وزير خارجية البحرين في القدس: وَرَثة السادات يحيون نهجه
إنه ليل الـ 19 من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 1977. طائرة الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، تهبط في «مطار بن غوريون» في تل أبيب. في هذه اللحظة، تُؤرّخ إسرائيل لما عُرف باسم لحظة «انهيار الحاجز النفسي»، ولليوم الذي خرجت فيه الدولة الأكثر مركزية في قلب الأمّة العربية من الجبهة التي كانت موحّدة ضدّ العدو الإسرائيلي. ما حصل في حينه كان الهدف الذي سعى إليه رئيس الوزراء، مناحيم بيغن، كما كشف سكرتيره، أريه ناؤور، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» قبل ثلاثة أعوام.
بعد 43 عاماً بالضبط، وصل أحد ورثة نهج السادات في شبه الجزيرة العربية، وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني. لم يكن موعد الزيارة عبثياً، فكما قال الأخير بنفسه أمس: «كما تعلمون... لقد مضى 43 عاماً تقريباً على هذا اليوم، في 19 تشرين الثاني من العام 1977، زار الرئيس المصري الراحل السادات إسرائيل، وزرع بذور السلام الإقليمي التي نقوم بتعزيزها اليوم. لذلك أنا أعتقد أن من المناسب أن أقوم بهذه الزيارة في وقت قريب جداً من الذكرى السنوية، لأنني وصلت إلى هنا من بلد مقتنع بأهمية السلام».
ورافق الزياني، في زيارته التي تُعدّ الأولى من نوعها، وزير الصناعة والتجارة البحراني، زايد بن راشد الزياني، إلى جانب وفد أميركي برئاسة المبعوث الخاص للبيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، آفي بيركوفيتش. أمّا الهدف من الزيارة، فاستكمال بنود تتعلق بمجالات التعاون الاقتصادي والسياحي والأمني والصحة والتعليم، كان قد وُقّع عليها ضمن «اتفاق أبراهام». وبحسب ما قاله الزياني، فقد أبلغ إسرائيل موافقة بلاده على طلبها افتتاح سفارة لها في المنامة، وأن الأخيرة تسعى بدورها للحصول على إذنٍ بافتتاح سفارة لها في تل أبيب، إلى جانب تفعيل نظام التأشيرة الإلكترونية بين إسرائيل والبحرين اعتباراً من الأول من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، حيث يتمّ العمل «على تأمين 14 رحلة جوية بين إسرائيل والبحرين و5 رحلات شحن أسبوعياً». ويُتوقع أن تُفتَتح السفارتان قبل حلول نهاية العام، وفق ما ذكره الزياني خلال ظهور مشترك مع نظيره الإسرائيلي، غابي أشكنازي. كما كُشف أن الأخير سيزور المنامة الشهر المقبل للمشاركة في مؤتمر أمني.
وفي وقت لاحق من الزيارة التي تستمرّ ليوم واحد، عُقد مؤتمر ثلاثي جمع الزياني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وخلال المؤتمر، أكّد نتنياهو أن «العلاقات الإسرائيلية ــــ البحرانية تمتدّ إلى سنوات قبل توقيع اتفاق أبراهام»، مضيفاً إن «العلاقات بين تل أبيب والمنامة مبنيّة على الأسس المتينة للتعاون المشترك». وأعرب عن أمله بأن «تتوصّل إسرائيل ومزيد من الدول إلى اتفاقيات سلام شبيهة»، معتبراً أن زيارة الزياني تسجّل «إنجازاً آخر على طريق السلام». من جهته، استغلّ الوزير البحراني زيارته للدعوة إلى ما سمّاه «مباحثات السلام لحلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر العودة إلى طاولة المفاوضات»، معتبراً أن قرار بلاده «التاريخي» بإقامة علاقات «دافئة» مع إسرائيل «سيساعد على تعزيز فجر السلام في الشرق الأوسط».
الأخبار
إضافة تعليق جديد