الدولار الى ادنى مستوياته منذ عام
لم يتمكن الدولار من الخروج من دائرة الضعف التي وقع فيها ازاء العملات الرئيسية الاخرى بقيادة الاورو، مع انحسار توقعات رفع معدل الفائدة الاساس عليه الى اكثر من 5,00 في المئة هذه السنة في ضوء ما عكسته المواقف التي أعلنها رئيس الاحتياط الفيديراليبن برنانكي اول من امس، وما تضمنه التقرير الدوري للاحتياط المعروف بالـBeige Book وغير ذلك من معطيات، في وقت لم يعد من المستبعد ان يتجاوز معدل الفائدة الاساس على العملة الاوروبية الـ3,00 في المئة في الفترة عينها.
وجاء ما يعزز هذا الاعتقاد امس بعد صدور التقديرات الاولية لاجمالي الناتج المحلي الاميركي خلال الفصل الاول من السنة التي اظهرت انه ارتفع بنسبة 4,8 في المئة، اي دون التوقعات التي كانت ترجح ارتفاعه بنسبة 4,9 في المئة، في مقابل 1,7 في المئة خلال الفصل الرابع من السنة الماضية، ولا سيما بعدما تبين ان مؤشر الاسعار المحتسب على اساس اجمالي الناتج المحلي، والذي يعوّل على تطوره كثيراً الاحتياط الفيديرالي في تحديد سياسته النقدية، لم يرتفع اكثر من 2,00 في المئة في مقابل 2,4 في المئة في الفترة عينها، في اشارة الى غياب المظاهر التضخمية التي تستدعي عادة تشدداً نقدياً للجمها.
الى ذلك، عانى الدولار المراجعة النهائية لجامعة ميتشغن لمؤشر ثقة المستهلكين في الاقتصاد الاميركي الذي تعده والذي تراجع من 89,2 نقطة في تقديرات اولية الى 87,40 نقطة في نيسان في مقابل 88,9 نقطة في آذار، ولا سيما ان الانفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة يشكل عادة ثلثي إجمالي الناتج المحلي فيها، وكذلك عانى اعلان مديري المشتريات الخاص بالقطاع الصناعي في شيكاغو ان مؤشرهم الشهري تراجع من 60,40 نقطة في آذار الى 57,20 نقطة في نيسان، بمقدار ما يعكسه هذا التطور من تباطؤ في وتيرة نمو هذا القطاع.
وكان سبق ذلك صباحاً ان لقي الاورو دعماً من اعلان المصرف المركزي الاوروبي ان حجم الكتلة النقدية (M3) في منطقته ارتفع بنسبة 8,6 في المئة في آذار بوتيرة سنوية في مقابل 7,9 في المئة في شباط، في تطور من شأنه ان يؤسس لضغوط تضخمية تستدعي تشدداً نقدياً، ولا سيما بعدما اعلن المكتب الاوروبي للاحصاء (اوروستات) ان معدل التضخم في هذه المنطقة ارتفع من 2,2 في المئة في آذار الى 2,4 في المئة في نيسان، وكذلك المفوضية الاوروبية التي اعلنت ان مؤشر الثقة الاقتصادية في منطقة الاورو ارتفع ايضاً من 103,60 نقاط الى 105,30 نقاط في الفترة عينها.
وقد تداخلت كل هذه المعطيات دافعة بالاورو صعودا فوق عتبة الـ 1,26 دولار، للمرة الاولى منذ ايار 2005، الامر الذي ضغط على الورقة الخضراء وجعلها تقفل في نيويورك كالآتي:
- 1,2610 للاورو في مقابل 1,2535 اول من امس.
- 1,8230 للجنيه الاسترليني في مقابل 1,8020.
- 1,2415 فرنك سويسري في مقابل 1,2585.
- 113,85 ينا يابانيا في مقابل 114,15.
- 1,1170 دولار كندي في مقابل 1,1235.
ومع عودة اسعار النفط الى الارتفاع، نشطت المضاربات على المعادن الثمينة التي زاد الاقبال عليها على نحو لافت عشية عطلة نهاية الاسبوع، فاقفلت اونصة الذهب في نيويورك بـ 651,80 دولارا في مقابل 633,30 دولارا اول من امس، بعدما ثبتت في لندن بـ638,25 دولارا قبل الظهر وبـ 644,00 دولارا بعده، شأن الفضة التي اقفلت الاونصة منها بـ 13,51 دولارا في مقابل 12,47 دولارا في الفترة عينها بعدما ثبتت ظهرا بـ 12,55 دولارا.
ومضت اسواق الاسهم الاوروبية في الهبوط متأثرة سلباً باستمرار ارتفاع الاورو الى اعلى مستوياته ازاء الدولار منذ نحو سنة في تطور من شأنه الحاق الضرر بالشركات الاوروبية المصدرة، في وقت جاء تزايد احتمالات رفع معدلات الفائدة في منطقة الاورو بعد التوسع اللافت في المعروض النقدي في هذه المنطقة في آذار وارتفاع التضخم فيها بما فاق المعدل المستهدف لهذه السنة، ليشكل عاملاً محبطاً للمبادرات في اتجاه التوظيف في البورصات الاوروبية، فكان ان تجاهل المتعاملون النتائج الفصلية الجيدة لشركات عدة (سان غوبان، شنايدر الكتريك، بيجو – ستروان...) ومضوا في التخلي عن الاسهم على نحو جعل مؤشر اكسترا داكس في فرنكفورت يتراجع 57,85 نقطة الى 6009,89 نقاط، ومؤشر "الفايننشال تايمس" في لندن 36,90 نقطة الى 6023,10 نقطة، ومؤشر "كاك 40" في باريس 25,15 نقطة الى 5188,40 نقطة.
واتجهت بورصتا وول ستريت وناسداك نزولاً بعد صدور بيانات اقتصادية متباينة في الولايات المتحدة حملت المتعاملين على التحفظ عن اتخاذ مبادرات في اتجاه الاسهم الأميركية في انتظار ما ستفضي اليه بيانات احصائية اخرى ستصدر الاسبوع المقبل. الى ذلك، كان للنتائج المخيبة التي أعلنتها شركة "مايكروسوفت" خلال الفصل الاول انعكاسها السلبي على قطاع التكنولوجيا، في وقت جاء ارتفاع اسعار النفط على خلفية عدم التزام ايران مطالب لجنة الطاقة الدولية التي دعتها الى التوقف عن تخصيب الاورانيوم، ليرخي بظلاله على أجواء السوق، فأقفل مؤشر داو جونز الصناعي متراجعا 15,37 نقطة على 11367,14 نقطة، ومؤشر ناسداك 22,38 نقطة على 2322,57 نقطة.
وسبق ذلك صباحا ان عانت بورصة طوكيو جني أرباح على معظم الاسهم التي ارتفعت اسعارها ولا سيما تلك العائدة الى شركات يابانية متجهة للتصدير، وذلك بعد الارتفاع الذي سجله الين ازاء الدولار الاميركي، فأقفل مؤشر نيكاي بخسارة مقدارها 208,31 نقاط على 16906,23 نقاط
المصدر: العرب أون لاين
إضافة تعليق جديد