الشيخوخة: الإنسان في مواجهة وطأة الزمن
- مشير باسيل عون
لا يشيخ إلّا الإنسان الذي يستسلم لوطأة الزمن عليه. لا يلاحظ المرءُ بيسرٍ شيخوخته، بل يعاينها في مرآة الآخرين. على الوجه تتراصف سماتُ الزمن وأماراتُ الاختبارات الوجدانيّة التي تصيبنا في حلوّها ومرّها، فترسم على محيّانا أخاديد الإنضاج المتأنّي. ذلك بأنّ الزمن يفضح رغبتنا المناضلة في الاستمرار على البهاء المنظريّ الأوّل. غير أنّه يأخذنا على حين غفلة، فيفعل فعلته فينا من غير أن نسهم طوعاً في نحت صورتنا الشائخة.
الهيكل الخارجيّ والوعي المدرك
يعتقد بعض الناس أنّ الشيخوخة مرضٌ ينتاب الإنسان ليُهلكه، في حين جعلته الطبيعة كائناً يحقّ له أن يظلّ على فتوّته ونضارته وألقه الشبابيّ الواعد. فهل يجوز لنا أن نجرّم الشيخوخة ونعزلها عن مسار الانتساب القدَريّ إلى محدوديّة الوجود الإنسانيّ؟ يعتقد هيغل (1770-1831) أنّ مصير الإنسان يحدّده مرسومُ الزمن الذي يفرض علينا، من غير أن يستشيرنا، وجهاً آخر وجسداً آخر وهيئةً أخرى. بذلك كلّه يتعيّن مصيرنا الذاتيّ، إذ تتجلّى الذاتُ عينُها في صورة مختلفة، كما كان يُلمح إليه فيلسوف الفِسارة بول ريكور (1913-2005) في كتابه "الذات عينها كآخر".
من أبلغ ما ساقه أهلُ الفكر في مسألة الشيخوخة قولةُ الفيلسوف الفرنسيّ مونتِنيو (1533-1592) الذي يعلن أنّ الشيخوخة دواءُ الانتفاخ المسرف في قدرات الروح الذي يتجاوز بنضجه وعمق اختباره الوجوديّ تحلُّلَ الهيكل الجسديّ. على الرغم من ذلك كلّه، "يجب علينا أن نوعز إلى النفس ألّا تنعزل في برجها لتؤانس ذاتها مؤانسة الانكفاء، فتحتقر الجسد وترذله (لن تستطيع ذلك إلّا بتصنّعٍ مشوَّهٍ)، بل أن تحالفه وتعانقه وتدلّله وتراقبه وترشده وتنقذه من الضلال، وفي نهاية المطاف تخطبه زوجاً لها" (مونتِنيو، "اجتهادات"). بما أنّ أزمنة الحياة تشبه أزمنة العالم، فإنّ مونتِنيو ينصحنا بأن نخلد إلى أنفسنا في خريف حياتنا لكي ننعم بكينونتنا ونستثمر كثافة وجودنا من غير أن نضطرب لانحلال الطاقة الجسديّة فينا.
أنشأ الروائيّ والمفكّر الفرنسيّ باسكال برُكنِر (1948-....) كتاباً عنوانه "أبديّةٌ قصيرةٌ. فلسفة العَمارة" (Une brève éternité. Philosophie de la longévité)، وذلك من بعد أن عاين امتداد العمر بفضل العلوم الطبّيّة، وأخذ يتأمّل في خبرة المسنّين المفيدة. ذلك بأنّ الإنسان المعاصر، لا سيّما في المجتمعات المتقدّمة فكريّاً وعلميّاً وتقنيّاً، أضحى يحيا حياةً مديدةً تجعله معلَّقاً بين حدَّين: الشباب الذي بلغ أقصى مداه، والشيخوخة التي لم تقضِ بعدُ عليه. في الزمن المعلَّق هذا يختبر الإنسان الاستحقاقات الواجبيّة، وقد تضاءل أثرها من غير أن تختفي، والإمكانات الاستكشافيّة، وقد تقلّصت رقعتها من غير أن تذوي، والاختبارات الوجدانيّة، وقد خبت شعلتُها من غير أن تنطفئ.
الشيخوخة طورُ تعليق الوجود، إذ يضحي الزمن حليفنا الأمين يحملنا بين راحتَيه عوضاً عن أن يُجهز علينا. فما العمل إذاً؟ كيف نستقبل هديّة الشيخوخة الملغومة المشحونة بمباغتات المنعطفات الحاسمة؟ هل نواظب على رعاية رغبة الحياة فينا فنستميت في صون الجسد الشائخ، وقد ارتسمت عليه علامات الغروب ونُحتت فيه سماتُ التعب والإرهاق ونُقشِت عليه أمارات الكآبة الكيانيّة الشاملة؟ نصيحة برُكنِر ألّا نستسلم لليأس والقنوط والخنوغ، بل أن نبتهج بالقسط الزهيد الباقي من تدفّق الحياة في شراييننا، وأن نقنع بفرح البقاء في حين كان أجدادنا يختبرون حشرجات الموت في العقد السادس من أعمارهم، أو على الأبعد السابع.
ضمانُ النضج المتأنّي
في هذا السياق من التفكير الفلسفيّ، أصدرت الفيلسوفة الأمِيركيّة سوزان نايمان (Susan Neiman) بالفرنسيّة كتابها الأخير "النموّ في السنّ. امتداح زمن البلوغ في عصرٍ يطفّلنا" (Grandir. Éloge de l’âge adulte à une époque qui nous infantilise). في بحثها هذا، تتناول العتبات العمريّة الحاسمة في الزمن الفرديّ، فتتأمّل في حدث ولادة الولد الأوّل وفي حدث وفاة الأمّ، وتستجلي الأثر الذي تجرّه على الإنسان الأحداث الجسيمة هذه. يمكننا أن نضيف أيضاً عتباتٍ حاسمة أخرى، كتلك التي نختبرها في لحظة العمليّة الجراحيّة الأولى التي تنتهك مسار جسدنا المألوف. اليقين في هذا كلّه أنّ الإنسان لا ينضج ويبلغ سنّ الرشد والحكمة إلّا حين يحيا كثافة اللحظة الآنيّة، من غير أن يتأسّف على الماضي المنصرم ومن غير أن يرجو المستقبل الخفيّ المنحجب، على حدّ قول الفيلسوف الرواقيّ الفرنسيّ أندرِه-كونت سبونڤيل (1952-....) الذي يدعونا إلى اختبار سعادة الزمن الحاضر في روح المحبّة الكونيّة الصادقة.
أظنّ أنّ منتصف العمر في استهلال العقد الخامس يحمل إلى الإنسان خبرة النضج، إذ إنّه يجعلنا ندرك انعطابيّة الوجود واستحالة الفوز بالاكتمال الكيانيّ والسعادة الوجوديّة والخلود الأبديّ. والحال أنّ كثيراً من الناس يعتقدون أنّهم أشدُّ وأنشطُ شباباً من عمرهم الجسديّ الكرونولوجيّ. غير أنّ بعض العلامات لا تخطئ في الدلالة على الدنوّ من الشيخوخة. ولكن كيف نعرّف الشيخوخة تعريفاً علميّاً موضوعيّاً؟ هل يشيخ الإنسان بيولوجيّاً؟ أم نفسيّاً؟ أم سوسيولوجيّاً؟ ليس من براهين قاطعة على أزوف زمن الشيخوخة. ثمّة شيوخٌ في جسد شابّ، وشبّان في هيكل شائخ. تدلّنا اللغة العربيّة على أطوار العمارة الإنسانيّة، إذ ينتقل الطفل إلى يافع، فبالغ، فشابّ، فكهل، فشيخ، ليصبح هرِماً مُسنّاً. عند عتبة الشيخوخة والهرم، يبدأ الإنسان باختبار حدود الإمكانات التي ينعقد عليها جسدُه.
عبثيّة الانعتاق وروح الحكمة
من المربك، والحال هذه، أن يحاول بعض رجال العقد الخامس أن يتعزّوا تعزيةً عابرةً، فيعالجوا تجاعيدهم الجسديّة بفتوحات جنسيّة يختبرونها مع نساء العقد الثالث، في حين تحاول نساء العقد الخامس الأمر عينه مع رجال العقد الثالث. تشير الإحصائيّات الاجتماعيّة إلى أنّ حظوظ الرجال أكبر من حظوظ النساء في هذا الميدان، مع أنّ وسائل الإغراء تظلّ إيّاها: خبرة العقد الخامس ذكوريّاً وأنثويّاً لا تني تجذب الرجال والنساء الذين ما فتئوا ينعمون في تطلّعاتهم وطموحاتهم واستشرافاتهم ببراءة العقد الثالث من العمر.
بيد أنّ محاولات الانعتاق من قدر الشيخوخة لا تفلح في الميدان الجسديّ المحض. وعلاوةً على ذلك، فإنّ زمن الكورونا، على ما يبدو، زجّ أغلب الناس في دوّامة التقهقر النفسيّ والتراخي الجسديّ، فسرّع من وتيرة الشيخوخة حتّى إنّهم أخذوا يحسّون وطأة السنين المتراكمة، إذ أيقنوا أنّ كلّ سنة حجرٍ وبائيٍّ توازي عشر سنوات من الحياة الإنسانيّة الطبيعيّة. من العلامات البيّنة القاطعة ترهُّل الخلايا، وتقلُّص البشرة، وتجعُّد السمات، واضطراب الذهن، وتقهقر القوى العقليّة، وتضاؤل الطاقة التركيزيّة الاستيعابيّة. غير أنّ ثمّة دلائل خفيّة أخرى تشير إلى أزوف ساعة الشيخوخة، لاسيّما في حقل العلاقات الإنسانيّة. ذلك بأنّ المتشيّخ تشيُّخاً نفسيّاً غالباً ما يفقد معنى التواصل الناشط بينه وبين الآخرين. في هذا السياق، يستجلي الفكر الفلسفيّ بضعةً من الأدلّة النفسيّة التي تشير إلى اقتراب زمن الشيخوخة.
الدليل الأوّل: الاعتراف بتضاؤل القدرات
الدليل الأوّل أنّ الإنسان لا يريد أن يعترف بأنّ قدرته على إنجاز كلِّ طموحاته أصبحت محدودة. فالفرق أضحى شاسعاً بين ما نظنّ أنّنا قادرون على إنجازه، وما يمكننا أن ننجزه في الواقع الملموس. لذلك يعارض جان-جاك روسّو (1712-1778) مشرِّعَ الإغريق سولون (630-560 ق. م.) الذي كان يعلن بافتخار أنّه يصبح كهلاً ومن ثمّ يشيخ على قدر ما يواظب على التعلّم المستمرّ. في تأمّلات النزهة الثالثة، يحذّر روسّو من مغبّة الكبرياء التي تدفع بالإنسان إلى الإصرار على تعلّم ما لا يطيق أن يعرفه. فإنسان العقد الثامن أو التاسع لا يستطيع أن يدرس القانون أو الطبّ أو الفيزياء، ولو أنّ طبّ الشيخوخة ما برح يساعد الناس في صون طاقات الذاكرة على قدر المستطاع.
أمّا الإنجاز الأبرز الذي يحفظه الدهر لأهلّ الأيّام المتقدّمة، فالتأمّل في مسار العمر وجنى السنين وقطاف الوجود، والاتّعاظ بأمثولات الزمن، والاجتهاد في مغادرة الحياة لا في صورة الكائن المكتمل المتخيَّل، بل في هيئة الإنسان الفاضل الحقيقيّ. لا بدّ للإنسان من الاعتراف بتضاؤل قدراته الجسديّة وتراجع قواه العقليّة، ولكن من غير التمكّث في وضعيّة الحنين المرَضيّ المؤذي. أمّا الحكمة الأشهر، فتلك التي يسوقها القول الفرنسيّ: "يا ليت للشباب ما أوتي للشيوخ من فهم! يا ليت للشيخوخة ما أوتي للشبّان من قدرة" (Si jeunesse savait, si vieillesse pouvait).
الدليل الثاني: الإعراض عن تحدّيات الحياة
يَظهر الدليل الثاني في عزوف الإنسان الطاعن في السنّ عن الاضطلاع بمهمّات الوجود الطارئة. فالإنسان الذي أرهقته نوائب الدهر، وقد بلغ من الحياة عِتيّاً، لا يتردّد في التخلّي عن تحدّيات الزمن المستجدّة، فيؤثر التنعّم بهدوء السياق الوجوديّ المألوف. غير أنّ الإغراق في الحكمة العقلانيّة التي ترشد المتقدّمين في العمر إلى سبيل الاعتزال الرضيّ، إنّما يُفقدهم الليونة الضروريّة والسلاسة المفيدة في نصح الشبّان ومؤازرتهم في مسؤوليّاتهم الجسام. كان الخطيب الرومانيّ الشهير شيشرون (106-43 ق. م.) يردّد في كتابه "في الشيخوخة" أنّ "الدوَل دائماً ما يخرّبها الشبّان، ودائماً ما ينقذها الشيوخ ويرمّمونها"، إذ إنّ أصحاب النضج والخبرة يستطيعون بحنكتهم ودرايتهم أن يميّزوا الأمور، ويستشكفوا الآفاق، ويترقّبوا الأحداث، ويرشدوا الناس سواء السبيل. من الواضح أنّ الاعتزال المبكِّر يسرّع وتيرة الشيخوخة، ويدفع بالإنسان إلى مواجهة مآلات الفناء قبل أزوف أوانها الشرعيّ. لذلك قد ينطوي النظرُ المفرط في الموت على مخاطر افتعال الشيخوخة المبكِّرة.
الدليل الثالث: استحضار النهاية في غير أوانها
ومن ثمّ، فإنّ الدليل الثالث الإكثارُ من الحديث عن الموت الداهم ونهاية العمر، وضرورة الاستعداد الملائم والإفصاح عن المشيئة الأخيرة في الوصيّة القانونيّة، وترتيب شعائر الجنازة والدفن. لا شكّ في أنّ مثل هذه الاستعدادات تنبئ عن نضج كيانيّ سليم. غير أن الإسراف في استحضار الموت يعطّل الحياة ويحرمها من رونقها الوهّاج. لا ريب في أنّ حكمة سقراط القائلة بأنّ "الفلسفة فنُّ إتقان الموت" تهيّئ الإنسان للنظر الحصيف في معنى الحياة والتشبّث بجوانبها الأخلاقيّة المشرقة. ليس الموت، في رأي الفيلسوف الفرنسيّ مونتِنيو، غاية الحياة، بل طرفها الأخير الذي يُفضي إلى فضاءٍ جديدٍ وفجرٍ واعد.
وعليه، ليس من الضروريّ أن يتلف الإنسان أعصابه من جرّاء التأمّل في حشرجات الموت المقبلة التي تُعدمنا كلَّ إحساس وتحرمنا من كلّ اقتدار. فالموت، في نظره، كسقوط السنّ المسوّسة في فم الإنسان، تقع وقوعاً تلقائيّاً من بعد أن يضرب الوهن في لثّته المهترئة المنازعة. من الطبيعيّ أن يستطلع الإنسان علامات الاهتراء في جسده وفي كيانه على تعاقب السنين. بيد أنّ الإمعان في استحضار الموت أمام الآخرين يعني أنّ الإنسان الذي ما زال حيّاً قرّر أن يحرم نفسه من التنعّم الرضيّ بوجوده، في حين أنّه ما برح قادراً على ابتكار ضروبٍ شتّى من التعبير الهنيّ عن رغبته في الحياة الملتزمة الهادئة.
الدليل الرابع: فقدان طاقات التكيّف الفطن
أمّا الدليل الرابع والأخير، فيتجلّى في الإنسان المسنّ الذي يظنّ أنّه أضحى عاجزاً عن التكيّف والتأقلم والتفاعل في عالمٍ ما فتئ ينتقل من طورٍ معرفيّ إلى آخر، ويبتدع صوَراً وهيئاتٍ جديدةً من اختبار تدفّق الحياة في شرايين الكائنات البشريّة. تتفاقم وضعيّة الانكفاء عن مواكبة العصر حين يشعر المسنّون أنّهم عاجزون عن اللحاق بالشبّان، واستيعاب اختباراتهم المستجدّة، وفهم تصوّراتهم المبتكرة، ومناصرة قيَمهم الجريئة. في بعض الأحيان، ينبري الشبّان فيهزؤون بالمسالك الوجوديّة القديمة التي ابتكرها المسنّون الذين يشعرون بالإهانة والإذلال والإقصاء المهين.
شهيرةٌ هي المناظرةُ غيرُ المباشرة بين نيتشه الثائر وفيلسوف الهيغليّة المسيحيّ داڤيد شتراوس (1808-1874) الذي أنشأ "سيرة يسوع"، ولكنّه أصيب بسكتة قلبيّة حين قرأ نصّ الانتقاد اللاذع الذي ساقه نيتشه من دون رأفة ناعتاً شتراوس بالمرائي الذي يشبه مسلكُه مسلكَ النعامة التي تخشى مواجهة تحدّيات الصعاب الطارئة والمخاطر الداهمة. ومع أنّ نيتشه أوضح أنّ نقده الجذريّ لا ينال من كرامة الأشخاص، بل يصيب جبن الفكر الخانع، إلّا أنّ شتراوس لم يحتمل وصفه بالشيخ العديم الفائدة المكبّل بسلاسل الماضي واعتبارات التقليد التي عفاها الزمن، فسقط من شدّة الأسى.
الشيخوخة فنُّ استقامة علاقة الإنسان بالزمن
خلاصة القول إنّ الشيخوخة يمكن أن تتحوّل إلى فضاءٍ مباركٍ يستعيد فيه الإنسان علاقته السليمة بالزمن. خلافاً للشابّ المتسرّع المتهوّر الذي يستميت في استباق المستقبل ويستنفد طاقاته في السعي إلى السيطرة على حركة الزمن، فإذا بالزمن يخرج عن طاعته ويهرب منه إلى الأمام حتّى تنقلب حياة الإنسان كلّها إلى تكرارٍ مملٍّ مأسوَيٍّ، يستطيع الشيخ المسنّ العجوز أن يتصالح والزمن، فيستدخله في عمق وجوده الشخصيّ، ويجعله ناشباً في صميم الحاضر الآنيّ يطبع الوقائع القائمة اليوم بطابع الحكمة الصابرة، والتناول الهنيّ، والاكتفاء المتزهّد. هذا هو السبيل الذي ينتهجه الفلاسفة الرواقيّون، وفي طليعتهم سِنِكا (1-65) الذي يحثّنا على تطويع الزمن تطويعاً يجعله في طور الشيخوخة مسرحاً بهيّاً من الاختبارات الواقعيّة السلميّة المكتفية الوديعة الرزينة. ليست الشيخوخة، والحال هذه، إنهاءً مبرماً للحياة، بل تكثيفٌ كيانيٌّ يُغني اختبارات الانتساب الأعمق إلى حركة الزمن، وقد بلغ قمّة تجلّياته.
إضافة تعليق جديد