الجعفري: بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن جزء أساسي من المشكلة الإنسانية في سورية
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري عقب جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم حول الوضع الإنساني في سورية أن الحكومة السورية تعمل باستمرار وبالتعاون مع الامم المتحدة لإيصال الدعم الإنساني إلى جميع السوريين المحتاجين دون أي تمييز مبينا أن إثارة الوضع الإنساني في سورية لها هدف واحد وهو استخدام هذا الملف كطريقة للضغط على سورية قبل بدء الجولة التالية من الحوار السوري السوري.
وشدد الجعفري في تصريح للصحفيين على أن التعامل مع الوضع الإنساني في سورية يجب أن يمر عبر الحكومة السورية معربا عن أسفه لكون بعض الأعضاء المؤثرين في مجلس الأمن هم أنفسهم جزء لا يتجزأ من تدهور الحالة الإنسانية في سورية.
وقال الجعفري “إن بعض الحكومات سهلت دخول الإرهابيين إلى سورية ورعت الحملات الدعائية ضدها وشوهت الحقائق وأرادت القضاء على السيادة السورية وظلت تحاول فعل ذلك بكل الطرق طيلة خمس سنوات لكنها لم ولن تنجح.. وهم من حين لأخر يصطنعون أزمات كالأزمة التي تعامل معها مجلس الأمن حول مشكلة الدعم الإنساني للمناطق المحاصرة”.
وأوضح الجعفري أن المسالة الأهم هي مكافحة الإرهاب الذي رعاه وموله أولئك الذين يثيرون مشكلة الدعم الإنساني في سورية لافتا إلى أن هذه الدول كان بإمكانها أن تساعد السوريين وتختصر معاناتهم بإنهاء سياسات النظامين السعودي والتركي اللذين سهلا وصول الإرهابيين من جميع أنحاء العالم الى سورية حيث ان التقارير تشير الى وجود 80 ألف إرهابي من جنسيات مختلفة في سورية مع أن التقديرات تشير الى أن أعدادهم أعلى من ذلك بكثير.
وأشار الجعفري إلى أن الحكومة السورية تعمل باستمرار وبالتعاون مع الأمم المتحدة لإيصال الدعم الإنساني إلى جميع السوريين المحتاجين دون أي تمييز كما أنها أظهرت الالتزام الكامل خلال الحوار السوري السوري بجنيف لحل الازمة.
ورأى الجعفري أن إثارة الوضع الإنسانى في سورية لها هدف واحد وهو استخدام هذا الملف كطريقة للضغط على سورية قبل البدء بالجولة التالية من الحوار السورى السورى وأضعاف الموقف السوري وخاصة بعد النجاح الذى تم تحقيقه خلال الجولة الماضية.
وفند الجعفري الاتهامات الخاطئة لبعض أعضاء مجلس الأمن حول أن الحكومة السورية تعرقل وصول المساعدات الانسانية مشيراً إلى تعاونها خلال سنوات الأزمة مع الأمم المتحدة ووكالاتها في إيصال هذه المساعدات إلى ملايين المحتاجين وما تم إنجازه في هذا السياق مع بداية الشهر الجاري لافتاً إلى أن الحكومة السورية تأخذ بعين الإعتبار سلامة العاملين في الأمم المتحدة وتضمن كذلك وصول المساعدات إلى من يحتاجون إليها وليس إلى أيدي المجموعات الإرهابية.
وقال الجعفرى: “لو كان الأمر متروكاً لبعض أعضاء مجلس الأمن كانوا سيودون أن يلقوا أسلحة جواً وليس مساعدات غذائية أو إنسانية” موضحاً أنه تم وضع استجابة إنسانية لمدة 6 أشهر كما يتم إكمال الجزء الثاني من خطة تم وضعها بالاتفاق مع الأمم المتحدة.
ورداً على أسئلة الصحفيين قال الجعفري : “من يرد أن يساعد السوريين في مجال المساعدات الإنسانية أو في مجال مكافحة الإرهاب فعليه أن يتصل بقناة معروفة اسمها الحكومة السورية لا يمكن لأحد أن يكافح الإرهاب نيابة عن الحكومة السورية أو الشعب السوري لا يمكن لأحد أن يسقط جواً أو براً أو بحراً أي مساعدة للسوريين المحتاجين إذا كان هناك ضرورة لذلك دون المرور عبر قناة رسمية اسمها الحكومة السورية لا يمكن لأحد أن ينجح في المجال السياسي ولا في المجال الإنساني بتجاهل الحكومة السورية هذه هي معضلة البعض منذ خمس سنوات لأن هذا البعض منخرط أساساً في الحرب الإرهابية التي تشن على الشعب السوري وإن كان على شكل عقوبات اقتصادية”.
وأشار الجعفري إلى أنه تم فرض عقوبات اقتصادية جائرة على الشعب السوري منذ اليوم الأول وقضت هذه العقوبات على فرص العمل وشلت عمل المصارف ودفعت مئات الألوف من الشباب للهجرة.
وبين الجعفري أن بعض أعضاء مجلس الأمن ضغطوا قبل سنتين من أجل تبني القرار 2165 حول الممرات الإنسانية على الحدود السورية مع تركيا والأردن وارتكبوا نفس الخطأ لأن هذه الممرات لإيصال المساعدات الإنسانية سيتم استخدامها لتزويد الإرهابيين بالأسلحة لافتاً إلى أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وضع 18 عاملاً في السجن لأنهم قالوا إن إحدى تلك القافلات لم يكن فيها حليب وإنما أسلحة والآن يعيدون نفس الخطأ عبر القول إن أفضل طريقة لمساعدة السوريين هي إلقاء المساعدات من الجو.
وأشار الجعفري إلى أن التنظيمات الإرهابية تستخدم الحدود لإدخال أسلحة كيميائية واستخدامها كما حصل في خان العسل بحلب لافتاً إلى أن بعض دول مجلس الأمن لا تريد المساعدة في معرفة من استخدم السلاح الكيميائي في خان العسل واصطنعوا هذه المشكلة للإساءة إلى الحكومة السورية.
وقال الجعفري: “إن بعض أعضاء مجلس الأمن يريدون الاعتداء على السيادة السورية وإنكار الدور الذي تقوم به الحكومة السورية لاتهامها وتسييس الوضع الإنساني في سورية بدلاً من إيقاف المد الإرهابي إليها كما أن هذه الدول تعمل على عرقلة العملية السياسية” لافتاً الى أن وفد “معارضة الرياض” انسحب من محادثات جنيف ورفض الدخول في أي محادثات مباشرة وفي كل مرة يصطنعون عذراً لتصرفهم غير المسؤول.
وأكد الجعفري أن الحرب المعلنة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي من قبل “التحالف الدولي” سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة لم تعط أي نتيجة على مدى سنتين فهناك تضليل في مسألة مكافحة الإرهاب متسائلاً كيف يمكن للإرهابي الاسترالي والكندي والبلجيكي والفرنسي والبريطاني والليبي والتونسي أن يدخل إلى سورية عبر تركيا بعد أن يجتاز عشرات آلاف الكيلومترات ومن يعطيه “الفيز” وثمن بطاقة السفر ومن يدربه بالمخيمات في تركيا ومن يسهل تنقله عبر الحدود .
سانا
إضافة تعليق جديد