تحذير من مذابح جماعية تجتاح العالم
حذرت العديد من مراكز البحوث والدراسات من احتمالات حدوث العديد من المذابح وعمليات القتل الجماعي في العالم، وذلك على غرار النماذج التاريخية التي روعت العالم في القرون الماضية، هذا وعلى الرغم تعدد وكثرة جرائم الذبح التي روعت العالم في القرون الماضية، إلا أن ثمة نماذج ماتزال هي الأكثر بروزاً وحضوراً في الذاكرة، تتمثل في: مذبحة الأرمن، المذبحة الكمبودية، ومسلسل المذابح الإسرائيلية الذي مازال يشكل النموذج الأكثر استمرار وحضوراً ..
حالياً يؤكد خبراء النزاعات والحروب، الخطر الداهم والوشيك لحدوث المذابح في المناطق الآتية :
أولاًَ : بورما : تقع جمهورية بورما _ (ميانمار) في جنوب شرق آسيا ، ومازالت تخضع على مدى 43عاماً وحتى الآن لسيطرة طغمة عسكرية ظلت تمارس أبشع أنواع الانتهاك الجماعي لحقوق الأقليات، وعمليات الاغتصاب الجماعي، والقتل الجماعي خارج النطاق القضائي. كذلك تم رصد عملية تجنيد عسكري للأطفال ، بشكل هائل .. وتشير بعض التقديرات إلى أن نحواًَ من 300 ألف طفل أصبحوا يحملون السلاح في بورما وبسبب تزايد التواترات السياسية في بورما .. والاحتقان السياسي الذي وصل إلى مرحلة الغليان .. فهناك توقعات بحدوث عملية مذبحة على نطاق واسع ..
ثانياً: أوزبكستان : كانت نقطة البداية بالانفجارات التي حدثت قبل ستة أعوام بالمركز الإداري لمدينة طشقند العاصمة، وفي نفس اليوم أعلن الرئيس كريموف عن المزيد من الإجراءات الاستثنائية، والتي تم وفقاً لها اعتقال سبعة آلاف مواطن، تبين أن اعتقالهم قد تم لأسباب " انتقائية " : دينية، ثقافية، عرقية، سياسية.. وتزامن مع ذلك قيام السلطات الأوزبكية بإطلاق النار على تجمع سكاني بمدينة أنديجول في مايو 2005م، على النحو الذي أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص على الفور.. واستمرت السلطات الأوبكية في القيام بعمليات هدم المنازل.. والقتل الجماعي خارج النطاق القضائي..
إضافة إلى تشدد السلطات الأوبكية في رفضها لتواجد أي منظمات دولية إنسانية داخل أراضيها .. وقد أدت الضغوط وإرهاب الدولة " الانتقائي" إلى المزيد من القتل والنزوح والتهجير واللجوء..
وقد أصدرت الكثير من المنظمات الدولية والإنسانية مذكرات تطالب المجتمع الدولي أن يأخذ الأمر محمل الجد.. قبل وقوع الكارثة.. خاصة وأن عمليات القتل الجماعي في أوزبكستان أصبحت تأخذ طابعاً استئصالياً..
ثالثاً : إثيوبيا : توجد في جنوب أثيوبيا مجموعة أثنية تسمى بـ ( الأنواك) يتباين أفرادها عرقياً، ولغوياً، ودينياً وثقافياً عن بقية المجتمع الإثيوبي، وذلك على النحو الذي سبب لهذه المجموعة المزيد من الكراهية.. وعدم القبول في المجتمع الأثيوبي.. هذا وبسبب المضايقات فقد هرب العديد من أنواك إثيوبيا إلى أراضي جنوب السودان المجاورة لهم، وأصبحوا يعيشون في بعض المعسكرات الخاصة بهم، وفي أبريل الماضي دخل أثيوبيون يرتدون ملابس الجيش الشعبي لتحرير السودان ، وقاموا بعملية اغتصاب وقتل جماعي للاجئين الأنواك ..
هذا، وهناك مؤشرات لمذبحة محتملة وشيكة الحدوث ضد الأنواك، وذلك على خلفية مخزونات النفط التي تم اكتشافها بمناطق الأنواك في جنوب أثيوبيا .. ، هذا وقد حذرت المنظمات الدولية من احتمالات المذبحة .. خاصة وأن الجيش الأثيوبي الحالي قد تورط في عمليات قتل جماعي لأكثر من مرة..
رابعاً : تشاد : تجاور تشاد السودان، من الناحية الغربية وذلك على حدود دارفور، وقد سبق أن شهدت تشاد حوالي خمس فترات من الحرب الأهلية، راح ضحيتها ما يقرب من مليون شخص، وبسبب التباينات الثقافية والعرقية الحادة في تشاد إضافة إلى انتشار السلاح وشيوعه بين المواطنين، وتكوين القبائل المليشيات وقوات شبه نظامية خاصة بها، تملك الأسلحة الخفيفة والعربات المدرعة والراجمات والدبابات.. فقد أصبحت بعض المجموعات القبلية الصغيرة مهددة بواسطة المجموعات القبلية الكبيرة.. وحالياً وصلت موجة القتل ونهب المال والأراضي والمواشي معدلاً مرتفعاً..
واستناداً لكل ذلك يعتقد الكثير من المراقبين أن المذبحة في تشاد سوف تحدث.. إن لم يتدخل المجتمع المدني بقوة.. وذلك لأن مؤشراتها ظاهرة للعيان وتتجدد يوماً بعد يوم..
الجمل : قسم الترجمة
المصدر : وكالات
إضافة تعليق جديد