بوش يخاطب شعبه بلهجة منكسرة بعد اربع سنوات على غزوه العراق
في نبرة منكسرة وفي خطاب بمناسبة الذكرى الرابعة لحرب العراق ناشد الرئيس جورج بوش الامريكيين يوم الاثنين التحلي بالصبر وحذر المتشككين من أن التسرع في سحب القوات ستكون له عواقب "مدمرة".
ودافع بوش الذي تظهر استطلاعات الرأي أن شعبيته قريبة من أضعف نقطة في سنوات رئاسته عن سياسته في العراق أمام الامريكيين الذين تزداد معارضتهم للحرب وخطط ارسال نحو 30 ألف جندي اضافي الى العراق.
وناشد بوش خلال بيان مقتضب بثه التلفزيون من البيت الابيض الامريكيين منحه مزيدا من الوقت رغم اعترافه بأن "النصر في العراق لن يكون سهلا."
وتتناقض نبرته الحذرة بصورة حادة مع العجرفة التي أظهرها حينما وقف على متن احدى حاملات الطائرات بعد أسابيع من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بصدام حسين معلنا انتهاء العمليات القتالية الكبيرة في العراق.
ومع دخول الحرب عامها الخامس شن المسلحون تفجيرات مميتة في كركوك وبغداد وأظهر استطلاع جديد للرأي أن أغلب العراقيين لديهم قليل من الثقة أو لا يثقون على الاطلاق في القوات التي تقودها الولايات المتحدة.
وقال بوش بعد اجتماع عبر الهاتف مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "بعد مرور أربع سنوات على بدء هذه الحرب (ما زالت) المعركة صعبة لكن يمكننا تحقيق النصر فيها.. سنفوز اذا تحلينا بالشجاعة والتصميم الكافيين لمواصلتها."
وعلى الرغم من اصراره على أن هناك تقدما قد حدث فانه لم يكرر تعهداته السابقة بتحقيق نصر حاسم. وغابت الالفاظ الرنانة عن خطاب بوش بسبب العنف المتواصل الذي يضع العراق على شفير حرب أهلية والذي يبدو أن القوات الامريكية عاجزة عن السيطرة عليه.
لكن بوش تمسك برفضه وضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية على الرغم من الضغوط المتزايدة من الكونجرس الذي أصبح خاضعا لسيطرة الديمقراطيين.
وقال بوش "ربما يبدو مغريا أن ننظر الى التحديات في العراق ونخلص الى أن الخيار الامثل بالنسبة لنا هو حزم أمتعتنا والعودة الى الوطن. ربما يكون ذلك مرضيا على الاجل القصير لكني أعتقد أن العواقب ستكون مدمرة على الامن الامريكي."
ويستعد مجلس النواب لمناقشة مقترح بربط الموافقة على أموال الطواريء المخصصة للحرب بسحب القوات بحلول سبتمبر أيلول عام 2008.
وحث بوش الذي هدد باستخدام الفيتو (حق نقض القوانين) أعضاء الكونجرس على اقرار مشروع القانون الخاص بالتمويل "دون شروط ودون ابطاء".
وقالت الديمقراطية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب "الشعب الامريكي فقد الثقة في خطة الرئيس بوش لحرب بلا نهاية في العراق."واتهم جون بوينر زعيم الجمهوريين بمجلس النواب الديمقراطيين بأنهم يتبنون "خطة متدرجة" لتقويض التأييد للقوات الامريكية.
وقال السناتور الديمقراطي جون كيري الذي خسر انتخابات الرئاسة عام 2004 "الصبر ليس استراتيجية.. واضح أننا بحاجة الى سياسة جديدة ويجب أن يأتي التغيير من الكونجرس."
وأعلن بوش في يناير كانون الثاني الماضي أنه سيرسل 21500 جنديا اضافيا الى العراق مهمتهم الاساسية تأمين بغداد وهي خطوة زادت من تأجيج مشاعر عدم الثقة بين الامريكيين. وارتفع عدد الجنود الاضافيين الذين يجري ارسالهم الى العراق الى نحو 30 ألفا مع اضافة قوات المساندة.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة (سي.ان.ان) تراجع الدعم للحرب الى 32 في المئة مع معارضة 63 في المئة.
وكثف متظاهرون معارضون للحرب من مظاهراتهم في مدن أمريكية كبرى على مدى الايام القليلة الماضية وألقت الشرطة القبض على أكثر من 40 متظاهرا خارج بورصة نيويورك يوم الاثنين بعد أن استلقوا على الارض بالقرب من مدخل البورصة احياء لذكرى الغزو.
وقال ان الفشل في تأمين بغداد سيسمح "لعدوى العنف" في الانتشار. وأضاف "الارهابيون قد يخرجوا من بين الفوضى بملاذ امن في العراق."
لكن منتقدي بوش يجادلون بأن حرب العراق شتتت انتباه الولايات المتحدة ومواردها عن الحرب في أفغانستان التي يعتبرونها معركة أكثر أهمية ضد المتشددين الاسلاميين.وتسببت حرب العراق في مقتل أكثر من 3200 جندي أمريكي وعشرات الالاف من العراقيين.
وشنت القوات الامريكية والعراقية حملة أمنية كبرى في بغداد في منتصف فبراير شباط يقول قادة عسكريون انها ادت بالفعل الى تراجع عدد القتلى في صفوف المدنيين الى حوالي النصف وذلك الى حد كبير عبر خفض عدد ضحايا حوادث القتل التي تقوم بها فرق الموت.
وقال بوش يوم امس ان خطة بغداد "في مراحلها الاولى وان نجاحها سيستغرق أشهرا وليس أياما ولا أسابيع
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد