7 أسباب لبكاء الطفل: دليلك للتعامل معها
بكاء الطفل لأي أب وأم جديدين، مثل الطلاسم التي تحتاج إلى فك شفراتها، فتارة هو جائع، وتارة يحتاج لتغير ملابسه وتارة يشعر بوعكه في معدته، وقد تكون محاولة التعرف على معاني بكاء الطفل محبطةً ومُخيفة للآباء الجدد.
لكن كل هذا الانزعاج سيهدأ إذا أخذ في الاعتبار أن بكاء الطفل في سنته الأولى كثيرا؛ لأن البكاء هي طريقة التواصل التي يعبر بها الطفل عن جميع مطالبه ومشاعره، كما أنه في الأشهر الأولى يبكي كثيرًا إثر انتقاله من سكون الرحم، إلى العالم الخارجي بمؤثراته المختلفة من اختلاف الضوء والظلام، درجات الحرارة والضوضاء.
وغالبًا يكون بكاء الطفل عالي الصوت متواصلاً، بعد انتهاء تلك المرحلة سيبدأ الطفل في تنويع نغمة بكائه حسب مطالبه.
وفي هذا المقال سنضع مرشدًا للآباء يفك طلاسم بكاء الأطفال في عامهم الأول،
فإليكِ أهم 7 أسباب لبكاء الطفل.
1. الجوع
وهو أكثر أسباب بكاء الطفل شيوعًا، فالأطفال يحبون الشعور بالإمتلاء، ولا تستطيع معدة طفلك الصغيرة استيعاب كمية كبيرة من الغذاء، لذا إذا بكى طفلك قد يكون جائعًا، حتى إذا كنتِ قد أرضعتِهِ منذ وقت قريب. على الأرجح ستعطين طفلك رضعات كثيرة ومتكررة في الأيام الأولى من ولادته للمساعدة على تحفيز إنتاج الحليب.
مع مرور الوقت يمكنك تمييز نغمة بكاء الجوع وهو نواح يتزايد ببطء، وسيكون بكاءً متواصلاً مستمرًا لا يكف عنه الطفل إلا إذا تناول رضعته، و غالبًا ستكون مرت ساعتان أو ثلاث من الرضعة السابقة حسب الكمية التي تناولها ودرجة الشبع.
2. الغازات والمغص
قد يبدأ في البكاء بعد إتمام الرضعة والتجشؤ ووضعه في فراشه؛ لرغبته في التجشؤ مرة أخرى وتخليص المعدة مما تبقى فيها من هواء، وقد يزيد بكاؤه لشعوره بالجوع إثر التجشؤ وخروج الهواء الذي كان يملأ المعدة وترتب على خروجه وجود فراغ بالمعدة؛ لذا قد يحتاج إلى قسط آخر من اللبن.
إذا ارتاح بعد حمله إلى كتفك أو على ساعديك بحيث يكون وجهه نحو الأسفل، قد تكون الغازات سبب بكائه، وعليكِ عزيزتي الأم أن تنتبهي لحميتك الغذائية التي قد تحتوي على أصناف تسبب عسر الهضم للطفل، مثل: الكافيين، الخضار الغير مطبوخة، التوابل، المكسرات، السكريات.
قد يعاني الطفل من تقلصات معوية، ويقوم بضم فخذه نحو البطن ويحمر وجهه ويبدو كأنه يحزق، وقد تخرج بعض الغازات، ويكون بكاؤه حادًا، حيث يعد صراخ المغص أشد الصرخات التي لا تطاق، وتبدأ فجأة وتستمر دون توقف لوقت طويل.
كيف تتعاملين مع مغص الأطفال؟
1. ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة سواءً من الثدي لعدم إحكام القبض على الحلمات، أو من الزجاجة إذا كان منسوب اللبن لا يملأ حلمة الزجاجة. إذا لم يتمكن الطفل من إخراج هذا الهواء مع التجشؤ، فإنه ينتقل إلى الأمعاء ويسبب التقلصات. ويجب أن نضع في اعتبارنا أن تفاعل الألبان مع الجهاز الهضمي للطفل يولد غازات، لذا يمكننا القول إن المغص يعد ظاهرة طبيعية في الأشهر الأولى.
2. المغص الناتج عن اضطراب هضم اللبن، في هذه الحالة يبدأ الطفل في البكاء أثناء الرضعة، ويزيد التقلص بعد الرضاعة مباشرةً، وقد يستلزم الأمر تغيير نوع اللبن.
3. في الحالات الشديدة قد ينصح الطبيب بلبن خالٍ من اللاكتوز ويحتوي على بروتين نباتي لاحتمال وجود حساسية في الجهاز الهضمي للبروتين الحيواني وعدم هضمه لسكر اللاكتوز، ويتم تشخيص مثل هذه الحالات عن طريق تحليل البراز، وعادةً تكون مصاحبة لأعراض أخرى مثل القيء والإسهال والطفح الجلدي.
4. الإمساك أيضًا يسبب تقلصات معوية ويستلزم مساعدة الطفل على التبرز، وقد يحتاج ملينًا سواء بالفم أو عن طريق الشرج.
تستطيعين على العموم مواجهة المغص بأن تحملي طفلك أثناء نوبة المغص قريبًا منكِ وحاولي تهدئته بالتنزه أو الأرجحة الخفيفة، ويمكنك أيضًا تدليك بطنه بزيت الأطفال لبعث الراحة والهدوء في نفسه لبعض الوقت. يحفّز فرك بطن طفلك بلطف باتجاه عقارب الساعة خروج الغازات وحركة الأمعاء ويساعد على تخفيف ضيقه وألمه.
5. لا تعطيه أدوية بكميات كبيرة دون مبرر، وتحلي بالصبر واعلمي أن المغص لن يدوم على أي حال، وأنه غالبًا يقل بعد الشهور الثلاثة الأولى.
3. الألم
يتميز بكاء الطفل النابع من الشعور بالألم بصرخة مفاجئة طويلة ذات نغمة عالية تتلوها لحظات قصيرة من التوقف ثم صرخة وهكذا، عليكِ التأكد من عدم وجود حشرة تلدغه، أو وجود أي أعراض مرضية تسبب له الألم مثل التهابات الأذن الوسطى حيث تسيل إفرازات من الأذن، وقد يقوم الطفل بضرب أذنه بقبضة يده، وقد يعاني من التهاب الجهاز البولي أو ضيق فتحة البول حيث يتألم أثناء التبول … إلخ.
قد يكون سبب الألم بسيطًا: حفاضة مشدودة، ثياب ضيقة، تقييد غير ضروري لليدين و الرجلين، لكن عليكِ إذا لاحظتِ أي أعراض لم تألفيها من قبل مع صرخات غير عادية التوجه إلى الطبيب.
4. الحفاض والتهابات المقعدة
الأطفال يملكون جلدًا حساسًا جدًا، لذا فالكمية القليلة من البول يمكن أن تسبب لهم إزعاجًا، يمكن استبدال الحفاض التقليدي بحفاض قماش وفير الوبر.
5. البيئة المحيطة
تأكدي من درجة حرارة الغرفة، ولا تكدسي فوقه أغطية الفراش وتجنبي حشوه بالكثير من الملابس، إذا وجدتِ خلفية رقبة الطفل دافئًا أو رطبًا فقد تكون الحرارة حوله أعلى مما ينبغي، أما إذا كان يتعرق فيمكنك وضع منشفة تحت ملاءة السرير لمنحه بعض الارتياح. والعكس شتاءً، تأكدي من عدم برودة جسمه وأطرافه، أو برودة الفراش.
تأكدي أن المصباح أو الشمس لا يسطع في عينيه مباشرةً، كذلك أية حركة أو صوت مفاجئ قد يزعجه ويجعله يبكي.
6. أنشطة اليوم
الطفل الذي يتعرض للكثير من الإثارة خلال النهار قد يجد من المستحيل عليه النوم دون القيام بضجة، تجدينه يبكي كثيرًا في الفترة بين الرضعتين بدون سبب ظاهر، وإن اقتصر بكاؤه على فترة واحدة فقط في اليوم (غالبًا في وقت متأخر بعد الظهر)، فغالبًا يكون السبب هو التعب نتيجة للتحفيز المفرط.
توقفي عن اللعب مع الطفل الباكي ولا تسمحي لأكثر من شخص بحمله وتفقده مما يزعجه، ودعيه يستلقي في مكان هادئ مهيأ للنوم وحاولي وضع روتين لنومه. كذلك الجلبة والفوضى تثير بكاءه، فقد تبالغان في تناقل الطفل أنتِ وزوجك، أو تبديل حفاضه دون داعٍ أو إرضاعه تكرارًا، أو تتناقشان بأصوات مرتفعة.
لذا عندما لا يكون هناك سبب ظاهر لبكائه لا تحاولا اختلاق واحد، فربما يكون في حاجة للاحتضان فقط لا غير حيث يحتاج طفلك إلى قدر كبير من الاحتضان والتدليل، والتواصل الجسماني، والاطمئنان ليشعر بالراحة، خذيه بعيدًا عن الضوضاء وحاولي تشجيعه على النوم.
وقد يحدث العكس، ويشعر بالملل لانشغال أمه عنه فيحاول جذب انتباهها بالبكاء لتقترب منه وتجالسه وتلاعبه. يتميز بكاء الملل بأنه أنين فاتر فيه غنة كأنه يخرج من الأنف ويضايق بعض الشيء، وقد يعني هذا أيضًا أن الطفل يشعر بالتعب وعدم الراحة.
قد ينفر الطفل من بعض النشاطات التي لا يمكنك الاستغناء عنها مثل تلبيسه أو إعطائه الدواء، كل ما يمكنك فعله هو إنجازها بأسرع ما يمكنك ثم احتضانه لتهدئته وتطييب خاطره، ويعد لفه بالقماط من الوسائل الناجحة في كثير من الأحيان لإعادة الصفاء لنفسه.
معظم الأطفال لا يحبون نزع الملابس عنهم حتى لو كانت الحجرة دافئة؛ فحاولي نزعها خطوة تلو الأخرى وضعي حوله قطعة قماش أو بشكير بينما تنزعين ملابسه الأخرى، وتحدثي معه باستمرار خلال نزع ملابسه وحاولي الانتهاء سريعًا كما سبق توضيحه.
7. توتر الأم
قلق الأم يسبب انقباضات وتوترًا في عضلاتها يشعر بها الطفل أثناء حملها له؛ فيتوتر هو أيضًا ويبكي، فحاولي أن تكوني أكثر رواقا. تتميز نغمة بكائه إذا كان متوترًا بأنين يشبه أنين الملل، كما يستمع الطفل لدقات قلب أمه
البكاء عند الأطفال الأكبر سنًا
1. الجوع والعطش على رأس القائمة أيضًا، حيث أصبحت حياته تضج بالحركة والنشاط، فتعيد له وجبة خفيفة مصحوبة ببعض الشراب الحيوية وتبعث في نفسه السعادة.
2. القلق، سبب جديد بعد الشهر السابع، حيث يسعى لاكتشاف العالم ويتجول في محيطه وقد يبكي إذا تركته، فكوني صبورة وحاولي دفعه للتعرف إلى أناس جدد والتأقلم مع الأوضاع الجديدة.
3. الألم الناتج عن تلقي الصدمات الناتجة عن سقوطه أو حركته، الاحتضان العطوف و إلهاؤه بدمية ينسيه الأمر بسرعة.
4. رغبته في التصرف على هواه خاصة بعد بلوغه العام الثاني، حاولي ألا تمنعيه دون داعٍ إلا إذا كان هناك خطر يهدد سلامته، فإذا دخل في نوبة غضب بسبب ذلك تجاهلي ثورته دون أن تصرخي في وجهه أو تناقشيه أو تعاقبيه.
5. الإحباط الناتج عن محاولته القيام بأمور تفوق قدراته، يمكنك مساعدته دون أن تنفذي الأمر بنفسك.
6. الإرهاق: تغدو حياته مليئة بالتجارب الجديدة فيستنفد طاقته في محاولة لإشباع حماسته، لذا عليكِ مساعدته على الهدوء و النوم وسرد قصة له مثلاً.
2. اقتراحات لتهدئة الطفل.
1. حاولي إيجاد إيقاع منتظم: اعتاد طفلك داخل الرحم على سماع الإيقاع المنتظم لدقات قلبك، وهذا أحد أسباب تفضيل طفلك حمله عن قرب. كما تعطي الأصوات المنتظمة والمتكررة أيضًا تأثيرًا مهدئًا. يمكنك تشغيل white noise إلى جانبه، والتي تتمثل في أصوات من البيئة المحيطة بك مثل صوت الأمواج، والمطر وغيرها. ربما ينام طفلك على الصوت الرتيب في الإيقاع المنتظم لغسالة الملابس، أو المكنسة الكهربائية، أو مجفف الشعر. جربي إسماعه الموسيقا أو الغناء له.
2. هدهدي طفلك، حيث يعشق معظم الأطفال الهز برفق.
3- جربي تدليك (مساج) جسم طفلك أو فرك بطنه.
فقد يساعد تدليك طفلك باستخدام زيوت أو كريم للتدليك أو فرك ظهره أو بطنه في تهدئته.
4. امنحيه حمامًا دافئًا: قد يساعد الحمام الدافئ على تهدئة طفلك. اختبري درجة حرارة الماء قبل وضعه فيها. لكن ضعي في بالك أن الاستحمام قد يجعله يبكي أكثر. مع الوقت ستتمكنين من معرفة ما يحب طفلك وما يكره.
عند الانتقال لبلد جديد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى نعتاد لغة أهل البلد لنتمكن من التواصل معهم بطريقة فعالة، والبكاء هو لغة طفلك الوليد، سيحتاج الأمر منك بعض الوقت لتعتادي لغته وتفهمي احتياجاته وتتواصلي معه بشكل جيد، ومع معرفتك المسبقة بالترجمات المتوقعة لبكاء طفلك والتي ذكرنا أغلبها في هذا المقال ستتمكنين من النجاح في مهمتك الراقية.
إضافة تعليق جديد