نصوص للبيع في مزادات “السوشيال ميديا “!
يمكنك أن تضيف رقم الموبايل المكتوب على الإعلان المتداول في “الفيس بوك”، إلى “الواتس أب” لديك، كي تطلب وضع اسمك كمؤلِّفٍ على رواية أو دراسة أو قصة. حتى إذا أراد الشخص أن يكون محللاً استراتيجياً في السياسة والاقتصاد، فإن صاحب الإعلان سيوفر له الكتاب المطلوب فوراً، بحيث يمكن لأي كان أن يصدر أكثر من كتاب في العالم. صاحب الإعلان ( الصورة المرفقة) يتيح بيع بضاعة النصوص من مختلف الأشكال والماركات، حتى السن المحيّر له نصوص مناسبة يمكن اللجوء إليها إذا ما أراد المرء المشاركة في مسابقة للكتّاب الشباب!.
الطريف في الأمر أن ممارس هذه المهنة، لا يعد من مرتكبي الجرائم، فالقوانين العربية مشغولة غالباً بمكافحة التعبير عن الرأي وغير معنية بالكوارث الثقافية التي تستبدل السمين بالغث، والثمين بالخردة. ولو أنهم عاملوا الثقافة على طريقة مكافحة المعلبات الفاسدة والأغذية منتهية الصلاحية، لكان العقل العربي بألف خير ولما تجرأ أحد على نشر إعلان من هذا النوع على الملأ.
الجميع يعرف أن هذا النوع من الأعمال يمارس منذ سنوات طويلة لكن في الظل دون الإعلان عنه بوضع رقم هاتف، فالأسواق السوداء التي تبيع كل شيء في البلدان العربية، انتقلت اليوم إلى النصوص ولا غريب أن نشاهد لاحقاً مهناً جديدة مثل “معقب روايات ومدبّج أشعار ومسوّق دراسات استراتيجية”. فالعرب الجائعون الذي يعيش معظمهم تحت خط الفقر، ستكون الثقافة آخر اهتماماتهم، بل سيقولون بكل عين قوية: وهل الثقافة تطعم خبزاً؟.
على سيرة بيع النصوص، فإن المبجلة إيزابيل الليندي تتناول ذلك في إحدى حكايات إيفالونا، حيث تقوم البطلة بافتتاح “بسطة” لبيع النصوص للذين لا يجدون طريقة للتواصل مع الآخرين أو للعبور إلى ذواتهم الضائعة. عبر ذلك تتمكن من حل المعضلات وترميم القلوب المكسورة وفتح الآفاق أمام الضالين الذين تسكرت الدنيا في وجوههم. هكذا تتمكن من أنسنة أعتى المجرمين الذي يبكي لمجرد سماعه بعض العبارات التي تلامس الروح. حالة تبدو مختلفة تماماً عن الإعلان المشار إليه، ذلك الذي يجعل أياً كان مؤلفاً بحفنة من المال الذي يبدو أنه أصبح اليوم قادراً على شراء كل شيء في أسواق العرب السوداء!.
تشرين
إضافة تعليق جديد