حرب ثقافية تعلنها آسيا جبار وسمية ناصر
في ندوتين للكاتبتين الجزائرية آسيا جبار والأديبة الفلسطينية سمية ناصر فرحات، ضمن فعاليات معرض بازل للكتاب الذي اختتم فعالياته مساء أمس الأحد، طرحت كل منهما موقفاً يتناقض مع الآخر فيما يتعلق بالإسلام والديمقراطية في العالم العربي، فقد حولت سمية فرحات ندوتها إلى انتقاد حاد للسياسة الأوروبية تجاه الحكومة الفلسطينية الجديدة التي شكلتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مطالبة الرأي العام الأوروبي بالضغط على حكوماته لتغيير موقفه من تلك الحكومة. وقالت سمية إن تجربة وصول حماس للسلطة عن طريق الانتخاب جديرة بالاحترام والدعم، محذرة من أن فشل تلك الحركة يعني سقوط المجتمع الدولي في دعم التجربة الديمقراطية، متهمة الغرب بأنه يؤيد الحكومات المرتشية الفاشلة فقط.
وأكدت الأديبة الفلسطينية أنه لابد من الحكم على هذه الحكومة الجديدة من خلال أعمالها لخدمة الشعب الذي انتخبها، وليس من خلال صور نمطية سلبية مترسخة في أذهان الغرب.
كما أحرجت محاورها اليهودي السويسري بيتر لياتوفيتش عندما أصر على تكرار أن حماس تنكر "حق الدولة الإسرائيلية" في الوجود، ولا تريد السلام. فطالبته أمام الحضور باسترجاع التاريخ منذ اتفاقيات أوسلو، ليجد أي إنسان محايد "أن حال الفلسطينيين ازداد سوءا وأن مطالبتهم فقط بقائمة طويلة من الالتزامات دون التنويه إلى عدم التزام إسرائيل بأي من تلك القرارات يجعل الصورة مهزوزة تماما".
وأكدت سمية ناصر أن حال الفلسطينيين ازداد سوءا منذ توقيع اتفاقيات أوسلو.
يُذكر أن معرض بازل للكتاب يولي اهتماما كبيرا بالقضايا الدولية، ويربط بينها وبين الحركة الأدبية في العالم. كما كان الشرق الأوسط والفكر الإسلامي حاضرين دائما في فعالياته.
في حين أن آسيا جبار صبت جام غضبها على التيارات الإسلامية التي وصفتها بالرجعية المتخلفة فكريا المتقدمة والمتفوقة إعلاميا.واعتبرت أن الإسلاميين استغلوا الجهل والسطحية التي تعاني منها الكثير من المجتمعات العربية، ليتمكنوا من التأثير عليها فكريا، وتسويق أفكارهم "التي تنكر التفكير والحداثة" مستخدمين جميع الوسائل الإعلامية المتاحة لها والتي كان لها تأثير كبير على "العامة السذج". ورأت الكاتبة الجزائرية (70 عاما) أن استخدام اللغة الفصحى سواء بوسائل الإعلام أو الخطاب الديني أو السياسي هو نوع من التدليس لأن العامة لا تفهم هذه اللغة، واتهمت من يستخدمها بأنه يتعالى بها على غالبية الشعب الذي لا يفهمها فيضطر إما إلى تجاهلها أو الموافقة عليها "دون قناعة".
المصدر : الجزيرة نت ـ بتصرف
إضافة تعليق جديد