تمديد التهدئة الإنسانية في حلب
أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي الروسي فلاديمير بوتين، بالإتفاق مع القيادة السورية، قرر تمديد التهدئة الإنسانية في مدينة حلب لإجلاء المصابين وخروج “المسلحين” الراغبين بالانسحاب من المدينة.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله إن “بوتين لم يصرح باستئناف القصف الجوي على مواقع الإرهابيين في حلب ممددا بذلك التهدئة الإنسانية وأنه يعتبر استئناف الغارات الجوية في حلب أمرا غير مفيد في الوقت الراهن” مشددا على أن هذه التهدئة الإنسانية المتمثلة في تعليق تحليق الطيران الروسي والسوري تشمل حلب فقط.
وتابع بيسكوف “هيئة الأركان الروسية تتولى القيادة العملياتية والتكتيكية وفيما يخص وضع المهمات الاستراتيجية واتخاذ القرارات الاستراتجية فيتخذها طبعا القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية”.
وأوضح بيسكوف “أن بوتين لدى اتخاذ تلك القرارات سيعتمد على تقييمات هيئة الأركان الروسية والبيانات حول التطورات الميدانية والرئيس الروسي يرى إمكانية لتمديد التهدئة الإنسانية لإجلاء المصابين ولخروج المسلحين الراغبين بالانسحاب من المدينة” مبينا أن “هناك أمرا مهما آخر إذ يمنح هذا القرار واشنطن إمكانية الاستفادة من تمديد التهدئة للوفاء بالتزاماتها الخاصة بالفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين”.
ولم يشر الناطق باسم الرئيس الروسي إلى الحدود الزمنية للتهدئة الإنسانية موضحا أنه لا يستطيع الإجابة عن سؤال متى سيعود بوتين إلى النظر في إمكانية استئناف الغارات على حلب.. واستدرك قائلا.. “يمكنني أن ألفت انتباهكم إلى أن الهدف الأولي يكمن من وجهة نظر بوتين في ضمان خروج المصابين والسماح للمسلحين الراغبين في ذلك بالانسحاب من المدينة”.
وردا على سؤال حول اتصالات محتملة بين الرئيسين الروسي والأمريكي حول الوضع في حلب قال بيسكوف “إن بوتين لا يخطط في الوقت الراهن لإجراء أي اتصالات مع نظيره الأمريكي”.
وفي وقت سابق اليوم أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الروسى أنها طلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة السماح باستئناف الضربات الجوية على مواقع الإرهابيين في حلب.
وأوضح رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الفريق سيرغي رودسكوي أن هذا القرار “تم اتخاذه بسبب استمرار سفك دماء المدنيين فى حلب من قبل التنظيمات الإرهابية واستئناف الإرهابيين العمليات القتالية ضد القوات الحكومية”.
واستشهد اليوم 13 شخصا وأصيب 106 آخرون بينهم نساء وأطفال جراء اعتداء التنظيمات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على الأحياء السكنية في مدينة حلب.
وأشار رودسكوي إلى أن تعليق طلعات طائرات القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو السورى مستمر منذ 10 أيام فى منطقة عمقها 10 كم حول مدينة حلب مبينا أن “ثلاث مجموعات إرهابية شنوا هجوما اليوم انطلاقا من مناطق غربي المدينة على مناطق انتشار وحدات الجيش السوري بدعم 20 دبابة و15 مدرعة ووابل من نيران المدفعية والراجمات” وذلك بالتزامن مع هجوم للتنظيمات الإرهابية انطلاقا من الأحياء الشرقية باتجاه أحد الممرات الإنسانية المفتوحة لخروج المدنيين من تلك الأحياء.
وكان مصدر عسكري أفاد اليوم بأن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الحليفة أحبطت هجوما واسعا قام به إرهابيو “جبهة النصرة” في الساعات الأولى من صباح اليوم على عدة محاور باتجاه جنوب وغرب حلب وذلك بعد تكبيد التنظيم التكفيري خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد الحربي.
وأضاف رودسكوي “توجهنا إلى القائد الأعلى للقوت المسلحة بطلب استئناف الضربات الجوية على المجموعات المسلحة في أحياء حلب الشرقية”.
وأكد رودسكوي أن كل الممرات الإنسانية التي سبق أن فتحت لخروج المدنيين من الأحياء الشرقية في حلب ما زالت مفتوحة وتعمل على مدار الساعة مشددا على أن سبب فشل العملية الإنسانية في شرق حلب يعود إلى ضعف الإجراءات التمهيدية لها من جانب الأمم المتحدة وإخفاق واشنطن والدول المعنية الأخرى في الاستفادة من تأثيرها على ما يسمى “المعارضة المعتدلة”.
وتابع إن الجانبين الروسي والسوري مستعدان رغم كل ذلك لإعلان فترات تهدئة جديدة في المدينة ولإحلال نظام وقف الأعمال القتالية مضيفا “إننا نتخذ كل الإجراءات لاستعادة استقرار الوضع.. ونحن مستعدون للنظر في أي مقترحات حول تحسين الوضع الإنساني بحلب بما في ذلك إعلان فترات تهدئة إنسانية شريطة عدم استخدامها من قبل المسلحين لتحقيق أغراضهم”.
وكشف رودسكوي أن الخبراء الروس يعملون مع نظرائهم من الولايات المتحدة وعدد من دول منطقة الشرق الأوسط من أجل وضع مقترحات جديدة حول استعادة استقرار الوضع في حلب.
في سياق آخر كشف رودسكوي عن تكثيف “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن للغارات الجوية في محيط الموصل بما في ذلك باستخدام قاذفات “بي 52” الاستراتيجية مرجحا أن يؤدي ذلك إلى تنامي الخسائر في صفوف السكان المدنيين.
وذكر أن طائرة حربية أمريكية شنت في 24 تشرين الأول غارة على مدرسة في تلكيف شمالي الموصل ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين وفي 23 تشرين الأول وجهت طائرات أمريكية ضربة بما لا يقل عن 5 صواريخ موجهة إلى حي سكني في مدينة الشورة جنوبي الموصل.
وأكد أن وزارة الدفاع الروسية تقدم كل البيانات المتوفرة لديها حول تلك الغارات لوسائل الإعلام معربا عن أمله في أن تفي واشنطن بوعدها الخاص بإجراء تحقيق في تلك الحوادث.
من جهتها أكدت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو وبالإتفاق مع دمشق مستعدة لإعلان تهدئة إنسانية جديدة في حلب شريطة ألا يستغلها الإرهابيون.
وبينت الوزارة إن خبراء عسكريون من روسيا وأمريكا ودول أخرى يدرسون مقترحات حول وقف الأعمال القتالية بحلب، مضيفة انها طلبت إذن الرئيس فلاديمير بوتين لاستئناف الضربات الجوية على مواقع الإرهابيين في حلب.
ولفتت الوزارة إلى أن “روسيا دعت المنظمات الدولية لإجراء تحقيق في قصف الإرهابيين للأحياء السكنية في حلب”.
وكالات
إضافة تعليق جديد