الأسد: في النهاية الجميع يسامح الجميع
لفت الرئيس بشار الاسد في خطابه اليوم الى ان "الاحداث بسوريا وان كانت كلفتنا اثمان كبيرة فهي تفرض على ابنائنا ان يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد كي ينتصر الوطن بكليته".
وشدد الاسد على ان "التآمر الخارجي لم يعد خافيا على احد لان ما كان يخطط في الغرف المغلقة بات واضحا امام الناس"، مضيفا "لم يكن من السهل شرح ما حصل في بداية الازمة اما الان فقد انكشع الضباب ولم يعد بالامكان تزييف الحقائق وسقطت الاقنعة"، مؤكدا أن "المطلوب كان ان نصل من خلال هذه الهجمة الاعلامية الغير مسبوقة الى حالة من الخوف وهناك اكثر من 60 قناة تعمل ضد سوريا وهناك العشرات من مواقع الانترنت والصحف اي المئات من وسائل الاعلام وكان الهدف ان يدفعونا الى انهيار ذاتي"، مشيرا الى انهم "فشلوا في هذا الموضوع لكنهم لم ييأسوا".
واعلن الاسد انهم " يحاولون ان يقولوا ان الرئيس يتهرب من المسؤولية ولكن اقول لهم خسأتم"، مضيفا " أحد هذه المحاولات هي ما جرى معي في أحدى المقابلات التلفزيونية ولكن لحسن الحظ كنا لدينا النسخة الاصلية عن المقابلة من اجل عرضها على الشعب وهم يهدفون الى شيء وحيد بعد فشلهم في خلق حالة من الانهيار ارادوا ان يصلوا الى راس الهرم لكي يقولوا ان راس الهرم يتهرب من المسؤولية"، مؤكدا اننا " نستبق الاصطياد في العكر وانا لا اسعى الى منصب لكن لا اتهرب من المسؤولية"، لافتا الى اني "أكون في موقعي بدعم من الشعب واغادر بقرار من الشعب وانل أستند بمواقفي على دعم الشعب".
ولفت الاسد الى اننا "قررنا ضبط دخول الاعلام لانه وفي الحقيقة خلال الشهر او الشهر النصف من بداية الازمة كان الاعلام العربي والاجنبي يعمل بحرية داخل سوريا ولكن هناك تزوير وهناك فرق بين ان تزور من داخل سوريا وبين خارجها "، مضيفا ان "كانت هذه المعركة تحمل مخاطر كبيرة فان الانتصار قريب جدا طالما اننا قادرون على الصمود وفي سعينا لتفكيك البية الافتراضية بدأنا بالحديث عن خلل هنا وهناك لكننا لم نقصد مطلقا التقليل من المخططات الخارجية".
وتوجه الى الشعب السوري بالقول "بحث في البداية عن الثروة المجهولة فكانت ثروتكم ضد مشاريعهم"، لافتا الى انهم "حاولوا الانقضاض على ثرواتكم بمحاولات اشعال الفتن وعندما فشلوا انتقلوا الى التخريب وعمليات الاغتيال وبعد تجريب كل الطرق والوسائل الممكنة لم يجدوا موطىء قدم في ثورتهم المجهولة وهنا جاء دور التدخل الخارجي وهذا التدخل اصبح مزيج من الخارج الاجنبي والعربي والعربي احيانا يكون اسوء"، مضيفا "هناك دول عربية حاولت ان تلعب دورا اخلاقيا وهناك دول تكون على الحياد وهناك دول تنفذ تعليمات الخارج والغريب ان هناك مسؤولين عرب في القلب معنا ولكنهن في السياسة ضدنا".
ورأى أن "ما نراه من سياسة رسمية لا يعكس صورة الحالة الشعبية العربية، وبعد ان فشلوا في مجلس الامن باقناع العالم في اكاذيبهم ارادوا غطاء عربي وكانت هذه المبادرة"، مضيفا "انا طرحت هذا الامر على وفد عربي وفجأة اصبح هذا الموضوع محل اهتمام خارجي بعد عدت شهور"، لافتا الى ان " نفس الدول التي تدعي الحرص على الشعب العربي كانت تنصحنا بالاصلاح وهي ليست لديها اي معرفة بالديمقراطية"، مضيفا "اعتقدوا اننا لن نسير بالاصلاح وعندما قمنا بالاصلاح كان هذا الشيء مربك لهم فانتقلوا الى الجامعة العربية ولو اردنا ان نسمع الى هذه الدول التي تعطينا النصح لكن علينا ان نعود الى الوراء"، مؤكدا ان " صراعنا ليس مع هؤلاء بل مع من يقف معهم وكان رد الشارع السوري هو لماذا لم يقف هؤلاء العرب مع سوريا"، متسائلا "متى وقف هؤلاء مع سوريا".
وأكد أن "الجامعة العربية هي مرآة لوضعنا العربي المزري وما كان يحدث في السر اصبح يحدث في العلن تحت شعار مصلحة الامة"، متسائلا "هل نفذت الجامعة قرارتها يوما ام انها ساهمت في ذرع بذور الفتنة وهل اعادة شجرة زيتون واحدة قلعتها اسرائيل او اعادة اعمار منزلا في فلسطين وهل منعت تقسيم السودان وهل منعت قتل مليون عراقي؟"، مشددا على اننا "لا نريد ان نهاجم الجامعة وانا اتحدث لاني لحظت مدى الاحباط الشعبي ولكن الخروج من الجامعة ليست قضية، ونحن خاسرين مع الدول العربية طالما ان الاوضاع العربية مزرية ولكن خروجنا من الجامعة يطرح السؤال ان كان الجسد يستطيع العيش من دون قلب وجمال عبد الناصر هو من قال ان سوريا هي قلب العروبة النابض"، معتبرا ان "العروبة ليست بالنسبة لسوريا شعار بل ممارسة ومن اكثر من سوريا قدم من اجل القضايا العربية ومن اجل فلسطين"، لافتا الى ان "القضية ليست بالنسبة لنا شعار وان كانت بعض الدول تسعى الى تعليق عروبتنا بالجامعة فنحن نقول انهم يعلقون عروبة الجامعة"، مشددا على ان " تلك الدول التي تسعى الى اخراجنا من الجامعة فهي لم تدخل العروبة يوما ولن تدخله "، مشيرا الى ان "المال لا يصنع تاريخ ولا حضارات واليوم نحن اكثر حرية في ممارسة عروبتنا وهم اليوم يركزون على تعليق العروبة في الجامعة وهي لن تكون لا جامعة ولا عربية بل جامعة مستعربة تتناسب مع سياستهم".
واشار الى ان "هدفهم استبدال سوريا باسرائيل ونحن نعرف هذا الوضع من سنوات ولكن اردنا ان نظهر لمن لديه شك خبث الاهداف"، لافتا الى اننا "كنا ندرك كل ذلك ولكن لم نغلق الباب على الحلول والمقترحات ولا علي اي مسعى عربي للحل طالما انه يحفظ سيادة بلادنا"، مشددا على أنه "لا يجب ان نعمم اخطاء بعض المستعربين على العروبة والتنوع الاسلامي المسيحي عنوان عروبتنا وعلينا محاربة الارهاب لا الاسلام ولا يجوز ان نربط بين العروبة وبين ما يقوم به البعض من المستعربين"، مؤكدا انه "لا يوجد تناقض بين عروبتنا وسوريتنا وعلينا ان نؤكد على ان العلاقة بين العروبة والوطنية هي علاقة وثيقة وضرورية للمصالح وهي ليست قضية مبادىء فقط وعلينا ان نعرف دائما ان العروبة هي انتماء لا عضوية هي شهادة يمنحها التاريخ لا عضوية تمنحها منظمة"، مشيرا الى ان " كل ما سبق لن يؤثر على رؤيتنا للوضع الداخلي في سوريا وكيفية التعاطي معه، وهناك افكار كثيرة وقد تكون جيدة ولكن اذا لم يكن هناك اطار جامع له تصبح دون فائدة".
وشدد على انه "لا يمكن القيام بعملية اصلاح داخلي من دون التعامل مع الوقائع على ارض الواقع"، لافتا الى ان "البعض تحت ضغط الازمة يطالب بأي حل ولكن نحن لن نقوم بأي حل لان ذلك قد يؤدي الى تعميق الازمة والدخول في نفق لا نعرف الخروج منه"، مضيفا "ضغط الازمة لن يدفعنا للقيام بأي خطوة غير معروفة النتائج"، مشيرا الى ان "الجزء الخارجي من الازمة هو ضد الاصلاح لان سوريا ستكون أقوى مع الاصلاح وعلينا الفصل بين الازمة والاصلاح".
واشار الى ان " اول قانون اصدرناه هو رفع حالة الطوارىء وبنفس هذه الظروف هل يمكن لاي دولة رفع حالة الطوارىء ؟ بل كانت ستفرض حالة الطوارىء ورفع حالة الطوارىء تحتاج الى تأهيل الاجهزة الامنية والبعض من الاجهزة الامنية لم يأخذ اجازة منذ اشهر مع ذلك نحن رفعنا حالة الطوارىء"، داعيا الى "العمل من اجل ضبط الوضع لكي نشعر بنتائج رفع حالة الطوارىء اذ لا يوجد تغطية لاحد وتم القبض على عدد محدود في عملية القتل لان الادلة كانت محدودة والادلة تحتاج الى مؤسسات والمؤسسات لا يمكن ان تعمل بشكل جيد في هذه الظروف لكن ليس هناك اي تغطية لاحد أما بالنسبة لقانون الاحزاب صدر واعطيت تراخيص لحزب من الايام الاولى وهناك عدت احزاب تنتظر اللجنة المعنية استكمال اوراقها ونحن نشجع على تشكيل الاحزاب ولا توجد عقابات في هذا الموضوع".
وحول قانون لفت الاسد الى ان "قانون الادارات المحلية صدر واجرينا الانتخابات ولكن كل ما يتعلق بالانتخابات لا يمكن ان يعطي نتائج ان لم يكن هناك مشاركة واسعة بالترشيح وبالتصويت"، مضيفا "في موضوع قانون الاعلام انتهت الحكومة منها في الاسبوع الماضي واصبح جاهز للتنفيذ".
واشار الى ان "القانون المهم هو قانون مكافحة الفساد وهو تأخر لانه قانون مهم جدا وانتهى من الحكومة وارسل الى رئاسة الجمهورية لكنه اعيد الى الحكومة لان هيئة التفتيش الغيت بالقانون وحلت مكانها هيئة مكافحة الفساد وهذا شيء غير جيد لانه لا يمكن مكافحة الفساد بمعزل عن تنظيم الادارة عدا عن العديد من المقترحات الاخرى".
وأعلن ان " الرئيس لا يحل مكان المؤسسات وعلينا ان نعمل لتفعيل المؤسسات لاننا عندها نستطيع حل مشاكل السوريين"، مشيرا الى ان " المحور الاخر من الصلاح هو الدستور، واللجنة اليوم اصبحت في المراحل الاخيرة وهذا الدستور سوف يركز على التعددية الحزبية والسياسية وكانوا يركزون على المادة 8 قط لكن اردنا تعديل كل الدستور لان المواد مترابطة مع بعضها البعض".وحول موضوع حكومة الوحدة الوطنية لفت الى اننا "سمعنا كثرين عن حكومة وحدة وطنية، ويهمنا ان نؤكد ان حكومة الوحدة الوطنية تكون في دول فيها انقسام وفيها حروب"، لافتا الى انه "لا يوجد لدينا انقسام وطني بالمعنى الذي يطرح بالرغم من وجود مشاكل، وانا لا احب ان استخدم عبارة حكومة وحدة وطنية، الاحداث اظهرت الى الواجهة قوى جديدة والبعض يركز على المعرضة فقط ونحن نرحب بتوسيع المشاركة في الحكومة وهناك بعض القوى التي اعطت جوابا ايجابيا في هذا الموضوع"، مشيرا الى ان "بعد انتهاء اللجنة التي تعمل على تعديل الدستور سيكون هناك استفتاء شعبي لان الدستور قضية تهم كل مواطن ومن الممكن ان يكون الاستفتاء على الدستور في بداية شهر اذار وانتخابات مجلس الشعب ستكون مرتبطة بالدستور الجديد نزولا عند رغبة القوى السياسية والجدول الزمني للانتخابات سيكون مرتبط بما يحدده الدستور".
وشدد على انه "لا يوجد لدينا معايير للمعارضة قبل الانتخابات المقبلة ولكن نحن سنسرع الامور وسنعتمد على معايير خاصة لتوسيع المشاركة"، لافتا الى اننا "نريد معارضة وطنية لا معارضة تجلس في السفارات ولا نريد معارضة تحاورنا بالسر لكي لا تغضب احد وسنبدأ بهذا الموضوع خلال مدة قصيرة"، لافتا الى "ضرورة ان تكون الحكومة المقبلة موسعة تضم سياسيين واداريين"، معربا عن اعتقاده ان "هذه الصورة هي الافضل ولكن اضع عناوين ومستعد للنقاش"، مشيرا الى اننا "مستعدون للبدء غدا في الحوار لكن جزء من القوى في المعارضة غير مستعد، البعض يريد ان يحاورنا في السر والبعض يريد ان ينتظر، مع ذلك نحن لن ننتظر ونحاور المعارضة التي تريد ان تتحاور من اجل القيام بالخطوات التي تحدثت عنها"، مضيفا "نحن مقبولون على تغييرات وتبديلات وجزء منها بدأ قبل ايام واهم شيء ان تركز هذه التبديلات على جيل الشباب الذي يعتبر نفسه مهمش في حين هو من وقف في وجه هذه الهجمة وسوريا بحاجة الى كل ابنائها الصادقين بغض النظر عن الانتماءات السياسية".
واشار الى ان "ما يجري في سوريا هو جزء مما يخطط له المنطقة منذ عشرات السنين وحلم التقسيم لا يزال موجودا واذا كان هناك من يعتقد ان الصراع على سوريا عاد فهوم واهم لان الصراع هو اليوم مع سوريا لا على سوريا"، لافتا الى ان "هدفهم هو سوريا المنعزلة ضمن حدود القطرية والمنكمشة، هدفهم تفكيك الهوية التي كانت تحمينا من الكثير من الهزائم عبر الانقسام والتقسيم"، مؤكدا أن "الاولوية اليوم هي لاعادة الامن وهذا لا يتحقق الا بضرب الارهابيين بيد من حديد ولا تهاون مع الارهاب ولا مع من يروع المواطنين ولا تسوية مع من يتأمرؤ مع الخارج ضد بلاده".
وأكد الاسد اننا "لن نسمح بالفتنة لكي تبقى سوريا قوية"، لافتا الى اننا "سنضرب الارهابيين بيد من حديد ولكننا سنسعى لاستعادة من غرر بهم والدولة هي الام التي تفتح المجال لابنائها ليعودوا عن الخطأ لذلك كنا من وقت لاخر نصدر العفو تلو الاخر وفي معظم الحالات كانت النتائج ايجابية"، لافتا الى ان "المؤامرة تنتهي عندما نتخلى عن كل تراثنا الوطني ونقدم مجانا التنازلات في عملية السلام وعندما نتنازل عن مواقفنا القومية تجاه القضية الفلسطينة وعندما نقبل ان نكون شهود زور على ما يحصل في المسجد الاقصى من تدمير ولا اعتقد ان الجامعة العربية ستشكل لجنة لمتابعة ما يحصل، ومع ذلك اقول ان الشعب السوري لن يخضع لان النماذج التي قدمت لنا من مسؤولين خاضعين لا تبشر بالخير ولان تربيتنا لا تدفعنا الى ذلك، ونحن لا يمكن ان نتنازل عن الكرامة السورية لانها اغلى ما نملكه وهي اقوى من جيوشهم واغنى من ثرواتهم"، مشيرا الى ان "المؤامرة تتوقف عندما يتوقف تهريب السلاح من الخارج وتتوقف الاموال، ولكن ما اعرفه ان المؤامرة تنتهي عندما ننتصر عليه وننتصر عليها".
واعلن اننا "نعتمد سياستين، نقوم بالاصلاح ونكافح الارهاب، وعلينا ان نفرق بين اخطاء الاشخاص وسياسات المؤسسات"، لافتا الى ان "القضية قضية سباق بين الارهابين والاصلاح"، مشيرا الى ان "التعامل مع الارهاب لا بد ان يكون في اشد الطرق القانونية ولا نريد ان يكون ثمن مكافحة الارهاب سفك دم الابرياء ولكن اليوم يضربون الابرياء وعلينا ان نتوحد".
واشار الى ان " لدينا العديد من نقاط القوة ومنها الموقع الاستراتجي واذا ارادوا محاصرة سوريا سيحاصرون منطقة بكاملها"، لافتا الى ان "علينا ان نتوجه شرقا لان الغرب لم يتغيير وهو لا يزال يريد الاستعمار ونحن بدأنا بذلك منذ سنوات ومعظم دول العلم لديها علاقات خارجية مع سوريا"، مضيفا "كل ذلك لا يعني اننا لن ندفع ثمن بسبب الحصار ولكن نستطيع ان نحقق انجازات".
وشدد على ان "ثقته بالمستقبل كبيرة وهي تنطلق من الشعب عندما ملء الملايين ساحة المواطن وانا منهم"، مضيفا "شعب بمثل هذه الاخلاق الرفيعة لن يضع حفنة من الضالين تغيير مساره"، مشيرا الى ان "ثقتي بكم تنطلق من ثقتي بالشعب ومن ثقتي برجال القوات المسلحة الذين يعبرون عن وجدان الشعب ويقدمون التضحيات من اجل ان يحققوا الامن للشعب وانا اوجه لهم التضحية وهم يقفون على اهبة الاستعداد لحماية شرف الوطن وشعبه".
التعليقات
الجميع يسامح الجميع
إضافة تعليق جديد