قدري جميل: خصائص المجتمع السوري لا تسمح بالفدرالية
اعتبر رئيس منصة موسكو للمعارضة، وأمين حزب الإرادة الشعبية، قدري جميل، أن خصائص المجتمع السوري لا تسمح باعتماد «الفدرالية»، إذا أرادت البلاد الحفاظ على وحدتها، وأكد أنه حتى الآن ليس هنالك موعد نهائي لعقد مؤتمر «الرياض 2» القادم.
وأضاف جميل في حديث مع شبكة «رووداو» الإعلامية الكردية: «نحن كنا منذ البداية مع تشكيل وفد واحد للمعارضة، ولكن تشكيل مثل هذا الوفد يجب أن يجري بشكلٍ عادل، ويأخذ بالحسبان الأوزان الحقيقية للقوى كافة، وفيما يخص مؤتمر جنيف القادم، فهو عبارة عن مفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية بوفدٍ واحد للمعارضة كما يفترض، وسيتم بحث نقاط كثيرة مطروحة سابقاً، وستطرح لاحقاً، من ضمنها الدستور».
ولفت جميل إلى أن «المطلوب ليس إجراء تعديلات شكلية على الدستور، بل المطلوب هو دستور جديد يؤسس لديمقراطية حقيقية تسلم السلطة الحقيقية للشعب، لكي يتمكن من المشاركة بشكل واسع في اتخاذ جميع القرارات على مختلف المستويات الدنيا والعليا. هذا هو الموضوع الذي يجب أن ينصب عليه الاهتمام، وهو إيجاد آليات جديدة إبداعية تسمح للسوريين بإدارة مستقبلهم بكل معنى الكلمة، لأنه لا يمكن حل المشكلات الكبرى في سورية قبل الأزمة، أو بالأحرى بعد الأزمة، دون دمج كل السوريين في هذه العملية، فقضية الفساد مثلاً لا يمكن القضاء عليها بقرارات عليا، بل إنها بحاجة إلى مشاركة المجتمع بشكل واسع، وهذه المشاركة هي ديمقراطية المجتمع، وهذه الديمقراطية تسمح للشعب بممارسة الرقابة على أجهزة الدولة في أماكنهم كلها».
وأضاف: إن «تصوراتنا حول الدستور الجديد، وهدفه عملياً هو أن سورية دولة موحدة ديمقراطية تعددية، وأن تكون سلطة المركز فيها قوية، ولكي تكون قوية يجب أن تفوض صلاحيات واسعة للمناطق لإدارة ذاتها في أمورها المحلية، ولكن القضايا الكبرى المتعلقة بالدفاع والخارجية والأمن والسياسات الاقتصادية والمالية العامة يجب أن تكون مركزية، لأن إضعاف سلطة المركز إلى الحد الأدنى يمكن أن يؤدي إلى تفتيت الدولة، ونحن نريد تطوير الدولة».
ونوه جميل بأن «الصيغة الأمثل التي يجب البحث عنها تقع بين المركزية واللامركزية، وما كان سائداً إلى الآن كان مركزية مبالغاً بها، وهو ما أضر بالتطور والديمقراطية وسمح للفساد بالانتشار، ونحن نريد تفويض صلاحيات من المركز للأطراف بشكل واسع لكي يشارك الشعب بالعمليات كافة، وهذا لا يضعف المركز بل يقويه، لأنه يجب أن يلتفت لمهامه الكبرى التي تشمل كل أنحاء البلاد».
وزادَ: «هذه هي تصوراتنا، والمطلوب هو سماع تصورات الآخرين لكي نصل إلى حلول وتوافقات تناسب الجميع، والمشكلة في بلداننا، ومنها سورية، هي أن الحوار ليس له تقاليد، لأنه تاريخياً بسبب سياسة الحزب الواحد، كان السائد هو فرض الرأي من أعلى إلى أسفل، أو من طرف على آخر، ونحن بحاجة لفلسفة أخرى في التعامل».
وأوضح أن «الفدرالية هي طرح طرف من الأطراف في سورية، وهناك قضايا مهمة في الجوهر بموضوع الفدرالية ويجب أخذها بالحسبان، ولكن يجب بحث هذا الموضوع مع كل السوريين، والشيء الأهم في نهاية المطاف هو أن سورية ليست بلداً كبيراً، والتنوع فيه واسع جداً أكثر من العراق، وعليه كيف يمكن أن تتحمل سورية الفدرالية لكي تبقى موحدة؟».
واختتم قائلاً: «أنا أتفهم أن الذين يطالبون بالفدرالية متخوفون من المركز بدرجة مبالغ بها، ولكن يجب إعادة النظر في هذا الموضوع، وكما يقول المثل الشعبي: «المهم هو أكل العنب وليس قتل الناطور»، وعليه فإن المهم ليس التسمية، وإنما جوهر العملية هو الأهم، كيف ستسير؟ وكيف سيتم منح الناس حقوقهم المشروعة الكاملة، المدنية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية»؟
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد