خطاب بوتين: هل هو عودة إلى مناخ الحرب الباردة؟

11-02-2007

خطاب بوتين: هل هو عودة إلى مناخ الحرب الباردة؟

ولد مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية عام 1960. أي في ذروة الحرب الباردة.

بعد أربعين عاما أعاد خطاب الرئيس الروسي فيلادمير بوتين أجواء تلك الحرب عندما تحدث في مؤتمر ميونيخ.

ومن يرى ويسمع كيف تحدث الزعيم الروسي يدرك لماذا كان خطابه عودة إلى أجواء الحرب الباردة.

فبعد أن حيا بوتين بسرعة الحضور، بدأ في توجيه الاتهام إلى الولايات المتحدة بأنها تنشأ، أو تحاول إنشاء، عالم "وحيد القطبية".

خاطب بوتين الحضور قائلا: "ماذا يعني عامل وحيد القطبية؟ بصرف النظر عن محاولاتنا لتجميل تلك العبارة، فإنها تعني العالم الذي يرتكز وجود قوة واحدة تتحكم فيه. تعني أيضا عالم له سيد واحد فقط".
وبعد قوله تلك الجملة استمر الرئيس بوتين في إلقاء خطابه بنفس النسق، حيث قال إن "الولايات المتحدة قد تحدت حدودها الوطنية في جميع المجالات، الاقتصادية والسياسية والإنسانية، بل وفرضت نفسها على الدول الأخرى"، مضيفا أن هذه التركيبة قد أدت إلى كارثة.

وتابع قائلا إن "الحروب الأهلية والإقليمية لم تقل، كما أن عدد الناس الذين يقتلون بسببها لم يقل بل زاد. إننا لا نرى أي نوع من التعقل في استخدام القوة، بل نرى استخداما مستديما ومفرطا للقوة".

وأضاف أن الولايات المتحدة "قد خرجت من صراع لتدخل صراع آخر دون تحقيق أي حل شامل لأي منهم".

وبحضور وزير الدفاع الأمريكي الجديد روبرت جيت وعدد من نواب الكونجرس، دعا بوتين أمامهم إلى إعادة هيكلة نظام الأمن الدولي القائم حاليا بأكمله.

لكن بوتين بهذه الدعوة وتلك الكلمات لم يستطع أن يكسب جانب من حضروا لاستماع خطابه.

فعدة وفود لم يرق لها طريقة الزعيم الروسي في تجنب الأسئلة المتعلقة بالتزام موسكو بالديمقراطية أو قرار بلاده ببيع أنظمة دفاع جوي متقدمة إلى إيران.

فالأمين العام لمنظمة دول حلف شمال الأطلنطي، الناتو، جاب دي هوب شيفر وصف خطاب الرئيس بوتين بأنه "مخيب للآمال وغير مجدي". كما عبر رئيس أستونيا ورؤساء عدد آخر من الدول المشاركة في المؤتمر عن ردود أفعال مشابهة لوصف شيفر.

لكن رد الفعل العنيف تكفل به السناتور الجمهوري الأمريكي والمرشح الرئاسي المنتظر جون ماكين.

حيث قال إن عالم اليوم ليس وحيد القطبية، مضيفا أن روسيا الاستبدادية هي التي تحتاج إلى تغيير في سلوكها.

وقال مكين إن "على موسكو أن تفهم أنها لا تستطيع أن تتمتع بمشاركة حقيقية مع الغرب طالما أن أفعالها في الداخل وفي الخارج تتعارض بشكل أساسي مع لب قيم الديمقراطيات اليورو-أطلسية".

وتابع قائلا "إنه في عالم اليوم المتعدد الأقطاب، لا يوجد مكان للمواجهات العديمة الجدوى، لذا أتمنى أن يفهم الزعماء الروس هذه الحقيقة".

وبعد هذه المواجهة الكلامية تحدث البعض في أروقة المؤتمر عن حرب باردة جديدة.

لكن البعض الآخر قللوا من أهمية ما حدث وقالوا إن خطاب بوتين يعد أحد الحركات التي دأبت روسيا على اتخاذها بصفة دورية للتعبير عن سخطها من تلاشي دورها الكبير الذي كانت تلعبه في الخريطة السياسية للعالم.

أحد المراقبين قال إنه خلال السنوات الماضية كان وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد هو الرجل الذي يتفق عليه الجميع في الكراهية خلال ذلك المؤتمر، لكن خطاب الرئيس بوتين وتصرفاته خلال المؤتمر جعلت هذا الإجماع ينتقل من الولايات المتحدة إلى روسيا.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...