معوقات تطوير السياحة بسوريا
رجح وزير السياحة السوري سعد الله آغا القلعة أن يبلغ عدد السياح للبلاد مع نهاية العام الجاري نحو ثمانية ملايين شخص، وأنهم سيرفدون الاقتصاد بأكثر من 12% من الناتج الإجمالي المحلي.
وتضع دمشق صناعة السياحة على سلم الأولويات لتعزيز موارد الدولة، إلا أن هذه الصناعة تواجه العديد من المعوقات والصعوبات تحول دون تحقيق قفزات نوعية تسمح بتطورها حتى تدخل في المنافسة مع دول الإقليم كتركيا ولبنان.
وينتقد الخبراء مفهوم السياح عند وزير السياحة السوري الذي يعتبر أن كل إنسان يدخل البلاد غير مقيم فهو سائح.
ويرى الخبراء أن واقع الحال يجافي الرقم الذي ذكره الوزير السوري، لافتين إلى أنه ليست هناك فنادق أو شقق سياحية تستوعب هذا العدد الكبير.
ويقدر عدد الفنادق -حسب جهة حكومية- في سوريا بـ556 فندقا، وهو عدد قليل حيث إن مثل هذا الرقم يتوفر في بضع مناطق سياحية في تركيا كمدينة أنطاليا وبودروم مرسين.
وكان القلعة قد كشف في وقت سابق من الشهر الجاري -عند افتتاح مهرجان طريق الحرير في دورته السنوية التاسعة- أن حجم الإنفاق السياحي في سوريا هذا العام حتى شهر سبتمبر/أيلول بلغ نحو سبعة مليارات دولار، وأنه مع ختام العام سيبلغ حجم الاستثمارات السياحية أكثر من عشرة مليارات دولار.
ويرى المستثمر محمد كحالة أن التسهيلات التي تمنحها الحكومة السورية في مجال السياحة يمكن أن يجد المستثمر أضعافها في بلدان كثيرة، معتبرا أن ميزة السياحة السورية تكمن في خصوصية المنتج الثقافي والديني.
و يعترف وزير السياحة بأن هناك مجموعة تحديات أمام تطوير السياحة بوصفها صناعة وطنية ترفد الخزينة العامة.
وأشار الوزير إلى أن الحكومة تعمل لتطوير الكوادر البشرية المتخصصة التي تعمل في هذا القطاع، حيث إن هناك خطة لتدريب 60 ألف متدرب في قطاع السياحة وتوفير 300 ألف فرصة عمل خلال السنوات الخمس المقبلة.
وحسب إحصاءات وزارة السياحة فإن 60% من مجموع السياح في سوريا هم من العرب، والسياحة الأجنبية إلى سوريا في معظمها سياحة ثقافية للمناطق الأثرية وبعضها ديني.
ولفت القلعة إلى أن هناك 150 مليون سائح ثقافي سنويا حول العالم، وبلاده تطمح إلى الحصول على حصة من هذا العدد، مشيرا إلى أن مقومات هذا النوع السياحي متوفرة في سوريا، رغم إقراره بأن هناك ضعفا في السياحة الترفيهية.
الإعلامي الياباني تشو يان قال إن سوريا بلد جميل وشعبه مضياف ويتمتع بحالة أمن واستقرار، مشيرا إلى أن هناك معوقات كبيرة، تبدأ من الخدمات المتوفرة في المطارات وصولا إلى الفنادق التي وصف أسعارها بأنها مرتفعة.
من جانبها قالت مونيكا وهي سائحة أوروبية إنها "لمست نوايا صادقة لتطوير السياحة بسوريا حيث شاهدت عشرات الأماكن الجميلة التي تحتاج لترويج وتطوير خدماتها"، مشيرة إلى أن النوايا وحدها لا تكفي لإنجاز الأعمال.
المصدر: دي بي آي
التعليقات
ليس كل مايقال يسمع
إضافة تعليق جديد