باب توما: ارتكابات ومخالفات داخل السور بعلم المحافظة ووزارة الثقافة
الجمل- وعد مهنا: ما يسترعي الانتباه والقلق الشديدين ما يجري داخل سور المدينة القديمة وأشهر أحيائها على الإطلاق، والذي تؤمه جنسيات من شتى دول العالم، وبالتأكيد أتحدث عن حي باب توما الذائع الصيت وعن ما بدأ يتهافت إلى مسامعي من خبراء أوربيين في حماية الإرث الثقافي وتوثيقه ويعملون بالتعاون مع إدارة المديرية العامة للآثار والمتاحف الهزيلة في علمها وقرارها.
سؤال بسيط للغاية: من سمح بالحفر داخل سور المدينة ولعدة أمتار في ساحة باب توما وشرع في وضع الأساسات لبناء إسمنتي جديد يتحدى كل قوانين حماية المدينة القديمة وكل قانون وعرف وتقليد نادت به اليونسكو ووقعت على صونه الحكومة السورية؟!
وهل حقاً كما يردد عامة الناس في الحي أن البناء يعود صالح استثماره لحزب البعث؟!
حقاً أنه لأمر يثير العجب ويثير السخط
كنتُ أمني النفس أن يلتفت السيدان وزير الثقافة ومحافظ دمشق بالوقوف على هذا الأمر حالما وصلتهما الشكوى لكن أخشى أن السيدين دائما الانشغال في أمور تفوق اهميتها إرث دمشق.
كنتُ أتمنى أن يَصدُق السيد المحافظ في وعوده لنا بوقف حركة السيارات داخل المدينة القديمة عام 2009 وحبذا لو استمع لوجهة نظري بوصل الجدار الغربي للسور مع بوابة المدينة (باب توما) وسيغبطني حقاً لو قام بنفسه بفتح الباب داعياُ الناس للدخول من خلاله حيث لا زال مغلقاً وهو حقاً لمعيب جداً أن يدخل المدينة القديمة أبناؤها وضيوفها الكبار من رؤساء وديبلوماسيين وسواهم من طرفي الباب لكن حقيقةً ومع الأسف الشديد، بعد التجربة الأخيرة التي سمحت بهدم جامع الزهراء ومجموعة بيوتات دمشقية في منتصف الشارع المستقيم بحجة توسعته، أصبح متعذراً جداً سؤال محافظة دمشق التي أطبقت قراراتهم المتهورة للحفاظ على المدينة القديمة، وعلى الشارع المستقيم برمته، متجاهلين كل رأي عليم.
كنتُ أتمنى أيضاً على السيد وزير الثقافة أن يؤم المكان شخصياً، ويشمل حي باب توما العزيز على قلوب كثيرة، بعطفه الكريم ويصدر قراراً فورياً بوقف هذا البناء المهزلة الذي سيتجاوز في تشييده كل إهانة لإرث دمشق الغني عن التذكير به والوصف.
الفرصة مع يأسنا المطبق لا نزال نراها قائمة للإنقاذ وكل ما يلزم للحفاظ على دمشق القديمة ، كموقع تراث عالمي مسجل منذ عام 1979، خارج الخطر لاسيما بعد وقف مهزلة تنفيذ ما أطلق عليه شارع الملك فيصل أو ما تعرّفه اليونسكو والإدارات المعنية في الآثار والمحافظة بمنطقة الحماية خارج السور.
أقول كل ما يلزم لوقف الكارثة المهزلة داخل السور هو عيادة حي باب توما من قبل السيدين الكريمين قبل أن يأتي إنذار جديد من اليونسكو وأظن أن مدينتنا القديمة العزيزة لن تنجو هذه المرة من تسجيلها على قائمة اليونسكو للمدن المهددة بالخطر في العالم.
التعليقات
بناء اسمنتي
إضافة تعليق جديد