انفجار يهز الفردان في بيروت الغربية وهدنة في مخيم نهر البارد
سُمع دوي انفجار قوي غربي العاصمة بيروت، قبل قليل من منتصف الليل مساء أمس الاثنين، استهدف منطقة "الفردان" وهي إحدى المناطق التجارية بضاحية بيروت الغربية،وأفادت مصادر أمنية وطبية لبنانية أن الانفجار، الذي يبدو أنه نجم عن سيارة مفخخة، خلف ستة جرحى على الأقل، كما أدى إلى تدمير عدد من السيارات، وإلحاق أضرار بعدد من المباني القريبة من موقع الانفجار، الذي وقع بالقرب من منزل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والمركز الثقافي الروسي.
إلى ذلك، شُوهدت سحب كثيفة من الدخان الأسود تغطي سماء منطقة مخيم "نهر البارد" شمالي لبنان، التي استهدفها القصف الذي استخدم فيه الجيش اللبناني أسلحته الثقيلة، كما سُمع دوي الانفجارات القوية في أرجاء المخيم.
وكانت المواجهات التي اندلعت منذ فجر الأحد، قد أسفرت عن مقتل نحو 50 شخصاً، من بينهم 27 جندياً لبنانياً على الأقل، و15 من جانب جماعة "فتح الإسلام"، المرتبطة بتنظيم القاعدة كما أصيب أكثر من 39 آخرين من القوات الحكومية، وفق البيان العسكري الذي أصدره الجيش اللبناني الاثنين.
ونقل عن مصادر أمس أن اتفاقا ثانيا لوقف إطلاق النار بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام دخل حيز التنفيذ في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان.وقال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي إنه تم الاتفاق على هدنة دائمة، وأوضح في تصريحات للصحفيين أنه بمجرد توقف "الأعمال العدائية" يجب على جماعة فتح الإسلام إخلاء المواقع التي سيطرت عليها وأن تنهي كافة مظاهر التسلح داخل المخيم.
وسبق الإعلان عن وقف إطلاق النار، تعهد من الجيش اللبناني بوقف قصف المناطق ذات الكثافة السكانية في المخيم. وأجرت قيادات الفصائل الفلسطينية في لبنان اتصالات مكثفة مع مسؤولي الحكومة اللبنانية وقادة الجيش.
كما أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وطالب مشعل في الاتصال بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل "عدم المساس بأبناء الشعب الفلسطيني في مخيم نهر البارد"، مبديا حرصه على أرواح الفلسطينيين واللبنانيين.
وذكر بيان لحماس في دمشق أن السنيورة أبدى تجاوبه مع مشعل ووعد بالقيام بما يلزم للحفاظ على أرواح الفلسطينيين
جاء ذلك بعد تجدد الاشتباكات والقصف العنيف للمخيم وأشارت تقديرات إلى أن عدد القتلى منذ تفجر القتال الأحد وصل إلى 76 شخصا، وذكر مراسل الجزيرة أن عدد القتلى من الجنود اللبنانيين بلغ 31.
وأدى القصف المكثف من دبابات الجيش اللبناني ومدفعيته من التلال المحيطة إلى اندلاع حرائق في مباني المخيم. ويعاني سكان المخيم أزمة إنسانية حيث لم تتمكن سيارات الإسعاف والفرق الطبية من الدخول لعلاج الضحايا. وقالت مصادر طبية للجزيرة إن هناك نقصا شديدا في مواد الإسعافات الأولية إضافة إلى انقطاع الكهرباء والمياه النقية بسبب القصف.
ووصف سكان من المخيم ما يجري -في اتصالات مع الجزيرة- بالمجزرة، مؤكدين تعرض المناطق السكنية لقصف عشوائي. وأشار هؤلاء إلى وجود ضحايا تحت الأنقاض وانهمار القذائف على مناطق سكنية لا يوجد بها مسلحون. ووجه هؤلاء نداءات عبر الجزيرة للسماح بدخول فرق الإغاثة.
وقال طبيب في الهلال الأحمر الفلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأهالي اتصلوا للإبلاغ عن جثث ملقاة في شوارع المخيم، وإن هناك جرحى يحتاجون لنقلهم إلى المستشفى. وأعربت وكالات الأمم المتحدة وجمعيات الإغاثة عن قلقها على حياة المدنيين وطالبت بوقف إطلاق النار وتأمين ممر آمن لنقل الجرحى والمرضى.
وتحدثت مصادر فلسطينية عن وجود مسلحين مدنيين استهدفوا المخيم مما أدى لانهيار وقف إطلاق النار الأول، واتهم المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة- أنور رجب قناصة محسوبين على تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري بإطلاق النار على المخيم. ووصف رجب في تصريح للجزيرة ما يجري بالمجزرة.
وقد نفى مصطفى هاشم عضو مجلس النواب اللبناني من تيار المستقبل بشدة هذه الاتهامات وقال للجزيرة إنها لا تستحق الرد عليها. وأضاف أن الجميع يعرف أن تيار المستقبل "ليس لديه مليشيات".
ونفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ما تردد من أنباء عن وجود مسلحين تابعين لها داخل المخيم هم المسؤولون عن تجدد الاشتباكات.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد