قريبا في سوريا أكبر ورشة لإعادة الإعمار في العالم

21-08-2017

قريبا في سوريا أكبر ورشة لإعادة الإعمار في العالم

أجرت وكالة “سبوتنيك”، ضمن برنامج “ما وراء الحدث”، حواراً خاصاً مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل.قريبا في سوريا أكبر ورشة لإعادة الإعمار في العالم

جرى الحوار في إطار افتتاح معرض دمشق الدولي، وعلى هامش لقائه مع وفد المؤتمر الدولي للصناعيين ورجال الأعمال، وحول الواقع الاقتصادي الحالي للدولة السورية ودور الحلفاء في إعادة الإعمار وعلى وجه الخصوص الدور الروسي، وجاء نص الحوار كالتالي.

سيادة الوزير، أكثر مايمكن أن نتحدث عنه اليوم في هذه الظروف التي تعيشها سوريا أنها استطاعت أن تثبت للعالم أنها دولة قوية اقتصادياً، ونحن تحدثنا مع خبراء اقتصاديين كثر عن هذه الحالة الغريبة التي هي أقرب إلى المعجزة في صمود الاقتصاد السوري، لكن الأكثر من ذلك أن سوريا الآن تعيد الحياة إلى اقتصادها بنفسها دون الاعتماد على المساعدات الخارجية، يظهر هذا بشكل جلي بعودة معرض دمشق الدولي إلى الساحة في ظل مشاركات كبيرة جداً، كيف يمكن أن نفهم هذه الحالة في ظل هذه الظروف؟

الوزير الخليل: الحقيقة أثبت قوة الاقتصاد السوري رغم أنه ليس من الاقتصادات الكبيرة من حيث الحجم لكنه اقتصاد متماسك ومتين ومتنوع، والسر في صمود هذا الاقتصاد هو هذا التماسك وهذا الصمود والقوة التي يتمتع بها، معرض دمشق الدولي كما تفضلت نقلة نوعية في مثل هذه الظروف، ودائما المعارض هي المجال الترويجي للإنتاج، يعني لو لم يكن هناك إنتاج موجود ولو لم يكن هناك معامل تعمل ومنتجات جاهزة، ولو لم يكن هناك حركة إنتاج في قطاعات مختلفة حتى في القطاع الزراعي والخدمي، لما كان هناك معارض لترويج هذه المنتجات.

اليوم معرض دمشق الدولي كان مفاجئاً للعالم وللذين لا يعرفون قدرة الاقتصاد السوري وقدرة القطاع الصناعي السوري، وقدرة المنتج السوري في قطاعاته المختلفة، لقد استطاع المنتج السوري أن يتمتع بالمرونة اللازمة للتعامل مع معطيات وظروف الحرب التي تعرضت لها سوريا ومع الأضرار التي أصابت الاقتصاد السوري، استطاع التعامل بهذه المرونة وتميز بقدرته على التحول في بعض الأحيان من معامل كبيرة إلى معامل أصغر، وأحياناً إلى ورش، لكن الاستمرار في الإنتاج والاستمرار في العمل والاستمرار بالتصدير كان له دور فعال في صموده، وهذه مسائل من أسرار النجاح في المجال الاقتصادي طيلة فترة الأزمة رغم الحرب وكل المعاناة التي عاشها الاقتصاد السوري، على سبيل المثال لم يكن هناك أي حالة إفلاس لأي مصرف، بينما نرى في كثير من الدول المعافاة اقتصادياً والتي تمتلك اقتصادات ضخمة جداً انهيارات لمصارف بالجملة نتيجة لأزمات بسيطة.

ما هو السر في ذلك سيادة الوزير؟

الوزير الخليل:

السر في الحقيقة يكمن في البنية الاقتصادية الأساسية السليمة للاقتصاد السوري والبناء المتأني الذي نشأ عليه الاقتصاد السوري خلال عقود مضت وقدرة الاقتصاد السوري والمنتج السوري في قطاعاته المختلفة على التعامل بمرونة ومعرفته بالأسرار الحقيقية الموجودة في البلاد سواء من خلال الموارد البشرية أو المواد الأولية الموجودة وقدرته على التعاطي بلغات مختلفة، بحيث يصل المنتج السوري إلى دول العالم في ظل الأزمة التي تعرضت لها سوريا ومع تراجع لكثير من المؤشرات الاقتصادية على مستوى الاقتصاد الكلي، نحن مازلنا حتى اليوم نصدر المنتجات السورية إلى أكثر من 80 دولة، صحيح بأرقام وحجوم أقل مما سبق ولكن استمرينا، ومن يشاهد اليوم معرض دمشق الدولي سوف يجد أنه يزيد على أي معرض من المعارض المستمرة وهو من المعارض العالمية العامة القليلة التي استمرت وحافظت على وجودها وتألقها، معرض دمشق الدولي رغم انقطاعه لمدة خمس سنوات نرى اليوم أنه يحتوى على مجموعة من الأجنحة المتنوعة، على سبيل المثال في القطاع النسيجي هناك أكثر من 12000 متر مربع، فهو يزيد على أي معرض متخصص في النسيج في منطقة الشرق الأوسط، في المجال الهندسي، في المجال الغذائي وفي المجال الكيميائي، نشاطات تجارية واقتصادية متعددة ومتنوعة تدل على عراقة المنتج السوري وقدرته على تحمل الظروف الصعبة واستمراره بالعمل واستعادة الاقتصاد السوري لتعافيه رغم كل ماحل به.

سيادة الوزير، هناك سؤال مهم ولا أريد أن أدخل في السياسة، لكن هناك علاقة بين الاقتصاد والسياسة، يعني سياسة الاقتصاد السوري تشبه السياسة الاقتصادية الروسية فالسياسة هي التي تحدد الاقتصاد وتوجهه على عكس الولايات المتحدة حيث أن الاقتصاد هو من يدير ويوجه السياسة، أريد هنا أن أتحدث عن سياسة الاقتصاد السوري في إعادة الإعمار والبناء في ظل زيارات لوفود كثيرة وخاصة من روسيا مؤخراً كوفد المؤتمر الدولي للصناعين ورجال الأعمال، سوريا تتعافى والكل يتهافت للمشاركة في إعادة الإعمار ، أنتم دائما توصون بالحلفاء وبروسيا، أعتقد أن هناك غيرة حتى ما بين الحلفاء، كيف ستتعاملون مع هذ الأمر حتى تحافظوا على التوازن في العلاقة مع الجميع؟

الوزير الخليل:

لا شك سورية تعرضت لأضرار كبيرة وفي قطاعات مختلفة، سبع سنوات من الحرب القاسية والظالمة التي تعرضتت لها سورية أثرت في الاقتصاد وأحدثت ضرراً كبير في كثير من القطاعات سواء على مستوى البنى التحتية، أو على مستوى البنى الإنتاجية، أو على مستوى الأبنية السكنية والمنشآت بمختلف أشكالها، وقعت هذه الأضرار في القطاعات كلها سواء في القطاع الخاص أو العام، وسوريا ستتحول خلال الفترة القادمة إلى أكبر ورشة إعادة إعمار أو أكبر ورشة بناء في العالم، بالأساس نحن دائما نبحث عن المزيد من التطوير والإعمار، واليوم نحن بحاجة لهذا التطوير أكثر من أي وقت كان نتيجة الأزمة والخراب الذي تعرض له البلد، والأولوية كما تفضلت هي للأصدقاء، نحن بحاجة الأصدقاء حتى نستطيع يداً بيد أن نبني سورية، بكل تأكيد خبرات الأصدقاء وإمكاناتهم مفيدة جداً لنا، ونحن جاهزون سواء للعمل بالاستثمار من خلال الأصدقاء أو من خلال التشارك والتشاركية الموجودة، لذا ومن هنا الحكومة السورية هيأت البنية القانونية لهذه المسائل فيما يتعلق بقانون التشاركية وإمكانات العمل فيه أو من خلال تطوير القواعد الناظمة للعمل الاستثماري.

سيادة الوزير لا أريد إحراجكم في السؤال، لكن تقولون الأصدقاء، الروسي لم يعد يعتبر نفسه صديقا بل أخا وأنتم من يقول ذلك، الدم السوري الروسي امتزج فعلاً على الأرض السورية، لذلك هم يعتبرون أن حقهم عليكم أكثر من الآخرين، ودون أن ندخل في التفاصيل، ماذا تقولون للشقيق الروسي في هذا الإطار وأريد أيضاً أن أعرف ما هي رسالتكم لهم حتى يطمئنوا؟

الوزير الخليل:

كما تفضلت نحن نعتبر الروس أخوة حقيقيين ونحن حريصون على تعاون كبير مع روسيا، ووجود شركات مشتركة وتعاون اقتصادي يرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية وإلى مستوى قرابة الدم التي أصبحت على الأراضي السورية، نحن نرحب بكل عمل اقتصادي وتجاري وصناعي تقوم فيه أي شركة روسية قادمة إلى سورية ومنفتحين على التعاون بشكل كبير جداً.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...