المُستهلك يشتري المرض: سلع مغشوشة في أسواق دمشق
وجد محترفو الغش التجاري في سوريا مرتعاً ممتازاً لتوسيع دائرة أعمالهم، وإغراق البلاد بآلاف السلع المغشوشة وغير المُطابقة للمواصفات والمقلّدة، تتسرب الى الأسواق، عبر محلات البضائع الرخيصة، التي انتشرت بشكل كبير في مختلف المناطق وتلقى رواجاً واسعاً.
وقد شهدت تجارة تلك المواد انتعاشاً كبيراً بسبب تصاعد معدلات الفقر، ما هيّأ المستهلكين، بشكل غير مباشر، لشراء المُنتج الأقل سعراً.
ضبطت دوريات تموين بريف دمشق، شركة غذائية كبرى بريف دمشق تقوم بإعادة تعبئة موادها الغذائية منتهية الصلاحية لطرحها في السوق بتاريخ جديد في الأيام المقبلة.
وقال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك سائر شيحا عبر إذاعة “نينار إف إم” المحلية، عبر تقرير مصور، أن هذه الشركة تقوم بتفريغ الأكياس المنتهية الصلاحية المعادة إليها أو التي سبق وتم جمعها من المحلات، لتعيد تعبئتها بأكياس ذات لصاقة جديدة وتاريخ صلاحية جديد وكيس حفظ جديد لتباع مجددا في الأسواق.
وأوضح مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أن هذه المواد التي انتهت صلاحيتها أو شارفت على الانتهاء، وبدل من إعادة تعبئتها أو تغليفها، يمكن بيعها كعلف للحيوانات ويستفاد منها بهذا الشكل، وفق قوله للإذاعة المحلية.
وبحسب شيحا، فقد تم رصد مخالفة نظافة عامة في المكان نفسه، حيث توضع المواد الغذائية على الأرض ويتم “تكنيسها وتجميعها وتعبئتها”.
وعلى الرغم من إعلان الحكومة استمرارها في ملاحقة الشركات والمعامل والتجار الذين يبيعون هذه المواد الفاسدة، إلا أن هذه البضائع لا تزال منتشرة ومتداولة في الأسواق، مما تسبب في وقوع الكثير من السوريين ضحيتها في حالات تسمم وإصابة بالعديد من الأمراض والأوبئة، فهذه البضائع يمكن أن تكون ذات آثار صحية خطيرة كأمراض المعدة وحتى التيفوئيد.
وقبل أيام، ضبطت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة حماة، كميات كبيرة من التمور الفاسدة والموبوءة بالحشرات كانت معروضة للبيع. ولم تقتصر الضبطيات على التمور بحسب المديرية، بل شملت أيضا شراب أطفال منتهي الصلاحية، حيث تم ضبطه والحجز على المادة بقصد الإتلاف.
وفي الوقت الحالي، نقلت صحيفة “الوطن” المحلية قبل أيام، على لسان بعض السكان، إنهم يشترون الحليب والجبن بكميات كيلوغرام واحد أو أقل للأكل وليس للمونة. وقالوا أيضا إنهم يشترونها من الباعة الجوالين ومن المتاجر ذات الأسعار الأقل من المتوسط، لأنها في المتاجر الرئيسية مرتفعة التكلفة.
كما ونقلت “الوطن” عن مدير التجارة الداخلية في حماة، رياض زيود، قوله إن دوريات حماية المستهلك تراقب إنتاج وبيع الحليب والجبن. فخلال هذا الشهر، تم أخذ عدد من العينات من منشآت التصنيع أو ورش العمل واختبارها في معاملها للتأكد من سلامتها.كما تم العثور على أكثر من 18 عينة من هذه العينات مخالفة للمعايير الصحية بسبب انخفاض محتوى الدسم فيها بنسبة 10 بالمئة، وزيادة نسبة الملح، وإضافة النشاء والدهون النباتية إلى عينات اللبنة.
إضافة تعليق جديد