المذهب الدرزي: إسلام الموحدين
صدر في بيروت كتاب(•) جديد عن الموحدين الدروز بصورة عامة، وحول المعتقد الدرزي بصورة خاصة، تأليف الدكتور انور فؤاد ابو خزام. وهو كتاب موثق يبحث في شؤون المذهب الدرزي.
الكتاب في الاصل اطروحة نال المؤلف عنها درجة الدكتوراه في التاريخ من الجامعة اللبنانية، وقد زاد عليها قبل نشرها بعض الايضاحات والهوامش حتى اصبحت في وضعها الحالي. وقد صدر الكتاب عن دار الفارابي في بيروت.
وهذا الكتاب جاء نتيجة بحوث ودراسات ومراجع ومصادر اعتمد عليها المؤلف بالشكل الاكاديمي والعلمي. وكان الهدف من اصدار الكتاب الاجابة بموضوعية عن الجدل الدائر بخصوص هوية الموحدين الدروز الدينية، ومقدار قرب فرقتهم المذهبية من بقية الفرق الاسلامية الاخرى.
وقد تطرق المؤلف في البحث الى كل المسائل المتعلقة بالماضي وما رافقها من بلبلة وضياع، فجاء بحثه موثقا بالوثائق والاسانيد موضحا تلك النقاط، ولاسيما انه امضى في بحثه نحو عشر سنوات متواصلة للخروج برؤية انسانية معاصرة، وتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرق الاسلامية. اضافة "الى كشف حقائق جوهرية تكتب للمرة الاولى عن الدروز وبقلم من عاش تجربة الصوفية". كما يقول المؤلف نفسه في المقدمة انقسم الكتاب الى عدة ابواب وفصول اندرجت تحتها عناوين بارزة. والابواب التي اندرجت تحتها العناوين هي التالية:
الباب الاول: المرتكزات المعرفية في المسلك التوحيدي.
الباب الثاني: الجوامع النظرية والعملية بين التصوف والتوحيد.
الباب الثالث: الموحدون وروح الاسلام جدلية الطوارئ والنيابيع.
الباب الرابع: مظاهر الاصالة والخصوصية، وخصوصيات المسلك داخل البيت والهيكل العام.
جاء الكتاب يدحض تلك الكتب التي صدرت في اثناء الحرب، بعد سنة 1978، ولاسيما ان تلك الكتب كانت رسائل ماجستير جامعية او اطروحات دكتوراه، وكانت رخيصة في محتواها بحيث تبث سموم الطائفية وتصور الموحدين الدروز كأنهم اعداء للاديان المساوية الاخرى.
اكد المؤلف ان اتجاه الدين الدرزي اتجاه صوفي عرفاني، وان لدى الموحدين الدروز نظرة اخلاقية سامية مستوحاة من قيم عرفانية عالية، ومن جدلية عقلية (اساسها العقل الذي هو محور الحكمة على الاطلاق)، الامر الذي يربطهم بظاهرة التصوف الاسلامي. اما بالنسبة الى العقيدة الدينية، فانها تجمع الى اصولها الاسلامية جميع الروافد الفلسفية والمذهبية.
(•) اسلام الموحدين المذهب الدرزي، في واقعه الاسلامي والفلسفي والتشريعي، تأليف د. انور فؤاد ابو خزام، دار الفارابي، في 416 صفحة، من القطع الوسط.
نجيب البعيني
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد