البطاقات الإلكترونية في سورية لسحب الرواتب فقط!
حدث في إحدى السهرات على العشاء لمجموعة من مديري المصارف الخاصة السورية، أنهم لم يستطيعوا أن يدفعوا ثمن الفاتورة التي قدمها (نادل) المطعم في نهاية الجلسة، مما أحرج المدير صاحب العزيمة وبقية المديرين المدعوين.
القصة باختصار أن هؤلاء المديرين الوافدين إلى العمل في السوق السورية، لم يتوقعوا عدم وجود خدمات الدفع الإلكترونية في سوريا، وعندما أرادوا أن يسددوا قيمة العشاء إلكترونياً عن طريق بطاقات الدفع الإلكترونية، وجدوا أن أحداً في المطعم لم يفهم عليهم، وأن الخدمة بالأساس غير موجودة في ذاك المكان.
حال السوق
والرواية السابقة ليست خيالاً بل تحدث لنا عنها أحد هؤلاء المديرين في أحد اللقاءات الصحفية.
لكن على طرافة الحادثة السابقة وربما عفويتها ، لكنها بالفعل تختصر الكثير الكثير عن حال السوق المصرفية السورية قبل سنوات من الآن، وتعطي مؤشرات على أهمية أن يطلق بنك سورية الدولي أربع بطاقات دفع إلكترونية ضمن حفل عشاء في فندق الديديمان بدمشق مساء الاثنين الماضي.
البطاقات الإلكترونية
إن وسائل الدفع الإلكترونية عن طريق البطاقات المسبقة الدفع هي أداة سحب نقدي، يصدرها بنك ما أو مؤسسة مالية تمكن حاملها من الشراء بالأجل على ذمة مصدرها، ضمن منظومة متكاملة من النظم والبرامج التي يوفرها الجهاز المصرفي، بهدف تسهيل عملية الدفع الإلكترونية الآمنة، وتعمل هذه المنظومة تحت مظلة محدودة من القواعد والقوانين.
والبطاقة مسبقة الدفع هي بطاقة ابتدائية تقوم فكرتها على أساس أن تودع مبلغاً محدداً في حساب بطاقتك الائتمانية، ويتم الخصم من كل عملية سحب أو شراء، الأمر الذي يحتاج إلى تغذية الحساب بشكل مستمر.
مزايا غير مصرفية
وبطاقة الائتمان المدفوعة مسبقاً أكثر أمناً من حمل المال، لأن الرصيد الذي يودعه الشخص غالباً ما يكون قليلاً، وهي تمكن الزبون من الحصول على مزايا وخدمات غير مصرفية إضافية مثل التأمين على المشتريات والتأمين أثناء السفر وحجز الفنادق وتأجير الانتقالات والتصرف في الحالات الطارئة، إضافة إلى السحب من أجهزة الصراف الآلي وتنفيذ مختلف معاملات الشراء، لأن شركة بطاقة الائتمان (ماستركارد) والبنك، على سبيل المثال، يستفيدان من عمليات الشراء بأن يحصلوا على العمولة من الجهة التي تقدم السلعة مقابل الاستفادة من تسهيلات الدفع.
اعتبارات اجتماعية
كما يمكن للوالدين الاشتراك لأولادهم في سن المراهقة في هذه البطاقات عن طريق تحميل البطاقة بمبلغ معين من المال، ومراقبة طرق وأساليب إنفاق أولادهم، وبالتالي فإن ذلك يساعد الأبناء على تطوير سلوكهم المالي والإنفاقي.
ويوجد في العالم أنواع عديدة من بطاقات الدفع التي تصدرها البنوك، وأهمها بطاقة الحسم وهي البطاقة التي تسمح للشخص بحسم مبلغ من حسابه الجاري مباشرة لدفعه إلى التاجر، وبطاقة الائتمان وهي البطاقة التي تصدرها البنوك للعملاء بالتعاون مع شركات الدفع الدولية مثل فيزا وماستر كارد العالميتين.
بطاقة القيد الائتمانية، هي بطاقات مخصصة للدفع النقدي من شركات محددة تقبل التعامل بها، ولدينا البطاقات الذكية وتحوي هذه البطاقات على معلومات محددة تهم حاملها، ويمكنها التخزين بسعة كبيرة تفوق البطاقة السابقة الذكر، حيث تحمل المعلومات والتفاصيل والبيانات وتتميز بالدقة والآمان.
بطاقات توطين
وبالعودة إلى السوق المصرفية السورية فإن أغلب المصارف العامة والخاصة أصدرت بطاقات الدفع الإلكترونية، وقد توسع استخدامها في عملية توطين الرواتب للعاملين في الدولة وهي بذلك قطعت الطريق على تداول النقد ومخاطر تعرضه للسرقة، وأيضاً عمليات الفساد التي كانت تقوم من قبل الموظفين الماليين في المؤسسات العامة.
من أمريكا
ومن الضروري الإشارة إلى أن بطاقات الدفع الإلكترونية قد بدأت في العالم أوائل ستينيات القرن الماضي، إذ أجمع عدد من مديري المصارف في الولايات المتحدة الأمريكية على توسيع هذه الخدمة وهكذا ولدت شركتا فيزا وماستركارد.
ويجدر القول أن أهم ميزة للبطاقات الإلكترونية أنها مقبولة في جميع أنحاء العالم ولدى ملايين التجار، وحمل البطاقة يوفر على الزبون عناء حمل مبالغ مالية كبيرة، ويعطي راحة نفسية لإمكانية سحب النقود في أي وقت.
المصدر: الخبر
التعليقات
لماذا نحن متخلفين
المقال غير دقيق
إضافة تعليق جديد