حلب ما زالت عطشى.. بقرار «شرعي»
تعيش حلب يومها التاسع في ظل انقطاع تام لمياه الشرب عن المدينة، بعد قيام مسلحين يتبعون لـ«الهيئة الشرعية» المعارضة بقطع المياه عن المدينة، الأمر الذي بات يهدد سكانها «بأزمة إنسانية حادة» بحسب ما قال مصدر طبي.
وأوضح المصدر الطبي أن تحركات حكومية وأهلية تساهم في تخفيف ظمأ المواطنين بشكل نسبي، إلا أن هذه الإجراءات تبقى دون المستوى الذي يمكن لسكان المدينة من خلاله الاستمرار في الحياة، وذلك في وقت استقبلت فيه مستشفيات حلب أكثر من مئة حالة تسمم، يعتقد أنها ناجمة عن استخدام مواد غير قابله للاستهلاك.
مصدر متابع لملف المياه في حلب أشار، إلى أن المسلحين المتشددين التابعين إلى «الهيئة الشرعية»، وهي هيئة تضم عدة فصائل متشددة أبرزها «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية»، يصرون على قطع المياه عن المدينة من محطة سليمان الحلبي للمياه، وهي بوابة مياه الشرب الآتية من الفرات إلى حلب، وذلك من دون وجود مطالب واضحة، الأمر الذي يعقد حل هذه المشكلة في الوقت الحالي.
وفي حين تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي بعض الشائعات عن عودة مياه الشرب في بعض المناطق، أو عن قيام «الهيئة الشرعية» بمحاولة إعادة المياه للمناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين في حلب وقطعها عن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، نفى مصدر في شركة مياه حلب هذه الأنباء، مؤكداً أن إعادة مياه الشرب لأحياء بعينها أمر معقد للغاية، كون شبكة مياه الشرب في حلب متصلة ببعضها، ويصعب فصلها «دون تدخل مختصين».
كما نفى المصدر ما تناقلته بعض الصفحات «الجهادية» عن أن سبب انقطاع المياه يعود إلى قيام مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بقطع المياه من منطقة الخفسة، مؤكداً أن المياه تصل إلى محطة سليمان الحلبي، وأن سبب الانقطاع هو في هذه المحطة بالتحديد، مشيراً إلى أن «داعش» قام في وقت سابق بقطع المياه عن حلب من منطقة الخفسة «إلا أن الوضع القائم الآن هو أن مسلحي الهيئة الشرعية هم من يقطعون المياه».
بدوره، أشار محافظ حلب محمد وحيد عقاد إلى أن الصليب الأحمر الدولي يتوسط في الوقت الحالي لمحاولة إعادة مياه الشرب عبر مضخات سليمان الحلبي، موضحاً أنه وأمام عدم وجود موعد واضح لحل هذه المشكلة قامت الحكومة باتخاذ عدة إجراءات لتأمين مياه الشرب لسكان المدينة، منها تسيير صهاريج مياه في أحيائها، واستقدام صهاريج من محافظات أخرى وتسييرها بين الأحياء لتأمين مياه الشرب.
إلى ذلك، أفاد مصدر طبي بأن فحوصات أجراها الهلال الأحمر السوري أظهرت أن 10 آبار فقط في مدينة حلب، من أصل 24 تصلح مياهها للشرب، وهو ما دفع محافظ حلب إلى «مناشدة المواطنين عدم استخدام المياه غير موثوقة المصدر».
وفي سياق متصل، أطلق ناشطون في محافظة اللاذقية مبادرة أطلقوا عليها اسم «عطشنا واحد» لدعم «حلب العطشى»، وذلك لجمع مياه معدنية من متبرعين وإيصالها إلى حلب، حيث قاموا خلال يوم واحد بجمع حوالي ألف طرد من المياه المعدنية تمهيدا لإرسالها إلى المدينة.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد