؤلاء لديهم عقائد كفرية بل أكفر من اليهود والنصارى.

الإعلامي: ولكنك قلت في أحد فتواك.." كل من كان مؤمنا بما جاء به محمد فهو خير من كل من كفر به ".. مجموع الفتاوى (35/201)...وهذا يعني أن الدرزية والنصيرية لديك أفضل من اليهود والنصارى لأنهم يؤمنون بمحمد، فلماذا حكمت بكفرهم وأنهم أسوء من اليهود والنصارى ؟!

ابن تيمية: ياسيدي قلت لك أنني إنسان متقلب المزاج، ولا يصح أن تأخذ مني فتوى قديمة.

الإعلامي: ولكنك قلتها الآن..أي أنها ليست قديمة

ابن تيمية: إن من يجعلون علي بن أبي طالب إلهاً ويسبون الصحابة يحق فيهم كل شئ..

الإعلامي: طيب ..لماذا تُنكر على داعش أنهم فعلوا كل شئ بالنصيرية والدروز في سوريا والشيعة الإمامية بدعوى أنهم احتجوا لك بفتاوى قديمة وأنت تكرر نفس الفتوى الآن.

ابن تيمية: لا يمكنني القول إلا أنه لا يجب أن تحتج بأي فتوى لي إذا لم تكن مصدقة غير متأثرة بظروف آنية.

الإعلامي : طيب وكيف سيضمن الناس صحة فتواك وكلامك يعني أنك ستراجعها، أو على الأقل تشك فيها؟

ابن تيمية: سوف أعلن عن ذلك

الإعلامي: وهل توجد فتاوى لك حصلت على هذه الصفة؟..أي يمكن وصفها بالفتوى المطلقة الواجبة تحت أي ظرف.

ابن تيمية: لا يوجد

الإعلامي: سيدي استأذن لأن معي اتصالاً هاتفياً...معنا الدكتور.."وصيف عبدالآخر"...أستاذ الطب النفسي في جامعة كامبردج على التليفون.

ابن تيمية مقاطعاً.: لحظة...قلت طب نفسي وما علاقة ذلك بتخصصي؟

الإعلامي: أنت قلت أنه لا توجد فتوى واحدة لك يمكن أن يعول عليها لأنك تنظر فيها باستمرار، وهذا يعني أنك لست متخصصياً في شئ، وأنك يافضيلة الشيخ مجرد قارئ.

ابن تيمية: ولكنني لا أفهم في الطب النفسي، وما علاقة ذلك بقرائتي؟

الإعلامي: لا تتعجل النتائج، سننظر فيما يقول الدكتور أولاً

دكتور وصيف أهلاً بك.

الدكتور: أهلا بك ياسيدي ومرحباً

الإعلامي: معنا الشيخ ابن تيمية طبعاً أنت تعرفه

الدكتور: وهل يخفى القمر؟

الإعلامي : هل استمعت للحوار الذي دار الآن وتريد أن تضيف شيئاً أم تريد أن نطرح عليك أسئلة؟

الدكتور: نعم استمعت ولا حاجة للأسئلة..

الإعلامي: إذن فما رأيك؟

الدكتور: في الطب النفسي لدينا يجب التفريق بين الممارس والمطلع، أي ليس كل من يطلع ويقرأ عن العلاج بالإبر الصينية يُعامَل كمن مارس هذا العلاج، وهذا يعني أن القراءة تختلف عن الممارسة في العلوم التطبيقية، وأنا أرى أن الدين ليس علماً نظرياً بل هو علما سلوكياً تطبيقياً، وعليه فمجرد القراءة لا تتيح لنا أن نرى صورة صحيحة للدين، يجب تنفيذ ذلك على الأرض.

الإعلامي: ماذا تقصد بذلك يادكتور؟

الدكتور: أقصد أن الشيخ ابن تيمية قدم نفسه مرتين، مرة على أنه شيخ يُفتي ولديه علم ديني، ومرة على أنه مجرد قارئ ولا يُلزم أحد بكلامه، والحالتان مختلفتان لا يصح اجتماعهما في نفسٍ واحدة، إما أنك قارئ أو شيخ عالم يؤخذ بكلامه، الشيخ ابن تيمية –مع احترامي لحضرته- لم يُنكر على الجماعات وصفه بلقب.."شيخ الإسلام"..وهذا يعني ارتياحه لهذا الوضع ، وأنه يعتقد ضمنياً بحصوله على صفتي القراءة والإفتاء.

ابن تيمية يتدخل: ولكن يادكتور أنا لم أقدم نفسي كمفتي أبداً

الدكتور بلهجة استنكار: إذن فلماذا أسميت كتابك.."مجموع الفتاوى"..؟!

ابن تيمية: هذه فتاوى دنيوية وليست دينية، أي لا أعتقد بالعلم الإلهي، بل كل أعمالي تخص الأمور الدنيونية التي ينتفع بها المسلم في حياته.

الدكتور: هذا غير صحيح لأن بعض فتاويك تحكم بالكفر وجواز القتل، والكفر هو كفر بالإله وليس كفر بابن تيمية، والقتل يعني إراقة الدماء المحرمة التي هي أقدس عند الله من الكعبة.

يتدخل الإعلامي: يادكتور وصيف لا نريد أن نخرج عن الموضوع ، فحسب وعدك للبرنامج أنك ستحلل النقاش برؤية نفسية.

الدكتور: وقد التزمت بوعدي لكن لا أريد مقاطعة من أحد.

الإعلامي موجهاً حديثه لابن تيمية: لا تقاطعه يافضيلة الشيخ..

ابن تيمية يهز رأسه موافقاً

الدكتور: معظم الناس لا تفرق بين عمل العرافين والمشعوذين وبين عمل المتخصصين، فالعراف قد يصبح طبيباً عند الناس، والسبب أن العرّاف لديه نوازع نفسية يريد أن يمتلك العالَم بأسره، وهو إنسان طموح يعشق التجديد والنظر والتأمل، لذلك هو قريب عند الناس الذين يُبهرون من هذا التوجه.

وحسب الطب النفسي ننظر للعرافين غالباً على أنهم أناس مبدعين يريدون أن يكتشفوا ويستمتعوا بكل جديد، حتى إذا وصلوا لمرحلة فارقة يكونوا فيها قد امتلكوا القدرة على تقديم أنفسهم كعرّافين وهم يضمنون النتائج، فمن حكم خبرتهم امتلكوا رصيد من الثقافة والعلم يحملهم على الإجابة على كل سؤال، وقد قرأت كتاب الشيخ ابن تيمية.."مجموع الفتاوى"..وجدت أن الشيخ يسلك طريق العرّافين في الكتاب، فهو يجيب على كل سؤال وبطريقة حاسمة دون أن يطرح وجهات النظر والإشكاليات حول الأسئلة وإجاباتها في المخزون الإنساني.

وحسب الطب النفسي فأولى مراحل تقديس البشر تبدأ من الخلط بين العلوم الدينية والعلوم الدنيوية، ففتاوى الشيخ ابن تيمية خلطت بين هذا وذاك، حتى أنه تعرض للعلوم التجريبية كالكيمياء دون أن يعلم عنها شيئاً، واكتفى بذمها وهو يعتقد أن الكيميائي مشعوذ دجال، وبالتالي رآه الناس ليس فقط مجرد شيخ، بل هو طبيب وكيميائي وحدّاد ورسّام ...إلخ، رآه الناس بكل الصفات ولديه كل الأجوبة، وعنده تقبع كل أسرار الإنسان والمجتمعات، وطبقاً لاعتقاد العوام بأن الدين يشمل كل هذه الأشياء جميعاً اعتقدوا في ابن تيمية أنه أفضل من يمثل الدين.

الإعلامي: ولكن هذا يعني أن الشيخ ابن تيمية هو عرّاف ومشعوذ يافضيلة الدكتور؟

الدكتور: العراف من إسمه ياسيدي يريد معرفة كل شئ، لا يوجد لديه أمر غير مفهوم أو غير معروف، هو إنسان متطلع يفهم في الرياضيات وفي المنطق وفي الكيمياء وفي اللغات وفي الدين..وابن تيمية يدعي إلمامه بكل هذه الأشياء فهو عرّاف أصيل، ولكن لسُمعة العرّافين في بلادنا هو لا يعترف بذلك بما نسميه في الطب النفسي.."سلوك الإزاحة"..وهو ما يعني إزاحة عبء المشكلة عن كاهله ورميها في اتجاه آخر.

هذا الاتجاه هو ما يفعله الشيخ الآن بأنه لا يفتي ولكن يحكم بالقتل والكفر، وأن الله لا يرضى عن فرق النصيرية والدروز ولكنهم أفضل من اليهود والنصارى بل هم أسوء..فآرائه دائماً متضاربه، والسبب أن الشيخ .."براجماتي".. إذا رأى مصلحته في قول كذا وكذا سيقول، ولو كانت مصلحته الآن في دعم الجماعات الإرهابية سيدعمها، ولكنه يخاف ردود الأفعال من الحكومات والشعوب.

ابن تيمية معترضا: أحتج على هذا التطاول، هذا الكلام به اتهام مبطن بالكذب والتقية، وكل من يعرفني يعلم أنني عدو التقية الرافضية.

الإعلامي: نرجو عدم التعرض للشيخ يادكتور وصيف.

الدكتور: ياسيدي أنا مطالب بتشخيص حالة حسب تخصصي، فأنا لم أخض في أي أمور فقهية أو دينية أو سياسية لكي اختلف مع الشيخ، كل ما سبق هو في نطاق التخصص وهو.."الطب النفسي".

ابن تيمية: وهل من الطب النفسي اتهام الناس بالكذب في الدين يادكتور وأنت لست فقيهاً؟..أنت لست متخصصاً كي تحاسبني..

الدكتور: وهل تؤمن بالتخصص ياشيخ ابن تيمية؟

ابن تيمية: نعم أؤمن بالتخصص وإلا ما طالبت بالجماعات بالعودة لإجماع الأمة.

الدكتور: أنت زعمت في كتابك .."مجموع الفتاوى"..ثمانمائة إجماع اتفق عليها الأمة، الجماعات الإرهابية تطبق 200 إجماع فقط منها، وهذا يعني أن داعش والجماعات يطبقون فتاويك...

ابن تيمية: هذا كذب..لم أقل بإجماع على قتل برئ..

الإعلامي: ممكن يادكتور نموذج لفتاوى الشيخ التي تدعي الإجماع على القتل، فالشيخ ينكر ذلك..

الدكتور: هذا نموذج ياسيدي بما تطبقه الجماعات، لقد أفتى الشيخ بقتل من يتأخر عن الصلاة، قال.."ولا للمستأجر أن يمنع الأجير من الصلاة في وقتها . ومن أخرها لصناعة أو صيد أو خدمة أستاذ أو غير ذلك حتى تغيب الشمس وجبت عقوبته ، بل يجب قتله عند جمهور العلماء بعد أن يستتاب "..مجموع الفتاوى..(5/ 80)

ابن تيمية: هذه فتوى قديمة وأنا قلت لا يجوز الاحتجاج إلا بموقفي الجديد، فأنا دائم التغيير والتبديل.

الإعلامي: يبدو أننا ندور في حلقة مفرغة، طب ياشيخ ابن تيمية، هل توافق على هذه الفتوى منك أم تعترض عليها.

ابن تيمية: ليس لي أن أوافق أو أعترض لأنه لم يظهر لي اجتهاد غيرها.

الإعلامي: إذن فالجماعات يطبقون هذه الفتوى بقتل من يتأخر عن الصلاة إلى أن تجتهد ويظهر لك غيرها..!

الدكتور مقاطعاً: ياأستاذنا الإعلامي المحترم عندما طلبت تحليل النقاش من وجهة نظر نفسية فإنني أعلم ما أقول، الشيخ لن يعترف لك بخطأه ولا لغيرك طالما الأمر يمس سمعته، إذن فلا جدوى من النقاش الديني.

الشيخ يعاني من أمراض نفسية وهلاوس سمعية وبصرية، وفي الطب النفسي كي لا نعجز عن التشخيص والعلاج لا ننظر لمجرد السلوك، وإنما ننظر إلى معنى الوجود في ذهن المريض عامة، لماذا تعيش وليس كيف تعيش، ما معنى وجودك في الحياة وليس ماذا عملت في الحياة، والأفعال المنعكسة التي يختص بها الباحث النفسي هي التي تكوّن شخصية المريض بالهلوسة، أي أن الشيخ من كثرة أفعاله الانعكاسية وردود أفعاله العنيفة تكوّنت لديه شخصية هي حاصل جمع العادات لديه، أي أنه لجأ لعاداته في ردوده وتقريراته وفتاويه وليس بما يستحكمه الدليل من عقل واجتهاد.

الإعلامي: نفهم من ذلك يادكتور أنك تقول بأن الشيخ هو مريض بالهلوسة؟

ابن تيمية محتجاً: لن أسمح بهذا التطاول، وأدعو الدكتور لسحب تجاوزه وأن يعتذر لي وللبرنامج وإلا سأنسحب..

الدكتور: لا أعلم لماذا يعترض الشيخ وهو يزعم أنه عالم بكل العلوم، فلو كان عالماً بالطب النفسي فليثبت لي خطأ هذه الرؤية، وأنا لم أتبناها إلا عن قاعدة علمية، ليس من المعقول أن يعلم الشيخ في الرياضيات والكيمياء والاجتماع والفلسفة والمنطق والدين واللغة والمذاهب ثم يجهل الطب النفسي.

ولكن في رأيي أنه لن يدعي ذلك أو يمتلك الجرأة على الفعل، ذلك لأن دراسي الطب النفسي يجب أن يكونوا من ذوي الشخصيات المنفتحة والمحبة للحياة، والشيخ ابن تيمية سوداوي المزاج وكثير الوساوس، وهذه الشخصية تخاف من الانخراط في الطب النفسي، وتلجأ عادةً إلى الوقوف على شطه بالاختزال والادعاء وهو ما يفعله الشيخ، فهو كثير الاختزال ولن ينخرط في الطب النفسي أبداً.

الإعلامي: يافضيلة الشيخ هذا رأي الدكتور يمكنك الرد عليه وتثبت له خطأ هذه الرؤية ..خاصةً وأنك قارئ ومطلع..

ابن تيمية: هذا ليس نقاشاً..وسأنسحب لأنه لم يحصل على شرط العلمية، وأدعو كل من يتبعني ويصدقني لمقاطعة البرنامج والسلام على من اتبع الهُدى..

انسحب الشيخ ابن تيمية من البرنامج وعلى وجهه علامات الغضب، حتى أنه لم يسلم على المذيع، أو حتى يلقي السلام، وانصرف بهدوء.

الإعلامي: نعتذر عن هذا الوضع أيها المشاهدين، ولكن الشيخ انسحب عن خياره هو ونحن نحترم خيارة ، على كل حال يادكتور وصيف..الشيخ ابن تيمية غير موجود معنا الآن، هل يمكن كلمة أخيرة تختم بها ؟

الدكتور: أنا أعتذر أولاً عن الحديث في عدم وجود الشيخ، ولكن مجمل تحليلي النفسي أن ما بين العرافة والهلوسة روابط من أهمها، توهم امتلاك الحقيقة المطلقة والادعاء بمعرفة ما هو كائن وغير كائن في نفس الوقت، فالعراف يؤمن أن علومه تخترق الحُجب، والمهلوس يؤمن بما يؤمن به العراف،وكلاهما غير متصالح أو أمين مع نفسه.

ما أود أن أقوله أن أولى مراحل علاج الإرهاب هو الاهتمام بالطب النفسي ونشره بين الناس، ذلك أن كثير من الشباب المتطرف لا يعلم أن سبب تطرفه أنه مكتئب أو كثير الوساوس والهلاوس، ولو انفتح على الحياة ربما يراها بشكل أفضل.

ولكن دور الشيوخ للأسف هو دور سلبي للغاية، ويصوّرون للشباب أن الانفتاح على الحياة يعني حب الشهوات والملذات، وبذلك فلو انفتحوا على الحياة سيعصون الله، وهذا غير صحيح، لأن الانفتاح على الحياة يعني الصدق والتصالح مع الذات، وعدم كتمان أي أفكار تجول بخاطره وإخراجها من حيز الدماغ إلى حيز الواقع، وبالتالي تتعرض أفكاره للاحتكاك والتواصل وهذا ما ينقص الشباب المتطرف، فهم شباب معزول عن الحوار بالدرجة الأولى.

إن شيوع الطب النفسي سيخلق دعوى مضادة لدعاوى الشيوخ، وتبعا لذلك عدم إعطاء أي فرصة لخلق .."عمى إدراكي"..عن الأفعال الذاتية كما يحدث كثيراً في حالات السمع والطاعة المطلقة..والتي نصنفها في علم النفس بأنها حالات مَرضية..وأخيراً أشكرك أخي العزيز وأشكر جميع السادة المشاهدين .

الإعلامي: نشكر الدكتور وصيف عبدالآخر أستاذ الطب النفسي بجامعة كامبردج على هذه المداخلة التي أعتقد أن كثير من المشاهدين استفاد منها، ونحن ننتظر من الدكتور إطلالة أخرى مع البرنامج..

والآن مع الفقرة التالية

 

يتبع 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...