ارتفاع قياسي في حالات الغش في جامعات دمشق هذا العام وفي مقدمتها كلية الحقوق
كشف " الدكتور صبحي البحري" نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون الطلاب و الشؤون الإدارية عن ارتفاع قياسي في حالات الغش في الكليات في آخر سنتين، وقد تصدرت " كلية الحقوق" كأكثر كلية يتم فيه ضبط حالات غش، فيما كانت " الكليات الطبية" الأقل تسجيلاً لحالات الغش.
و أكد" البحري" أنه لم تخل أية جلسة في العام الفائت من عشرات لضبوط “البلوتوث” و”الموبايل”، لتشكل بذلك نسبةً مرتفعة فاقت السنوات السابقة، مع انخفاض لا بأس به هذا العام، رغم التوقع بأن تكون أقل مما هي عليه.
متسائلاً: الطالب الذي سيتخرج من كلية التربية عن طريق الغش، كيف سيعلم الأطفال؟
وأشار البحري بحسب صحيفة " البعث" الحكومية إلى انخفاض حالات الغش عن طريق “البلوتوث” في التعليم النظامي، وتوجه الطلاب لاستعمال الرشيتات، عكس ما كان عليه الوضع في العام الماضي، لتبقى حالات الغش الأكثر استخداماً في التعليم المفتوح تلك التي تعتمد على البلوتوث، عن طريق شبكات تمكنت الجامعة من ضبط عددٍ منها هذا العام، مؤكداً أن العقوبة التي ستنطبق على كل هذه الحالات هي الفصل النهائي لكل من يقوم بذلك وعدم النظر بعودته إلى الجامعة إلا بعد خمس سنوات، مشيراً إلى أن الطالب الذي سيفصل خمس سنوات لن يفكر بالعودة إلى الجامعة.
وبين البحري أن أكثر كلية يتم فيه ضبط حالات غش هي كلية الحقوق، والتي من المفترض أن طلابها يعرفون القوانين والأنظمة، وأن الطريقة الأكثر شيوعاً للغش فيها هي “البلوتوث، بينما تكثر حالات استخدام الرشيتات في كلية الآداب بشكلٍ كبير، إضافة إلى حالات نقل في قلب القاعات بالتعاون مع موظفين، فضلاً عن انتشار كبير لحالات انتحال الشخصية التي أيضاً لوحظ انتشارها في امتحانات اللغات سواء في معهد اللغات أو في كلية الحقوق، وهي مخالفة تستوجب عقوبة الفصل النهائي مع الإحالة للقضاء.
واقتصر الأمر في الكليات الطبية – حسب البحري – على حالات بسيطة كالمشاجرة أو كتابة على اليد، مشيراً إلى عدم تسجيل أية حالة ضبط لبلوتوث في هذه الكليات، في حين أن طرق الغش المستخدمة في الكليات الهندسية عبارة عن قوانين قد توضع على الآلة الحاسبة، أو كتابة على الأقلام والمساطر بشكلٍ دقيق، منوهاً إلى التمكن من ضبط موظفين في كلية الزراعة، ممن ساعدوا الطلاب بالكتابة على أوراقهم بعد الانتهاء الامتحان، وتمت إحالتهم للتحقيق.
باعتبار أنه لوحظ أن لكل كلية طريقة غش شائعة يستخدمها الطلاب أكثر من غيرها، بين البحري أن إدارة الجامعة تحاول اعتماد أساليب معينة للتعامل مع كل طريقة، ففي كلية التربية على سبيل المثال، اضطرت إدارة الجامعة طلاء جدران كلية التربية بطلاء خشن، وطلاء المقاعد بلون غامق، منعاً للطلاب من الكتابة، سواء على الجدران أو المقاعد، لأنها الطريقة الأكثر استخداماً في هذه الكلية.
ويؤكد البحري أن العقوبات أعطت ثمارها إلى حدٍّ ما، مبيناً أن الغرض من العقوبات هو التوجيه، لأن القيمين على الجامعة يشعرون بالارتياح عندما لا يكون هناك ضبوط، فالجامعة لا ترغب بمعاقبة أي طالب، بل على العكس تريد لجميع الطلاب أن يتخرجوا، ولاسيما أن هناك درجة استيعاب معينة وطاقة محددة لكل كلية، فالكلية التي يوجد فيها 10000 طالب وتحتاج لتخريج ألف طالب منها سنوياً، لا ترغب ببقاء هؤلاء الطلاب فيها بسبب عقوبات معينة، بل على العكس هي تحتاج لتخريجهم ليحلَّ محلهم طلاب جدد، لأن بقائهم سيمثِّل عبئاً ثقيلاً على الموظفين وعلى الكلية وعلى موارد الجامعة، متمنياً على الطلاب أن يقرؤوا الإعلانات بشكلٍ جيد لأن الجامعة ستطبق العقوبات بحذافيرها، لتحافظ على السوية العلمية للمخرجات التعليمية.
إضافة تعليق جديد