واشنطن تقلص اعترافها بـ«الائتلاف» وخطة لمؤتمر حوار بموسكو
أكد وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف بعد لقائه أمس نظيره الأميركي جون كيري في بكين، أن واشنطن وافقت على عدم الاعتراف بـ«الائتلاف» كممثل وحيد للمعارضة السورية، تمهيداً لاستئناف المفاوضات السورية السورية وفق خطة روسية سيتم الكشف عنها غالبا نهاية الشهر، خلال زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين.
وأفاد مصدر دبلوماسي عربي في موسكو أن الخطة الروسية تعتمد على عقد حوار سوري سوري في موسكو يحضره إضافة إلى الوفد الرسمي السوري عدد من الشخصيات المعارضة من الداخل والخارج وفي مقدمتهم معاذ الخطيب الذي زار موسكو أول من أمس تلبية لدعوة من الخارجية الروسية حيث عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في الخارجية.
وقال المصدر إن واشنطن سحبت بالفعل اعترافها بالائتلاف كممثل وحيد للشعب السوري وأبلغتهم بذلك، وهي لا تمانع الخطة الروسية لاستئناف الحوار السياسي انطلاقا من ورقة جنيف1 التي تتحدث عن تأسيس حكومة انتقالية تمهد لانتخابات تشريعية ورئاسية في سورية.
ورجح المصدر أن يكون معاذ الخطيب هو من تراهن عليه موسكو ليقود الحوار من جانب المعارضة إضافة إلى عدد من أعضاء هيئة التنسيق الموجودين داخل سورية ومعارضين مستقلين موجودين في الخارج انشقوا مؤخراً عن الائتلاف الذي بات تحت سيطرة قطرية سعودية كلياً.
وختم المصدر: إن موسكو لم تحظ حتى الآن بموافقة دمشق على خطتها هذه، إلا أن زيارة الوزير المعلم إلى روسيا ستحمل الأفكار التي تطرحها دمشق لاستئناف المفاوضات وفي مقدمتها ضرورة موافقة المجتمعين على أن الأولوية هي لمكافحة الإرهاب، وهو ما سبق أن طالب به الوفد السوري في جنيف ورفضه الائتلاف.
ويبدو أن المبعوث الأممي الذي وصل إلى دمشق أمس على اطلاع بالخطة الروسية حيث قام قبل يومين بلقاء مع معاذ الخطيب في الدوحة قبل وصوله دمشق عبر بيروت، وقال مقربون من ستيفان دي ميستورا إنه يريد طرح بعض الأفكار المقبولة سورياً بـ«تجميد القتال» في عدد من المناطق ريثما تنطلق المفاوضات السياسية، الأمر الذي لم تعلق عليه دمشق ويحتاج إلى مزيد من التوضيحات كما قال الممثل الدائم لسورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وهي ما يتوقع أن يذكرها دي ميستورا للمسؤولين السوريين خلال زيارته لدمشق التي تستمر حتى الثلاثاء القادم.
وذكرت المصادر المقربة من دي ميستورا أن برنامج المبعوث الأممي كثيف للغاية حيث سيستقبله الرئيس بشار الأسد وسيلتقي كبار المسؤولين في وزارة الخارجية والمغتربين، كما يلتقي عدداً من ممثلي الأحزاب المعارضة الموجودة في دمشق لبلورة صيغة تتماشى مع الخطة الروسية لاستئناف المفاوضات.
ووصل الموفد الدولي بعد ظهر أمس إلى فندق شيراتون دمشق يرافقه نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، ولم يدل دي ميستورا لدى وصوله بأي تصريحات للصحفيين.
وفي مقاله الأسبوعي في صحيفة «البناء» اللبنانية، توعد المقداد الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والتركي رجب طيب أردوغان بانتصار الجيش العربي السوري في مدينة حلب وتحريرها من دنس «إرهابييهما».
واعتبر أن الدبلوماسية الفرنسية ونظيرتها التركية تتصرفان «بكثير من الهيستيريا»، للفشل الصارخ الذي حصده الرئيسان خلال محاولاتهما تنفيذ مخططاتهما ضد سورية، ورأى المقداد أن أردوغان وهولاند أصيبا بـ«الهيستيريا والدوار» إزاء اقتراب سقوط من يدعموهما من إرهابيين في حلب وانفضاح «جرائمهم» في المدينة.
من جانبه أكد وزير الإعلام عمران الزعبي خلال لقائه أمس وفد هيئة الدفاع عن سورية في السويد بحسب وكالة «سانا» للأنباء أن الحل السياسي في سورية لن يكون على حساب مكافحة الإرهاب ولن يسمح للتنظيمات الإرهابية المسلحة بأن تكون طرفاً فيه، مشدداً على أن الخروج من الأزمة في سورية يكون عبر الحوار الوطني بين السوريين أنفسهم.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد