أويس مخللاتي: شكراً على العنصرية؟!
حين رفع ميشال أبو سليمان إصبعه بطريقة حاقدة وفتح عينيه بشكل يفيض غلّا، وخاطب ضيفه في برنامج «حديث البلد» على قناة mtv الممثل السوري أويس مخللاتي بعنصرية لا لبس فيها وقال له «أهلاً وسهلاً بيلي متلك من سوريا وبس»، وكرّرها أربع مرات متتالية ، فصمت الممثل، ولم يتجرأ على الرد... قلنا بأنه مغلوب على أمره ولا يُلام، كونه غريباً في مكان لا يحكمه القانون بقدر ما تتحكّم به العنتريات.
ولن تشكّل قناة المرّ مفاجأة لأحد وهي صاحبة الباع الطويل بالخطاب الاستعلائي والعنصري والتحريضي ضد السوريين، وهي «تغدر» بضيفها. ولو كان منطقياً القول يومها بأن من لا يملك ثقافة المنابر، عليه أن يعتذر عن عدم اعتلائها، بمعنى أن من تخونه سرعة بديهيته عن الرد الذي يحفظ كرامة شعبه كونه سفير بلاده إنطلاقاً من لهجته، عليه ألا يتنطّح للقاءات الإعلامية كونه ليس أهلاً لها. لكن الأمر لم يتوقّف عند هذا الحدّ، بل أطلّ الممثل الأشقر الوافد إلى الشهرة حديثاً، عبر صفحته على الفايسبوك قبل ساعات ووجّه شكراً خاصاً لأسرة البرنامج الذي حجز له كرسياً لحوالي نصف ساعة وخصّ بالشكر صديقه ميشال أبو سليمان. ولدى سؤال متابعيه عن سبب صمته أمام إهانته لأبناء بلده من السوريين اللاجئين، راح متخرّج «المعهد العالي للفنون المسرحية» يبرّر ويشرح بطريقة سذاجة. فواكبته ردود أخرى تسأله بطريقة ساخرة إن كان ينحدر من أصول صينية.
يستحقّ مخللاتي التشجيع فعلاً وهو بمثابة مؤسسة فنية صاعدة، وقد اضطر لمغادرة بلاده إثر تخرّجه من الجامعة، والاستكانة في بيروت لأكثر من سنتين لما ينجزه من مشاهد دوبلاج من دون أن تتاح له فرصة استثمار مواهبه المتعدّدة في التمثيل والغناء والعزف. وقد سبق أن هيئ لنا الاطلاع عليها على خشبات مسارح دمشق وفي حاناتها وحدائقها. لكن يتوجب أيضاً الهمس في أذنه وهو يصعد سلّم الشهرة بسرعة نيزك، بأنّ الميران على اللقاءات التلفزيونية، والشغل على تطوير سرعة البديهة في الأجوبة خاصة لدى التعرّض لمواقف حساسة، أمر يأتي في مكانة توازي أهمية تطوير أدوات الممثل، وتوسيع مداركه الإبداعية، وتعميق ثقافته.
وسام كنعان
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد