تركيا تغلق حدودها بوجه المغادرين وتسمح بعبور الإرهابيين إلى سورية
اعتقلت السلطات التركية في الآونة الأخيرة مئات السوريين في شتى ولاياتها بذريعة دخولهم بطريقة غير مشروعة وقادتهم إلى بلدة سرمدا الحدودية (شمال غرب إدلب) قرب معبر باب الهوى الذي أغلقته الجمعة الفائت أمام حركتهم إلى داخل الأراضي التركية، في الوقت الذي لا تزال حدودها مفتوحة على مصراعيها أمام تدفق مسلحي التنظيمات الإرهابية إلى داخل الأراضي السورية من كل دول العالم.
وأكدت مصادر أهلية في سرمدا بأن البلدة باتت تغص بالمئات من السوريين الذين جرى ترحيلهم قسراً من تركيا بزعم أنهم لا يملكون وثائق إقامة فيها وأن الكثير منهم لا يملكون نقوداً للتنقل إلى قراهم وبلدانهم ومن دون أن تتدخل الجمعيات والمنظمات التي تعمل في مجال الإغاثة لمؤازرتهم والتخفيف عنهم.
وأوضحت المصادر أن المناطق الحدودية القريبة من باب الهوى لا تزال مفتوحة أمام عمل المهربين الذين راحوا يتقاضون مبالغ كبيرة مقابل إدخال السوريين إلى الأراضي التركية بعد أن شددت السلطات التركية إجراءات الرقابة في وجه العابرين إليها مع التراخي أمام حركة القادمين إلى الأراضي السورية ومعظمهم من «المسلحين» العرب والأجانب ممن يقاتلون في صفوف تنظيمي داعش وجبهة النصرة، المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، ولفتت إلى أن قرار إغلاق معبر جلفا غوزو المقابل لمعبر باب الهوى يشمل السوريين المغادرين إلى تركيا ولا يشمل القادمين منها أو العرب والأجانب الراغبين بالانخراط في صفوف التنظيمات الإرهابية.
وأغلقت تركيا حتى إشعار آخر في 3 الجاري معبر باب الهوى الوحيد الذي يصل مناطق سيطرة التنظيمات المسلحة في سورية في ظل توقف بوابة السلامة في اعزاز عن العمل جراء المعارك التي اقتربت منها أثناء تقدم الجيش العربي السوري و«وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية منها الشهر الفائت.
وأشار خبير عسكري إلى أن قرار تركيا إغلاق معبر باب الهوى الهدف منه ذر الرماد في عيون المراقبين والدول التي تبذل جهوداً لمكافحة الإرهاب، ويراد منه الإيحاء بأن تركيا تشدد إجراءاتها الأمنية على الحدود لمنع تنقل عناصر التنظيمات الإرهابية، في حين في الواقع تضغط على السوريين من غير المسلحين فقط، بدليل مقتل أكثر من 15 منهم في أسبوع واحد من تلك الإجراءات سقطوا أثناء محاولتهم التسلل إلى داخل الأراضي التركية ولم تبذل في المقابل أي جهود لمنع تسلل القادمين تهريباً من تركيا.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد