بايدن ينتظر الغداء.. أمريكا تشهد أسوأ قمة للسبع الكبار منذ عهد كارتر
نشرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية تقريراً مفصلاً حول قمة دول السبع التي عقدت مؤخراً في ألمانيا ودور الرئيس الأمريكي جوبايدن الخجول فيها.
وتقول الصحيفة: استحضر إلى الذهن اجتماع مجموعة السبع في ألمانيا هذا الأسبوع مقولة مارك توين الساخرة غير الصحيحة أن: “التاريخ لا يعيد نفسه- بل بطابقه”. أو يمكن استبدالها إذا كنت تحب بديهيات سانتيانا الفلسفية المعروفة: “أولئك الذين لا يستطيعون تذكر الماضي، محكوم عليهم بتكراره”.
يجب الحكم على اجتماع مجموعة الدول السبع هذا بأنه أسوأ اجتماع لمجموعة السبع منذ الاجتماع الذي عُقد في اليابان عام 1979 والذي عقد أيضًا وسط أزمة طاقة عالمية وتضخم متصاعد. الرابط المشترك بين تلك القمتين هو رئيس أمريكي في انتظار الغداء، والتي تفصل بينهما 43 عامًا.
كما حدث في عام 1979، عندما كان قادة مجموعة الدول السبع الآخرون قاسيين تجاه الرئيس #جيمي_كارتر في القمة، حاول الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع التحدث بلطف مع الرئيس بايدن ، الذي يبدو أنه يحاول محاكاة كل أخطاء سياسة كارتر. عشية رحلة بايدن إلى المملكة العربية السعودية لطلب المزيد من إنتاج النفط، نصحه ماكرون بأن السعوديين وغيرهم من كبار المنتجين في الخليج قريبون من السعة القصوى الحالية وبالتالي لا يمكنهم إنقاذ بايدن حتى لو أرادوا ذلك.
تدخل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لتجنيب بايدن في الوقت الذي كان على وشك أن يصبح إحراجًا عامًا، نظرًا لأن النص الضمني كان لنصيحة ماكرون أن الولايات المتحدة بحاجة إلى توحيد إجراءاتها، بدءًا من البحث عن الموارد النفطية من أجل الإغاثة.
وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا جادة بشأن الطاقة، على عكس جارتها ألمانيا، التي تواجه خطرًا حقيقيًا يتمثل في نفاد الغاز الطبيعي في الشتاء المقبل.
كما صرحت الحكومة الفرنسية بأنها لا تشن هجمات ديماغوجية على شركات النفط العملاقة وأعلنت مؤخرًا عن نيتها لبناء جيل جديد من محطات الطاقة النووية.
في حين أن بايدن مخلص بلا شك في رغبته في أن تتوحد مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وراء أشد العقوبات التي شملت مقاطعة الطاقة الروسية، إلا أنه يبدو غافلاً عن حقيقة أن أوروبا تبحث عن طريقة لحفظ ماء الوجه لتخفيف العقوبات الحالية التي تهدد بإلحاق الضرر بها.
تشابه آخر بين موقف بايدن وسنوات كارتر الكئيبة: المملكة العربية السعودية لديها سبب وجيه لتكون غير راضية عن الولايات المتحدة في المرتين. في عام 1979، كانت المملكة العربية السعودية غاضبة لأن الولايات المتحدة جلست أثناء – بل وشجعت – سقوط الشاه في إيران، وبالتالي سلمت إيران إلى الإسلاميين الذين زعزعوا استقرار الشرق الأوسط منذ ذلك الحين، حسب وجهة نظر السعودية.
يستاء السعوديون من بايدن الذي وصفهم بالوحوش ذات يوم وفي اليوم التالي يأتون متوسلين طالبين المزيد من النفط بسعر أقل، بينما يعيدون فتح المفاوضات غير المجدية مع إيران التي لن يكون لها سوى نتيجة واحدة – إيران مسلحة نووياً.
ينظّم السعوديون دائمًا سياستهم النفطية مع مراعاة المصلحة الذاتية السعودية، وسوف يفعلون ذلك مرة أخرى الآن، على الرغم من أنهم قد يستمتعون بمشهد رئيس أمريكي أحمق آخر ينحني أمامهم.
وقد يتوقون إلى الأيام الخوالي لجيمي كارتل حيث يبدو أحيانًا أنه موقف بايدن جعل كارتر يبدو جيدًا بالمقارنة.
إضافة تعليق جديد