ماهي مهمة الخطيب اليوم
سامح عسكر :
·
يمثل فيه جانب العقائد في القرآن 35% والقصص 25% والأخلاق والمعاملات 24% والأدعية والتعاويذ 6% والباقي نسبة 10% موزعة على آيات المواريث والنكاح والطلاق والسياسة وخلافه..أي داعية يجعل حديثه كليا عن المرأة هو مخالف للقرآن الكريم ولديه مشكلة عنصرية معها، وأي داعية تحتل السياسة عنده نسبة كبيرة هو كذاب..
يفترض في الداعية أنه مؤمن بالقرآن وداعية إليه فعلى الأقل أن يلتزم بالحد الأدنى للنسب المذكورة، فيكون خطابه الديني يستحوذ عليه الأخلاق والعقيدة، وأن يدعو الناس للتفكر أسوة بعشرات الآيات التي أمرت بالتفكر والعقل المذكور معظمها في جانب العقائد..
أي شرط أساسي لمن يملك عقيدة سليمة أن يكون عاقلا لا مقلدا..لكن دعاة اليوم ووعاظ المنابر ليسوا هكذا، السياسة تحتل لديهم النسبة الأكبر. وهناك شيوخ كل حديثهم عن المرأة حرفيا. وإذا تحدث أحدهم عن القصص لا يذكر شئ من قصص القرآن والعظة المعتبرة منه، لكن يذكر كل قصصه من الروايات المخترعة والمكذوبة خصوصا التي يعرفها الناس بالفتن والملاحم، وهي روايات يبرأ القرآن منها، ولا عذر أو مبرر له لإشغال الناس بهذا النوع من القصص الذي لا يمكن تصنيفه حتى من باب المعاملات..أما الطامة الكبرى وهي أن غياب الأخلاق والمعاملات الحسنة من خطاب الداعية يجعله خطيرا، خصوصا لو صاحب هذا الغياب انشغاله التام بالسياسة وطعنه الدائم في المعارضين وممن هم ليسوا على رأيه..
تجديد الخطاب الديني يبدأ من هنا، أن يستحوذ الأمر بالأخلاق والفكر على خطاب الدعاة، يجب تدريب المسلم على احترام الرأي الآخر ومناقشته إذا أمكن..
يجب أن تختفي مساحة السياسة من خطاب الشيوخ، أو تكون في أدنى معدلاتها على الإطلاق وأن يُراعي ظرفية آيات السياسة ومناسبتها لعصر الرسول..فالكارثة التي حدثت في الصحوة الإخوانيّة حدثت بسبب احتلال السياسة والمرأة وتكفير الآخرين على النسبة الأكبر، وآن الأوان لتعديل ومكافحة هذه النسبة والعودة بالدين إلى طابعه الأخلاقي الأصيل
إضافة تعليق جديد