أوباما يهاجم الأسد وروسيا تناور متوسطياً وتقترح تنسيقاً عسكرياً مع دمشق
دعت موسكو واشنطن، أمس، إلى استئناف التعاون العسكري المباشر لتفادي وقوع «حوادث عارضة» قرب سوريا، في وقت أطلقت فيه روسيا مناورات بحرية جديدة قرب الشواطئ السورية، وأرسلت فيه أنظمة مضادة للطائرات متطورة.
وفي وقت دافعت فيه روسيا مجدداً عن إرسال أسلحة إلى القوات السورية، طالبت التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، بالتنسيق مع دمشق، حيث إن «القوات البرية الأكثر فاعلية والأقوى في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية هي قوات الجيش السوري».
وسارع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الرد، معتبراً أن الإستراتيجية الروسية القائمة على دعم النظام السوري «آيلة إلى الفشل».
وقال أوباما، في قاعدة فورت ميد العسكرية بولاية ميريلاند لمناسبة ذكرى هجمات 11 أيلول، «نتقاسم مع روسيا الرغبة في مكافحة التطرف العنيف». وأضاف «إذا كانوا مستعدين للعمل معنا ومع الدول الـ60 التي يتألف منها الائتلاف فعندها ستكون هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق انتقالي سياسي» في سوريا.
وتابع أوباما ان «الخبر السيئ هو مضي روسيا بالاعتقاد أن (الرئيس بشار) الأسد شخص يستحق الدعم»، واعدا بنقل رسالة واضحة إلى روسيا مفادها «لا يمكنكم المضي في اعتماد استراتيجية آيلة إلى الفشل». وكرر أن الأسد شخص «مدمّر لشعبه» وحوّل بلاده إلى منطقة تجذب «الجهاديين من كل المنطقة».
واعتبر أن زيادة تدخل روسيا العسكري في سوريا مؤشر على قلق الأسد ولجوئه للمستشارين الروس لمساعدته.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المنغولي لونديغ بورفسورين في موسكو، أن روسيا ستواصل تزويد القوات السورية بالسلاح لمساعدتها على التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش».
وقال «سوف نواصل تسليم هذه المعدات العسكرية للدولة السورية لتأمين قدراتها الدفاعية في محاربة التهديد الإرهابي».
وقال لافروف «التنسيق مهم لتجنب وقوع حوادث غير مقصودة. لقد تحدثنا عن ذلك منذ بداية الأعمال التي يقوم بها هذا التحالف بقيادة زملائنا الأميركيين. نحن ما زلنا نناشد أعضاء التحالف أن يبدأوا التعاون مع الحكومة السورية والجيش السوري»، موضحاً انه من أجل شن ضرباته يتحتم على الائتلاف «التعاون مع قوات برية، إلا أن القوات البرية الأكثر فاعلية والأقوى في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية هي قوات الجيش السوري».
وأكد لافروف أن روسيا تدعو إلى أن تكون مكافحة التنظيم «عملا جماعيا يتم طبقا لمعايير القانون الدولي»، مضيفاً ان روسيا «ستواصل إمداد الحكومة السورية بالتجهيزات الضرورية من أجل أن تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة الخطر الإرهابي».
وشدد لافروف على أن «روسيا تدعم ليس نظام (الرئيس) بشار الأسد، بل الجهود التي تبذلها دمشق من أجل مكافحة الإرهاب». وقال إن «العديد من الدول الأوروبية بدأت تدرك أن موقف التحالف من التعاون مع دمشق يعد ضارا، كما أنها ترى ضرورة تحديد الأولويات في مكافحة الإرهاب. إذا كانت الأولية تتعلق بمكافحة الإرهاب، فعلينا أن نترك الاعتبارات الظرفية مثل تغيير النظام في سوريا جانبا».
وأعلن لافروف أن البنتاغون أوقف التعاون في العمليات مع الجيش الروسي، لكن هذا التعاون ينبغي استئنافه، نظراً لأن الجيشين الأميركي والروسي يعملان في سوريا وحولها.
وقال «نحن ندعم دائما فكرة تحدث الجيشين مع بعضهما البعض. إنهما يفهمان بعضهما البعض جيداً. وهذا أمر مهم لتجنب الحوادث العارضة غير المرغوب فيها. كان هذا موضوعا خاصا في مجلس روسيا - حلف شمال الأطلسي. والآن كل ذلك، وأكرر، أُوقف في إطار مبادرة من الجانب الأميركي».
وكشف لافروف عن أن روسيا تجري تدريبات عسكرية في البحر المتوسط تستمر لفترة، وبما يتماشى مع القانون الدولي. وقال «في ما يتعلق بالتدريبات في البحر الأبيض المتوسط، سأقول من البداية إنه ليس لدي معلومات حول جدولها الزمني. ولكن من المعروف جيداً أن قواتنا البحرية تقوم بها على أساس منتظم. وتتم هذه التدريبات بما يتماشى بالكامل مع قواعد القانون الدولي المتفق عليها لمثل هذا الأمور».
وقال مصدر مقرب من البحرية الروسية، لوكالة «رويترز»، إن «مجموعة من خمس سفن للبحرية الروسية، مزودة بصواريخ موجهة، أبحرت للقيام بمناورات في المياه الإقليمية السورية، ويحتمل أن يشمل ذلك إطلاق صواريخ». وأضاف «سيتدربون على صد هجوم من الجو، والدفاع عن الساحل، وهو ما يعني إطلاق نيران المدفعية وتجربة أنظمة الدفاع الجوي القصيرة المدى».
إلى ذلك، قال مسؤولان غربيان ومصدر روسي إن موسكو ترسل نظاماً صاروخياً متقدماً مضاداً للطائرات إلى سوريا. وقال المسؤولان الغربيان «القوات الروسية هي التي ستشغل نظام بانتسير اس 1 لا السوريون. والأسلحة في طريقها إلى سوريا لكنها لم تصلها حتى الآن».
وقال أحد المصدّرين، وهو ديبلوماسي غربي يطلع بانتظام على تقييم أجهزة استخبارات أميركية وإسرائيلية وغيرها، ان «النظام نسخة متطورة تستخدمها روسيا، وهذا يعني أن الروس سيشغلونه في سوريا». وأكد مسؤول أميركي هذه المعلومة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد