الأردن: النظام مستمرٌّ في استهداف ناهض حتّر
يواصل النظام الأردني محاصرة ناهض حتّر حتى بعد مقتله، إذ ترفض السلطات حتى يومنا إقامة حفل تكريم له في أي من القاعات التابعة للمؤسسات الثقافيّة والشبابية الأردنية، وذلك في سابقة جديدة تضاف إلى سجل استهتار النظام بالقانون وبالعدالة.
وهي المرة الأولى التي تُعَرقل فيها إقامة حفل تأبين لشخصيّة عامّة، حتى ولو كانت محسوبة على المعارضة.
وتقول مصادر مقربة من أسرة حتر إنّ «ذريعة السلطات الأردنيّة هي الحرص على الأمن والأمان وتجنب حدوث احتكاكات بين خطوط الانقسام في المجتمع الأردني» (القاتل يتبع التنظيمات الإرهابيّة التي تقاتل الدول الوطنيّة في العراق وسوريا، والشهيد مسيحي بالولادة من أصول شرق أردنيّة، ومعروف بيساريته، وبانحيازه إلى محور المقاومة في المشرق العربي). لكن اللجنة التحضيريّة لتأبين ناهض حتّر أدانت ذلك التبرير، مذكّرة في بيان مفتوح بعجز السلطات المتعمد عن حمايته، رغم إبلاغها مسبقاً بالتهديدات المتكررة لحياته.
ويبدو أن العائلة تلقت إشارات بإمكان تغاضي السلطات عن عقد الحفل في «قاعة ذات غطاء مسيحي» في مدينة صغيرة خارج العاصمة، ودون مشاركة عربيّة من خارج الأردن، وهو ما يعتقد أنه سيواجه بالرفض، خاصة أنّ ناهض حتر ملك لكل الأردنيين، وهو في حياته، وحتى في استشهاده، بقي مترفعاً عن كل الهويات المتخيّلة التي يحسن النظام الأردني التلاعب بها منذ تأسيس الإمارة الأولى، وكان دائماً جزءاً لا يتجزأ من خط وطني تقدمي مقاوم عبر المشرق العربي.
ويأتي هذا التعنت الأردني في سياق متصاعد لاستهداف مواقف ناهض حتّر التي كانت تدافع عن سوريا والمشرق العربي في مواجهة الهجمة الأميركيّة، وهي حملة قديمة متجددة، بدأت ــ في دورتها الأخيرة ــ قبل شهرين من اغتياله، من خلال مقالات وخطابات تحريضيّة في الصحف الموالية لتيار الإخوان المسلمين، والمواقع الإخبارية المحلية، وفي وسائل التواصل الاجتماعي من قبل منتسبين إلى التيارات الإسلاميّة المعروفة بتحالفها مع النظام الأردني، إلى جانب رسائل الترهيب التي حملتها غير شخصيّة أردنيّة إلى حتر.
وقد دعت اللجنة التحضيريّة في بيانها «رفاق الشهيد ومحبيه إلى إقامة مهرجانات تكريم عدة، تليق بفكره ونضاله وشجاعته، في كل مكان يتسنى فيه ذلك»، ما دامت سلطات بلاده مصرّة على تغييب ذكراه كما تآمرت لتغييب جسده. وعُلم أن اتصالات بهذا الخصوص تجري في كل من بيروت ودمشق (المدينتان اللتان أحبهما ناهض حتر)، إضافة إلى خطة تصعيد سلمي في مسقط رأسه.
ندى أحمد
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد