ماذا بعد فك الحصار عن دير الزور؟

08-09-2017

ماذا بعد فك الحصار عن دير الزور؟

يتطرق أندريه ياشلافسكي، في مقال نشرته “موسكوفسكي كومسوموليتس”، إلى فك الحصار عن دير الزور، ويورد رأي خبير بأن “هناك مشكلات كثيرة يجب حلها”.ماذا بعد فك الحصار عن دير الزور؟

كتب ياشلافسكي:

تمكنت القوات الحكومية السورية المدعومة بطائرات القوة الجو-فضائية الروسية من اختراق الخطوط الدفاعية للإرهابيين وفك طوق الحصار، الذي فرضوه على مدينة دير الزور. وقد هنأ الرئيس بوتين العسكريين الروس والسوريين بهذا النصر الكبير.

فمنذ سنوات يحاصر الإرهابيون مدينة دير الزور وحامية القوات السورية، التي تمكنت من الصمود خلال سنوات الحصار، أمام هجمات الإرهابيين المستمرة.

وقد وجهت طائرات القوة الجو-فضائية الروسية وصواريخ كاليبر، التي أطلقتها الفرقاطة “الأميرال إيسين” ضربات موجعة إلى مواقع الإرهابيين، واستغلت القوات الحكومية السورية هذه الأوضاع للتقدم بسرعة واختراق الخطوط الدفاعية لمسلحي “داعش” من الاتجاه الجنوبي–الغربي والتحمت بالقوات السورية المحاصرة.

يقول الخبير العسكري أنطون مارداسوف إن “الحديث هنا يدور عن الاتصال بالوحدات المحاصرة. وبالطبع يجب حماية هذه الوحدات وتزويدها بما تحتاجه لتتمكن من مقاومة هجمات الإرهابيين، حيث إن كل تل ومرتفع في الصحراء السورية يجب الاستيلاء عليه بالقوة، لأن على كل منها يرابط بضعة مسلحين بأحدث الأسلحة الصاروخية المضادة للدبابات، وخاصة أن مسلحي التنظيم يعملون على شكل مجموعات صغيرة متنقلة. ولذلك يجب تعزيز هذه المواقع بعد الاستيلاء عليها.

وقد ساعدت محاصرة مدينة الرقة من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) القوات السورية من تحقيق النجاح في عملية فك الحصار عن دير الزور، لأنه بعكس ذلك كان مسلحو التنظيم سيركزون قوتهم ضد القوات الموالية للحكومة السورية، ما كان سيعقد الوضع بالتأكيد. لذلك فإن العمليات المتزامنة للتحالفين تقيد الإرهابيين بمعارك تنهكهم وتحد من نشاطهم.

غير أن الاتصال مع الحامية المحاصرة لا يعني تحرير المدينة. فالحديث يدور عن الجانب الغربي من المدينة، وهناك الجانب الشرقي حيث الأحياء السكنية التي يوجد فيها عشرات الألوف من المواطنين. وفي هذه المنطقة بنى الإرهابيون خطوطاً دفاعية محصنة وحفروا شبكة أنفاق للمناورة. كما نشروا في هذه المنطقة مجموعات من القناصة ويجندون السكان بالقوة. أي ستكون هناك معارك قد تستمر طويلاً ويصعب التنبؤ بنتائجها.

والشيء الآخر الذي لا يؤخذ بالاعتبار دائماً هو أن عدد مسلحي التنظيم في دير الزور لا يتجاوز ألفاً و500 مسلح. بيد أن مسلحي التنظيم في المدن الواقعة على نهر الفرات يبلغ عددهم ضعفين أو ثلاثة أضعاف عددهم في دير الزور. وتعد مدينتا البوكمال السورية والقائم العراقية من أصعب المدن التي تواجه عمليات محاربة الإرهاب. وقد استخدمت المجموعات التي سبقت “داعش” هاتين المدينتين، حيث توجد فيهما شبكة اتصالات وبنى تحتية كاملة، لذلك من الصعب تطهير المكان بسهولة. ومع ذلك يجب السيطرة على المدينتين من أجل تنفيذ عمليات محاربة الإرهاب. لذلك حتى إذا تمت السيطرة بالكامل على دير الزور، ستبقى مشكلات عديدة، بما فيها تطبيع العلاقات مع “قسد”.

هذا ولدى دمشق وروسيا ورقة رابحة، حيث دير الزور منطقة غنية بالنفط والغاز، والقبائل المحلية ذات مزاج متقلب، أي يمكن كسبها اقتصادياً، على الرغم من أن لديها علاقات معقدة مع دمشق”.

كامل توما – روسيا اليوم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...