كيف سترد موسكو على دخول فنلندا والسويد إلى الناتو؟

20-05-2022

كيف سترد موسكو على دخول فنلندا والسويد إلى الناتو؟

نشرت صحيفة “فزغلياد” الروسية تقريرًا، تحدثت فيه عن الخطوات التي سوف تتخذها روسيا ردًّا على الانضمام المحتمل لكل من فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن روسيا هددت البلدين باتخاذ إجراءات انتقامية يرافقها رد فعل دبلوماسي وعسكري يختلف عن الموقف الذي اتخذته تجاه أوكرانيا.

وأضافت أن البرلمان الفنلندي صوت الثلاثاء الماضي لصالح الانضمام إلى الناتو، بعد حصول المقترح على موافقة 188 نائبًا. وفي الوقت نفسه، وقعت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي على طلب بخصوص الانضمام إلى الناتو، وخلال زيارة رئيس فنلندا إلى ستوكهولم، قال ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف إن اتخاذ السويد وفنلندا قرارًا بالانضمام إلى حلف الناتو هو خيار تاريخي لكليهما، هذا رغم أن البيان الصادر عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي الحاكم عارض بشكل جلي نشر قواعد عسكرية وأسلحة نووية على تراب السويد.

ونقلًا عن صحيفة “جلوبال تايمز”، يرى الخبراء الصينيون أنه عقب الانضمام إلى الناتو ستجد السويد وفنلندا نفسيهما في مصيدة الجانب الأمريكي، الأمر الذي يفاقم الوضع الأمني في أوروبا، وحول هذا أوضح الباحث البارز في الدراسات الأوروبية في معهد الصين للدراسات الدولية تسوي هونغ جيان، أنه عقب الانضمام إلى الناتو تستطيع الولايات المتحدة نشر أسلحة إستراتيجية في هذه الدول، مستبعدا في الوقت ذاته زيادة موسكو وهلسنكي وستوكهولم توتير العلاقات خدمة لمصالح واشنطن.


ونقلت الصحيفة عن العالم السياسي مارات باشيروف تعقيبه الذي قال فيه: “في جميع الأحوال سترد روسيا على انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، ويبقى السؤال المطروح هو مدى طبيعة هذا الرد. ففي حال ظهور قواعد تابعة للحلف على أراضي هذه الدول، ستنشر روسيا أنظمة صواريخ، بما في ذلك الحاملة للأسلحة النووية، فضلًا عن أنظمة دفاع جوي تستهدف أراضي فنلندا والسويد”، لكنه -في الوقت ذاته- استبعد إمكانية فرض عقوبات منفصلة ضد فنلندا والسويد على غرار حظر السياحة المتبادلة.

وتابع باشيروف قائلا: “إن مسألة فرض نوع من العقوبات ليست مسألة ضغينة، بل مسألة أمنية، فبمجرد ظهور تهديدات تشكل خطرًا على أمن الأراضي الروسية ومواطنيها سيتم اتخاذ تدابير مضادة فقط”، مبينًا أنه يمكن لموسكو اتخاذ تدابير تقييدية مثل تشديد نظام الجمارك والتأشيرات على جميع الدول الأعضاء في الناتو دون استثناء.

وخلال كلمة ألقاها في الماراثون التعليمي “آفاق جديدة”، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن دخول دولتين جديدتين إلى الناتو لن يغير الوضع بشكل جذري في المنطقة، وفي حديثه في قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قرار هلسنكي وستوكهولم في حد ذاته لا يهدد روسيا، قائلا: “بالنسبة للتوسع عن طريق ضم فنلندا والسويد إلى الحلف ليس لدى روسيا مشاكل مع هذه الدول. لذلك، فإن التوسع على حساب هذه الدول لا يشكل تهديدًا مباشرًا لروسيا”.

ومع ذلك؛ أفاد بوتين -بحسب ما نقلت الصحيفة- بأن “توسيع البنية التحتية العسكرية في هذه المنطقة يستدعي بالضرورة اتخاذ روسيا رد فعل بناء على التهديدات التي ستنشأ عقب ذلك”، وبعد ذلك؛ صرح السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، بأن الخطوات التي سوف تتخذها روسيا تعتمد على شروط دمج كل عضو جديد في التحالف، موضحًا أنه على عكس أوكرانيا لا تجمع روسيا نزاعات إقليمية مع المرشحين الإسكندنافيين لحلف شمال الأطلسي.

وأفادت الصحيفة بأن الدبلوماسية الأمريكية استغلت قرار هلسنكي لدعوة أوكرانيا مرة أخرى إلى التحالف. ومن جانبها، قالت القائمة بالأعمال بالنيابة في أوكرانيا، كريستينا كوين، إنه على غرار فنلندا يمكن لأوكرانيا الانضمام إلى الناتو دون المرور بمرحلة خطة العمل لاكتساب العضوية.

وتبين الصحيفة أن المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، أندريه كورتونوف، يرى أن موقف بوتين منطقي ومفهوم، لا سيما في ظل إصرار بعض الدول على استضافة قواعد الناتو وإجراء تدريبات مشتركة، وما إلى ذلك، وفي المقابل، تتخذ فنلندا التي ترغب في الانضمام إلى الحلف موقفًا متحفظًا.

وتابع كورتونوف قائلًا: “في العام الماضي، اشترت هلسنكي مجموعة كبيرة من مقاتلات “إف. 35″ من الولايات المتحدة. بحسب هذه المعلومات، لا تحتاج فنلندا إلى الوحدات الأجنبية لتعزيز إمكاناتها القتالية. بالنسبة لستوكهولم وهلسنكي، فإن الانضمام إلى التحالف هو حل سياسي أكثر من كونه حلًّا عسكريًّا تقنيًّا”.

بدوره، يعتقد النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية، فلاديمير دجباروف، أن رد فعل موسكو على انضمام جيرانها الشماليين إلى الناتو يختلف تمامًا عن ردها على محاولات مماثلة من جانب أوكرانيا، وأضاف: “اتبعت أوكرانيا سياسة معادية لروسيا، وقطعت سلطاتها جميع العلاقات مع روسيا، ولم تكتفِ بذلك فقط، بل منعت مواطنيها من التحدث باللغة الروسية، وعززت قدراتها الدفاعية، ونظرًا لاختلاف الوضع بالنسبة لفنلندا والسويد، نحن متأكدون من أن فنلندا ستبذل جهدها في سبيل الحفاظ على العلاقات التي تجمعها مع روسيا، وسترفض إقامة بنية تحتية عسكرية للتحالف على أراضيها، ولن تسمح أيضًا بنشر أسلحة نووية على ترابها”.

وبحسب كورتونوف، سوف تنضم السويد إلى نادي الدول الأوروبية التابعة لحلف الناتو الخالية من الأسلحة النووية، مشيرًا إلى حقيقة غياب وجود الأسلحة النووية الأمريكية داخل العديد من الدول الأعضاء في الناتو، وتعليقًا على ذلك أورد كورتونوف: “تم نشر الأسلحة النووية الأمريكية داخل ألمانيا وإيطاليا وفي قاعدة إنجرليك الجوية. مع العلم أن نشر أسلحة الحلف النووية يتطلب إبرام اتفاقيات منفصلة بين دول الانتشار المحتمل والدول الحائزة على هذه الأسلحة”.

وفي نهاية التقريرـ قالت الصحيفة أن الخبراء يرون أن قرار روسيا الانسحاب من مجلس دول بحر البلطيق وانسحاب الجمعية الفيدرالية من المؤتمر البرلماني لبحر البلطيق يرتبط ارتباطًا مباشرًا بقرار فنلندا والسويد بالانضمام إلى الناتو.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...