فيلم كندي لمخرجة سورية يثير جدلا في مهرجان القاهرة السينمائي
بعد 16 فيلما قصيرا يأتي أول فيلم روائي طويل للمخرجة السورية المقيمة في كندا ربا ندى مثيرا للجدل حتى أن بعض المشاهدين اعترضوا عليه صمتا بالخروج قبل نهاية عرضه مساء يوم الجمعة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
في حين آثر بعض الذين شاهدوه حتى النهاية أن يصفوه بأنه "لعب بالاسلام" لكن اخرين اعتبروه عملا مهما في سياق فهم الاخر والتواصل معه.
ويتناول فيلم (صباح) الذي حمل اسم بطلته التي بلغت الاربعين ما اعتبره كثيرون ازدواجية في المعايير وخلطا بين الدين والعادات حيث يرعى ماجد وهو من عائلة سورية تقيم في تورنتو بكندا أمه وشقيقتيه ماديا ويفرض على أختيه زيا صارما لا يلزم زوجته غير العربية به.
ويتحكم ماجد في اختيارات أختيه اللتين تعيشان في شبه عزلة عن المجتمع بل يختار أحد الشبان العرب زوجا لاخته الصغرى شهيرة التي قامت بدورها فاديا ندى شقيقة مخرجة الفيلم.
وتتحايل الاخت الصغرى لرفض اختيار أخيها وتبذل محاولات حتى يكرهها الشاب المرشح زوجا لها ورغم ذلك يصر أخوها على أن يرشح لها اخر متجاهلا كلامها عن حريتها في اختيار شريك الحياة.
ويتسبب ماجد من غير قصد في أن تعيد صباح اكتشاف نفسها بالحنين الى السباحة حين يهديها صورة قديمة لها مع والدها الراحل على شاطئ البحر المتوسط فتقرر التسلل الى المسبح العام بالمدينة وهي تحضر دواء لامها من الصيدلية.
في المرة الثانية تقابل صباح التي يقتصر دورها على رعاية أمها شابا كنديا اسمه ستيفن وهو شاب يعمل نجارا ويتبالان حوارات تقول فيها إنها مسلمة وعليها أن ترتدي غطاء للرأس وألا تأكل لحم الخنزير.
ولا يبالي ستيفن بالامر لانه غير متدين ويكتم سؤالا عن تناقضها حيث تكشف ذراعيها وساقيها في حين تحرص على تغطية رأسها قائلة "الشعر مثير" وتؤكد له استحالة استمرار علاقتهما لأن الأسرة المسلمة ذات الأصل السوري لن تتقبل أجنبيا بينها.
وفي إحدى زياراتها له تكتشف أنه بدأ يقرأ عن الاسلام.
وتقرر صباح في إحدى المرات أن تتخلى عما تعتبره ازدواجية وتقيم معه علاقة وتغيب في تلك الليلة عن بيت الاسرة لأول مرة وحين تعود في اليوم التالي يعقد لها ما يشبه المحاكمة فترحل إلى ستيفن.
ويعلن ماجد أنها لم تعد تنتمي إلى العائلة "لن أقبل أختي في هذه العائلة" ويقول لامه التي تبدو أكثر تفتحا "كان علينا أن نتمسك بحضارتنا... ألحقت (صباح) العار بالعائلة. هي ميتة بالنسبة لي. نحن متدينون وعرب."
وينتهي الفيلم بنوع من المصالحة بين "الآخر" الكندي والعائلة السورية حيث يدور حوار بين صباح وأخيها وتكتشف أن من بين أسباب تشدده ضائقة مالية وتقول انها تستطيع أن تؤدي دورا أكبر من مجرد خدمة أمها فيتفقان على التعاون معا في حين كانت أمهما في جلسة اختبار لستيفن تنتهي باعجابها بذكائه ووسامته وعينيه الخضرواين.
وفي ندوة عقب الفيلم سأل أحد الحضور وهو ينصرف غاضبا مخرجة الفيلم "كيف تكون مسلمة وتخرج فيلما في حقيقته لعب بالاسلام" في حين رأى اخرون أن الاسلام ليس مجرد غطاء للرأس وكان بامكان المخرجة وهي كاتبة قصة الفيلم أن تجعل البطلة غير محجبة كما هو شأن بعض المسلمين في كندا والعالم الاسلامي.
وأوضحت المخرجة أن في كندا متدينين وغير متدينين من كل الاديان وأن الفيلم الذي أنتجه المصري المهاجر الى كندا اتوم ايجويان حقق نجاحا جماهيريا هناك اذ استمر عرضه 16 أسبوعا.
وقالت الناقدة المصرية سهام عبد السلام ان الفيلم "جميل لانه يعبر هموم حقيقية لبشر حقيقيين وليسوا في الخيال. كان قرار صباح ايجابيا على الاسرة."
في حين رأت الناقدة المصرية فريدة مرعي أن في الفيلم "سخرية من الحضارة العربية التي تبدو متناقضة وغامضة. كنت أتوقع توازنا لكن المخرجة جعلت الجانب الاسلامي يقدم تنازلات كثيرة مقابل (تقديم) تنازلات قليلة من الجانب الكندي. كل ما فعله الاخر هو أن يغير دينه."
ويعرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية للمهرجان ضمن برنامج (سينما العرب).
وتختتم الدورة الثلاثون للمهرجان الجمعة القادم باعلان الجوائز حيث يتنافس في مسابقته الرسمية 18 فيلما من 15 دولة هي الارجنتين والبرازيل وكندا وجمهورية التشيك وفرنسا والمجر والهند وايران وايطاليا واسبانيا وسريلانكا وسويسرا والصين والمكسيك ومصر وهي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في المسابقة الرسمية.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد