تطور خطير في تركيا: إشارات على بيوت العلويين
طرأ تطور خطير في تركيا قد تكون له انعكاسات ونذر سلبية إذا لم يثبت انه مجرد «لعبة صبيانية» خصوصا في ظل التوترات المذهبية التي تشهدها على نحو متزايد تركيا وفي ظل استمرار الأزمة في سوريا، وتحذيرات المسؤولين الأتراك من إمكانية تحول الصراع في سوريا والمنطقة إلى صدام مذهبي يترك أثره حتما على الداخل التركي.
وتمثل التطور في قيام مجهولين بوضع إشارات ملونة على جدران منازل يقطنها علويون في محلة قره بينار في مدينة آدي يمان عاصمة المحافظة المعروفة بالاسم ذاته وتقع في جنوب شرق تركيا والقريبة من الحدود السورية.
وقد كشف عن الحادثة في بادئ الأمر النائب العلوي عن المحافظة حسين آق كون، وهو ينتمي إلى «حزب الشعب الجمهوري» المعارض. واهتمت وسائل الإعلام التركية المرئية ومواقع الصحف الالكترونية بالحادثة، ووصفتها صحيفة «ميللييت» بأنها «وخيمة» العواقب إذا تبين أنها من فعل مجهولين، وليس مثلا من ألعاب أطفال.
ومن المعلومات التي كشف عنها حسين آق كون أن مدينة آدي يمان المختلطة، لكنها المفروزة إلى أحياء مذهبية عرفت تأشيرات ملونة على مداخل حوالى 25 منزلا، قاطنوها كلهم من المذهب العلوي في حين لم يتم التأشير على أي بيت سني.
وقد أكّد محافظ آدي يمان رمضان صودان أن القوى الأمنية تأكدت من ذلك، موضحا انه تم فتح تحقيق واسع وشامل. وقامت الشرطة التي جالت على المنازل المستهدفة بأخذ إفادات قاطني هذه المنازل الذين توجهوا بشكوى إلى الشرطة والقضاء لمعرفة الفاعلين ومقاصدهم.
وذكر مختار الحي العلوي محمود غورصو إن السكان هناك يعيشون في قلق وخوف منذ يومين. وقال «إن المنازل المستهدفة كلها علوية ولا يوجد أي إشارة على أي بيت سني. وهذا الوضع أثار قلق الجميع من سنّة وعلويين. ونتمنى أن تكون من فعل صبية. لكن هذه الإشارات تذكّر بما حصل قبل سنوات في مدينة قهرمان ماراش (وقادت إلى صدامات علوية - سنية وسقوط عشرات القتلى). لكن يمكن أن تكون هذه التطورات بفعل تحريضي. ونأمل ألا يهتز الاستقرار».
وأكدت صحيفة «زمان» الإسلامية أن الإشارات الموضوعة تشبه جدا تلك التي وضعت سابقا في مدينة قهرمان ماراش. وطمأن محافظ آدي يمان المواطنين إلى أن الدولة اتخذت كل الإجراءات الوقائية، ولا داعي للقلق، والشرطة تقوم بمسح كاميرات المراقبة الموجودة في بعض الشوارع.
وكانت ردة الفعل الأولى من حزب العدالة والتنمية على لسان النائب عن المحافظة محمد متينير الذي أدان الحادثة، معتبرا أن الإشارات الموضوعة لا تعكس نوايا حسنة.
محمد نور الدين
المصدر: السفير
التعليقات
مزحة
إضافة تعليق جديد