كيف ترى المرأة العاملة حياتها

18-01-2007

كيف ترى المرأة العاملة حياتها

التقينا بعدة فتيات من تلك الشريحة وكانت على النحو التالي :

الآنسة عبير عيد تقول مضى على عملي في إحدى مؤسسات الدولة ثماني سنوات بعد تخرجي من كلية الاقتصاد والآن أنا على أبواب الثلاثينيات ولم أشعر طوال تلك الفترة بأن عملي مفيد أو ذو فعالية فأنا وزميلاتي نعد ساعات الدوام بانتظار انقضائها وأثناء تواجدنا بالعمل إما أننا نتناول القهوة والشاي أو أننا نتحدث عن هذا وذاك وعلى الرغم من وجود أقسام فعالة في المؤسسة ومنتجة وذات مهمات دائمة ومتجددة إلا أنها تكاد تكون شبه مقتصرة على الموظفين من الرجال.‏

لذا قررت أن أشترط على أي عريس سيتقدم إلى خطبتي تركي للعمل والاستقرار في المنزل علني أحقق النجاح على صعيد ما غير العمل.‏

الآنسة غزوة محمد تقول : لم تتسنّ لي فرصة الدخول بالجامعة بعد حصولي على الشهادة الثانوية فقررت العمل ولكن لم تتح لي تلك الفرصة سوى في إحدى شركات الأدوية الخاصة التي تستمر ساعات العمل فيها لمدة 12 ساعة من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً مقابل أجر زهيد والآن مضى على عملي فيها ثلاث سنوات شعرت خلالها بأنني انقطعت عن العالم الخارجي عن أهلي وصديقاتي وبت أخشى أن أتحول إلى آلة مثل الآلات التي أعمل عليها لذا فكرت كثيراً بترك العمل .‏

ولكنني خشيت من الوقوع بالفراغ وأنا الآن لا أرى مناصاً يخلصني من هذا الوضع السيىء إلا في الزواج فقد أصبحت من أنصار ترك العمل والتفرغ للبيت والأسرة بعدما كان رأيي عكس ذلك.‏

الآنسة رواد موظفة في شركة الألبسة تقول أمي هي التي سعت لي بتأمين العمل هنا حيث كانت تعمل فيه لمدة ثلاثين عاماً لكنها لم تكن تتمتع براتبها لقاء عملها فقد كان والدي يأتي كل أول شهر وينتظرها عند باب الشركة كي يأخذ الراتب حيث يبرمج جميع الأقساط على راتبها مثل إيجار البيت والفواتير بحيث لا يبقى لها مصروف شخصي فيقوم بإعطائها بعض الملاليم من راتبه ويمننها بذلك.‏

وعلاوة على ذلك فهو لا يتغاضى عن أي تقصير منزلي من قبل والدتي فيقوم بتأنيبها ومعاقبتها وفي كثير من الأحيان بالصراخ عليها.‏

وهكذا أضاعت أمي عمرها بالعمل داخل وخارج المنزل ولم أشعر بأنها كانت سعيدة لذلك أنا أفضل أن يتم تقاسم العمل بين الزوجين فيعمل هو خارج المنزل وتعمل هي داخله حتى ولو أدى ذلك إلى ضغط بعض المصاريف المادية وأنا الآن مخطوبة واتفقت مع خطيبي على ترك العمل بمجرد أن يتم تسجيل عقد الزواج بالمحكمة وقبل إجراء حفل الزواج فوافق بل وأعرب عن سعادته بهذا القرار حيث عزفت له على وتر رجولته.‏

الآنسة سميرة وقاد تعمل معلمة مدرسة بقرية بعيدة عن محافظتها لأنها تؤدي خدمة الريف وهي تقول أتمنى أن يأتيني زوج أحواله المادية جيدة كي يخلصني من عناء السفر والغربة ويجعلني سيدة بيت فقط أهتم بشؤون المنزل وبزوجي وأولادي وأخصهم بكل طاقاتي.‏

التقينا السيدة زهراء فتال الاختصاصية الاجتماعية تقول : هذه الظاهرة لا تخدم النساء بشكل عام لأن علاقتهن بالرجل تصبح علاقة تبعية واتكالية والزواج كما هو معروف مؤسسة تعتمد على مبدأ الشراكة فمثل تلك الآراء تؤثر سلباً على مشاركة المرأة في تنمية المجتمع والتي كافحت من قبل ومازالت كي تحصل فيه على فرص عمل مماثلة للرجل.‏

ولكن كي لا نظلم تلك الشريحة يمكننا القول إن هناك عوامل نفسية تفسر رغبتهن بترك العمل خارج المنزل وتتمثل تلك العوامل بالضغوط المضاعفة على المرأة العاملة حيث عملها خارج المنزل لا يعفيها من القيام بأعباء المنزل الكبيرة وبتربية الأولاد وربما تعليمهم فتفضل التفرغ لأشغال المنزل ويبدو أيضاً أن شعور بعضهن بعدم الكفاءة المهنية رغم حصولهن على شهادات عالية أو عدم تقدير عملهن وتعرضهن للتأنيب من مرؤوسيهن جعلهن معرضات للضغط ومفضلات ترك العمل خارج المنزل.‏

وللثقافة التقليدية المنتشرة في المجتمعات الشرقية أثر كبير في حصر دور المرأة في البيت وهذه الثقافة مازالت شائعة بشكل كبير وتلقى استحساناً من كثير من الفئات فعندما تطرح المرأة رغبتها بالتفرغ لبيتها وزوجها وأولادها تعرف تماماً أن موقفها سيكون مقبولاً بل وسيلقى التشجيع الكامل من محيطها.‏

وأخيراً نقول إذا شعرت المرأة بالتوازن النفسي وعدم تعرضها لمختلف الضغوط فإنها ستدرك تماماً أن عملها خارج المنزل يكسبها الكثير من الميزات على الصعيدين المادي والمعنوي وهنا أود أن أشير إلى أهمية دور الزوج وذلك من خلال تقاسم مسؤوليات المنزل بينهما وعدم نصب محكمة للزوجة بشكل عام والعاملة بشكل خاص لأدنى تقصير قد يصدر عنها.‏

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...