مهندسة تحول مشروع تخرجها إلى مصنع صغير
تتأمل فاتن درويش الخيوط الملونة فيما تشرق السعادة من وجهها، فباعتقادها؛ السعادة موجودة لكن بشرط البحث عنها.
آمنت المهندسة درويش بفكرتها، ففتحت عينيها حتى آخر مداهما، تقدمت بثقة، تفحصت آلاتها بهدوء ثم هدرت بصوت عال: "لننسج أحلامنا"!
المهندسة التي تخرجت من كلية الميكانيك بجامعة حلب، اختصاص غزل ونسيج، كانت كمدينتها تماماً، مفعمة بالحياة والعزيمة، فهي تعرف أن الحياة لن تعطى مرتين، لذلك عملت جاهدة على تحويل مشروع تخرجها إلى أرض الواقع، بعدما حصلت على دعم بسيط عبر مشاركتها في مشروع "قفزة" بجامعة حلب وكانت من العشرة الأوائل الفائزين بالمشروع.
من أدوات بسيطة وملحقات صممتها بنفسها، أنشأت الشابة درويش مصنعها الصغير، مبينة في حديثها لـ "سبوتنيك"، أنها قدمت مشروع تخرجها المؤلف من آلة لحياكة وإنتاج الخيوط وفازت من خلاله بجائزة الباسل الذهبية للإبداع والاختراع، ثم نجحت بتجسيده على أرض الواقع وتصنيع أربع آلات لإنتاج الخيوط وحياكتها ضمن ورشة صغيرة خاصة بها ولتدخل من خلالها سوق العمل.
تتابع درويش: "تمكنت من الحصول على المنحة المالية والبدء بتصنيع 4 آلات لإنتاج الخيوط ووضعها ضمن ورشة صغيرة، والانطلاق بالعمل بصناعة وحياكة الخيوط اللازمة للألبسة".
تمكنت المهندسة درويش من خلال مشروعها من دخول سوق العمل وطورت آلاتها من رأس واحد لآلة بعدة رؤوس حتى تمكنت من خط إنتاج خط متكامل.
ولأن طريق النجاح دائماً ما يكون محفوفاً بالصعوبات، تتحدث درويش عن المعوقات التي واجهتها بسبب الحرب الإرهابية التي عصفت بمدينتها على مدار عقد من الزمن، بالإضافة للحصار الاقتصادي الجائر الذي منعها من استيراد المواد الأولية.
لكن كل ذلك لم يحبط من عزيمتها، حيث لم تتوقف عن الإنتاج خلال الجائحة وعمدت إلى تصنيع وحياكة خيوط الكمامات المستخدمة في تثبيت وارتداء الكمامة ووفرتها للسوق المحلية وبجودة عالية.
تعرف فاتن درويش أن الحياة ستدب في هذا السكون من جديد ليعود كسابق عهده؛ زماناً وتاريخاً عظيماً في مدينة لطالما أثبتت أن الحياة تليق بها.
سبوتنيك
إضافة تعليق جديد