انعقادمؤتمر الرابطة السورية للأطباء النفسيين في حلب
خالد زنكلو:
بمشاركة ٧٠ طبيباً اختصاصياً ومقيماً، تعقد الرابطة السورية للأطباء النفسيين، ضمن نشاطها العلمي الدوري لعام ٢٠٢٢، مؤتمرها السنوي الأول في مدينة حلب بعنوان «الصحة النفسية بين النظرية والتطبيق»، والذي يقدم أبحاثاً ميدانية سورية ويتصدى للإدمان كأهم مشكلاته العصر، وذلك يوم الأربعاء القادم وعلى مدار ثلاثة أيام في فندق «شهباء حلب».
وكشف نائب رئيس الرابطة ومنسق المؤتمر الدكتور خالد قولي لـ«الوطن» أن المؤتمر، الذي يعقد للمرة الثانية في حلب بعد فترة الحرب يتضمن العديد من الأبحاث الميدانية «التي أعدتها ونفذتها مجموعة متميزة من أساتذة الطب النفسي وعلم النفس في الجامعات ومراكز الأبحاث السورية، التي تميط اللثام عن العديد من أبعاد واقع الصحة النفسية لدى السوريين».
وبيّن قولي أن محاضرات المؤتمر، الذي ترعاه نقابة أطباء سورية ويجري التحضير له وتجهيزه بالتعاون مع «الهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون للأمراض العقلية والنفسية» في حلب «ستتناول أحدث ما توصل إليه العلم في مجال الطب النفسي وعلم النفس من النواحي التشخيصية والعلاجية لأكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً». ولفت إلى أن المحاضرات ستستعرض بإسهاب مشكلات الإدمان (سوء استخدام المواد) والوسائل الناجعة في منع النكس «على اعتبار الإدمان قضية عالمية تعاني منها جميع المجتمعات».
وأشار إلى أن من أهداف المؤتمر الرئيسة «إعادة الحياة العلمية والثقافية إلى طبيعتها في حلب ودعم صمود أهلها، بعد الحرب الكونية الظالمة التي عانت منها تلك المدينة التي كانت مهداً وملتقىً للعلوم والحضارات عبر التاريخ، أما من الناحية العلمية فيشكل مؤتمر الرابطة اجتماعاً واسعاً ورحباً يلتقي فيها الأطباء النفسيون السوريون على مساحة الوطن وأيضاً المغتربون منهم للتداول في مستجدات الطب النفسي وعلم النفس ومناقشة شؤون وشجون هذا الاختصاص للوصول إلى توصيات ترفع إلى الجهات المعنية لتطوير العناية بالصحة النفسية على مستوى الفرد والمجتمع».
ونوه نائب رئيس الرابطة النفسية للأطباء السوريين إلى أن أهمية الحاجة إلى الطب النفسي «تنبع بعد الكوارث التي عانى منها أبناء الوطن بسبب الحرب الظالمة التي عاشوها والحصار الاقتصادي الذي تفرضه عليهم دول العدوان، ومما يتميز به المؤتمر وهو مشاركة مرضى نفسيين فيه للحديث عن تجربتهم خلال مراحل إصابتهم المختلفة ومعاناتهم مع المجتمع في سياق وصمة المرض النفسي، إذ ستتم مناقشة ذلك مع الأطباء النفسيين المجتمعين، إلى جانب عرض حالات مميزة من الاضطرابات النفسية الشديدة استجابت إلى المعالجات النوعية الحديثة وشهدت تحسناً فريداً».
وأوضح أن المؤتمر، الذي يعد الأضخم من نوعه في هذا المجال، سيختتم فعالياته بورشة عمل في مستشفى ابن خلدون «حيث سيتم تبادل الخبرات عملياً بين جميع الأطباء النفسيين المشاركين في مجالات العلاج النفسي المختلفة وخاصة العلاج بالتخليج الكهربائي، ويشهد من خلالها المشاركون على مدى التطور الذي ارتقى إليه المستشفى عبر مسيرة إعادة الإعمار بعدما تعرض للدمار على أيدي مرتزقة العصابات الإرهابية المسلحة وداعميها من دول الإجرام».
ويتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر في يومه الأول محاضرة بعنوان «الكلوزابين ذلك الحصان الجامح» يقدمها الدكتور محمد دقاق و«الانتحار مشكلة علمية أم وباء عالمي؟» يلقيها الدكتور محمد بسام حايك مدير عام «ابن خلدون» و«الصحة النفسية رؤية تطويرية» للدكتور محمد العبد الله و«الاضطرابات النفسية وكورونا» للدكتور مصعب قوقو و«العلاج النفسي بالترددات الصوتية» للدكتور عبد الله الشحنة، إضافة إلى عرض حالات مميزة لفريق العلاج النفسي في مستشفى ابن خلدون.
أما اليوم الثاني للمؤتمر، فيشتمل على محاضرة عن «نمط حياة الأطباء النفسيين» أعدها الدكتور أيهم أبو الخير وأخرى عن «الاضطرابات النفسية والوراثة» يلقيها الدكتور خالد قولي، على حين تضيء الدكتورة رهام دروبي الضوء على «تعابير الوجوه في التعامل بين شخصين»، بينما يتحدث رئيس الرابطة الدكتور مازن الخليل في محاضرته عن «العيادة النفسية الإلكترونية البحثية»، فيما يتناول الدكتور رأفت أحمد «العلاج المعرفي السلوكي بين النظرية والتطبيق»، ويتصدى الدكتور أحمد تاجي لمشكلات الإدمان في محاضرة حملت عنوان: «وطن بلا إدمان كيان لا يقهر»، ويستعرض الدكتور عامر الحاج «تطبيقات سريرية للنظريات النفسية» مقابل «العيوب الإبدالية والتفاعل الاجتماعي» للدكتور وسام الدالي و«الجديد في علاج الاكتئاب» للدكتور محمد الشقيري و«إيذاء الذات وخبرات الإساءة» للدكتورة ميلانا زين الدين.
ويختتم المؤتمر يومه الثاني بندوة حوارية وتوزيع الشهادات على الحضور قبل تنظيم ورشة عمل في يومه الثالث عن «العلاج بالتخليج الكهربائي» في الهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون
الوطن
إضافة تعليق جديد