الفرنسيون أول المحتفين بحلب!
بداية شهر كانون الثاني المقبل، سيكون الفرنسيون أول الوافدين لحلب، وذلك في مطلع عام 2017، بغرض «الاحتفال» بحلول موعد عيد ميلاد السيد المسيح على التقويم الشرقي، الذي سيسبقه احتفاء سوري كنسي بعيد الميلاد على التقويم الغربي، سيحضره ممثلون عن موسكو لم تعرف طبيعتهم بعد.
ويظهر الحضور الفرنسي بداية العام رمزيا للغاية، على اعتبار أن كثراً يعتبرون عام 2017 هو بداية انحدار الحرب السورية نحو التسوية السياسية، التي ستتجه صعوداً مع تغير إدارات سياسية عديدة في العالم، في مقدمتها الاميركية، وبذات زخمها الفرنسية.
التحضيرات لزيارة الوفد الذي يضم حتى الآن خمسة برلمانيين فرنسيين يتقدمهم كما العادة عضو الجمعية الوطنية السورية النائب تيري مارياني المقرب من المرشح الرئاسي الاوفر حظاً رئيس الوزراء الاسبق فرانسوا فيون في الانتخابات التي ستجري في أيار المقبل.
الوفد الفرنسي وفي طليعته مارياني، طلب قبل أسبوعين من الآن ، حجز موعد له في قداس العيد الشرقي، الذي سيقام في حلب، مستبقا ظهور نتائج الحملة العسكرية الأخيرة لتوحيد المدينة، وإخلائها من المسلحين.
واللافت أن هذا المستوى من الحضور الفرنسي، الذي يمثل مارياني دوما أحد خروقاته للديبلوماسية الفرنسية الرسمية، سبق الاندفاع الروسي، الذي لم يبدأ الحديث عن «احتمال أن تقام احتفالات عيد الميلاد في حلب هذا العام» إلا قبل ايام، وذلك إسنادا للتقديرات العسكرية التي كانت تؤكد القدرة على استعادتها كاملة قبل ذلك التاريخ.
مارياني، سيترأس وفدا من البرلمانيين، الذين سبق لبعضهم أن زار سوريا، واكثرهم من الاحزاب القريبة من اليمين والوسط، فيما من المحتمل أن ينضم للوفد الذي يأتي بشكل «غير رسمي» كما جرى سابقاً، بعض النواب الاشتراكيين.
وتجري المفارقة، بين هذه الزيارة، المرتقبة، والزيارة التي يحاول القيام بها وفد من النواب الفرنسيين إلى حلب، ولكن عبر البوابة التركية، الذين لم يسمح لهم حتى ساعات ليل أمس الثلاثاء بالعبور، نحو الاراضي السورية.
ومنعت السلطات التركية كلاً من النائب الاشتراكي باتريك مينوتشي عن منطقة بوش دو رون، عضو لجنة القوانين في الجمعية الوطنية، والنائب ارفيه ماريتون (الجمهوريين)، والنائب سيسيل دوفلو (حزب البيئة)، وكذلك جاك بوتو عمدة الدائرة الثانية في باريس من «حركة المحافظة على البيئة»، من العبور باتجاه محافظة حلب عبر بوابة كيليس.
بدوره ترأس مارياني وفداً إلى دمشق في زيارات عديدة، آخرها في شهر آذار من هذا العام، حيث قام بجولة علـى كنائسها بعيد الفصح، برفقة عدد من أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية. ويعتبر مارياني، الذي تراهن عليه بعض الاوساط في سوريا باعتباره ممن يسبحون ضد التيار في السياسة الفرنسية الحالية، «أن الكل أخطأ بسياسته تجاه سوريا»، وفي مقدمتهم باريس، معربا في تصريحات صحافية عديدة «عن أمله بعودة العلاقات بين سوريا وفرنسا، ولا سيما في ظل المصلحة المشتركة بينهما في مكافحة الإرهاب الذي يمثل عدوا مشتركا ويشكل خطرا على فرنسا وغيرها من البلدان».
ويعتقد كثيرون في دمشق، أن الادارة الفرنسية الجديدة، التي سيقودها فيون، ستتفهم هذه الحاجة، ولا سيما أنها تناصب عداءً لـ «الاسلام الراديكالي»، كما أن الرجل أعرب عن توجهه الصريح لإعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق، واستعادة العلاقات الديبلوماسية بين باريس ودمشق.
وأحدث الخرق الاهم في جدار العداء الفرنسي السوري نتيجة الزيارة التي قام بها في بداية عام 2015، نائبان وعضوان في مجلس الشيوخ من اليسار واليمين «بمبادرة شخصية» كانت الاولى منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بين باريس ودمشق في صيف 2012. وضم الوفد حينها النائب جاك ميار (يمين) ونائب الغالبية الاشتراكية جيرار بابت وجان بيار فيال السناتور عن حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» وفرانسوا زوكيتو من الوسط.
وعلق حينها فيون على الزيارة بقوله «إنهم محقون بالتوجه الى هناك (سوريا). علينا الاستماع الى كل الأطراف»، مضيفاً «لو أتيحت لي فرصة التوجه إلى سوريا لكنت ذهبت بالتأكيد».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد