“كتر خيرك يا حاتم”.. جمعت ما فرقته الحرب
بعراضة شامية وزغاريد وحضور شعبي واسع، استقبل الدمشقيون في أول أيام العام الجديد، جثمان حاتم علي. حيث شيع أمس الجمعة، جثمان المخرج الراحل إلى مثواه الأخير في مقبرة باب الصغير في العاصمة السورية.
ونقل جثمان الراحل من مشفى الشامي في دمشق إلى جامع الحسن في حي أبو رمانة حيث صلي عليه صلاة الجنازة عقب أداء صلاة العصر، ليوارى الثرى في مقبرة باب الصغير في منطقة باب مصلى.
وحضر التشييع، حشد من أصدقاء الفقيد من الفنانين والممثلين والجمهور المحب لأعماله، إلا أن نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان، لم يكن بين الحاضرين، ما أثار موجة من الانتقادات من قبل المتابعين.
كما، أثار موقف نقابة الفنانين غضب السوريين، بعد اكتفاء النقابة بإعلان وفاة علي قبل أيام فقط من خلال بيان خجول ومقتضب، نشرته عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”، دون أن تنعيه، معتبرة أنها غير مسؤولة عن فنان مفصول من النقابة بسبب إجراءات روتينية، أما فرع النقابة في دمشق فاكتفى بسطر واحد كذلك الأمر.
وكان للإعلام السوري أيضاً نصيب من الانتقادات من قبل الناشطين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن تساؤلهم وتفاجؤهم لعدم نقل التشييع على القنوات السورية في الوقت الذي أبدت فيه قنوات عربية اهتماماً أكثر من الإعلام السوري، ما جعلهم ينتقلون من صفحة لصفحة على موقع “فيسبوك”، لمشاهدة البث المباشر للمتواجدين في التشييع، والصور التي تم نشرها على معظم صفحات السوريين، واصفين الأمر بـ “المعيب والمخجل ولا يليق بأحد أعمدة الدراما السورية والعربية”.
لكن الحضور الكبير والحاشد كان الأكثر استدعاءً للانتباه، في جنازة علي التي وصفت بالجنازة الجامعة، حيث حضر ولأول مرة منذ بدء الحرب في سوريا كم كبير جداً من الممثلين والمخرجين، الذين عاد بعضهم خصيصاً إلى سوريا وبعد سنين من الغياب لحضور مراسم الدفن، كالفنان تيم حسن، وباسم ياخور، وغيرهم.
بدورها، الفنانة القديرة منى واصف، عبرت عن حزنها الشديد وكأنها أم للمتوفي، وكان لافتاً أنها لم تتوقف عن ذرف الدموع، علاوة على أنها أبكت ملايين المتابعين حول العالم، بسبب كلماتها المؤثرة التي قالتها عن حاتم، إذا قالت: “الله معك يا روحي يا امي يا حاتم ..”.
مشهد الفنانة أنطوانيت نجيب استوقف كثيرين أيضاً، حيث أن الفنانة التي ناهزت التسعين عاماً خاطرت بصحتها لحضور الجنازة الحاشدة التي غابت فيها بعض الإجراءات الاحترازية من قبل بعض المشاركين.
وكان بين الحضور أيضاً، سلافة معمار وسلاف فواخرجي وغسان مسعود ووائل رمضان ونضال نجم وخالد القيش وفادي صبيح وشكران مرتجى وأمل عرفة ، إضافة للكثيرين.
واعتبر العديد من السوريين أنه بفقدان المخرج الراحل، أُطفِئت الدراما السورية، فيما عاد إلى ذاكرة البعض الآخر جنازة الشاعر الراحل نزار قباني، التي كانت مشابهة لتشييع علي، وتليق بالقامتين السوريتين.
وجمع علي برحيله، بعد عشرات السنين من الحرب والانقسام، السوريين جميعاً على حبه، في حين كان الأكثر تداولاً يوم أمس مقطع لسيدة سورية تصرخ في جنازة علي قائلة: “كتر خيرك يا حاتم”.
بتول حسن
إضافة تعليق جديد