هل يهتم الرجال بالأبراج؟

24-01-2007

هل يهتم الرجال بالأبراج؟

تصفح أي جريدة أو مجلة ستجد برجك مفصلاً, احتمالات علاقاتك العملية والأسرية والعاطفية, هل هذه خزعبلات يتفرغ لها كاتبوها يومياً ؟

وهل نفرق في لجة الأبراج وتأثير القوى الخفية ؟‏

ثمة مفاتيح للأبراج ونطاق برجي , ومداخل فلكية وأثر للمعادن والأحجار الكريمة , هذا ما يتحدث به المنجمون ويؤكدون أن ( كل ما على الأرض يتأثر بما يجري في الفضاء ) .‏

وتخبر كتب التاريخ أن الملوك والملكات كان لهم منجموهم , ووصل إلى حد التدريس في الجامعات لكنه ظل علماً حائراً بين العلوم العقلية والرياضية والفلسفية والفلكية والروحانية .‏

في الجلسات الخاصة غالباً ما يثير الناس مسألة الأبراج , ويؤمنون بمواصفاتها , ويتابعون مدى التطابق وما يحدث معهم , ويتبعها البعض كخط سير مساعد على توقع تصرفات الآخرين تلافياً للصدمات .... والغريب أن معظم الناس يرفضون المجاهرة بهذا الاهتمام .وأنت آدم , هل تعنيك الأبراج ؟‏

وهل تقف اتجاهها موقفاً إيجابياً أم سلبياً ؟‏

أم تراك تتابعها من باب الفضول أم قناعة .؟؟‏

خلال أسئلتنا التي وجهناها لعدد من الرجال كانت ردود أفعالهم متفاوتة .‏

فالحماسة أقل نسبياً , وهم لا يسترسلون في أفكارهم عن برجهم , ولا يحاولون الإيهام بتناقضه (كموضوع ) مع الجدية وربما ( الرجولة ) التي يتلبسونها .‏

السيد عبد الله محمود ( موظف ) يؤكد :‏

سيكتشف الإنسان مع مرور الوقت أن الأبراج كذب وكلام فاضي وعادة ما يكون مكرراً , ومن المستحيل أن يكون جميع مواليد الفترة ذاتها حاملين الشخصية نفسها , وأقول باستحالة حصر كل البشر في 12 برجاً فقط .. وأنا لا أؤمن بالأبراج .. ولا ألجأ إليها في الموضوعات الحساسة والعاطفية إنما أدخل في الجدّ وأعتمد على العشرة .‏

صح أم خطأ ؟ الأمر غير محسوم لدى المهندس علي مراد الذي يتسلى بمطالعة الأبراج في المجلات والجرائد ويقول :‏

لم أفكر يوماً بشراء كتاب عن الأبراج لكني أتابع برجي في الصحف والمجلات وأعتقد أن هناك بعض الصحة في هذا الموضوع , فنحن جزء من هذا الكون ولا بد أننا نتأثر بما حولنا في الفضاء , وعلم الفلك الذي تعتمد عليه الأبراج , علم قديم ومعترف به .. لكنني أحياناً أقول من غير المعقول أن يرهن الإنسان حياته لما تقوله الأبراج .‏

في حين يبتسم محمد الصالح معترفاً بدهشته لأنه يلاقي كل هذا التطابق بين شخصيته وما يتحدث عنه برجه يقول :‏

أنا من برج الجوزاء , وأتحاشى مثلاً أن أزعج البرج العاطفي والحساس , وأتمنى أن أتزوج فتاة جوزاء مثلي ..‏

لكن عبد القادر السعدي ( أعمال حرة ) يردد جواباً على أسئلتنا ( كذب المنجمون ولو صدقوا ) يقول :‏

أنا أتابع القناة المصرية وقناة أوربت لمتابعة ما يحكى عن الأبراج ولا أصدق حتى لو تطابق مع أحداث يومي لكنني أذهل من صحة ما يقرؤه البعض في خطوط كفي .. وأكثر ما يثير سخريتي صدفة اجتماع الكثير من الأمور الإيجابية لدى كل برج .‏

أما السيد لؤي أحمد فيرى أن الأبراج , ملجأ الضعفاء , يقول :‏

الأبراج ملجأ البائس والمسكين , إنها بغية من عاكسه الزمن ومن كان الفشل حليفه , تاجر فاشل , طالب كسول , أو عانس تنتظر فارس الأحلام .‏

إن متابعات الأبراج وببساطة حالة من الضعف التي يعيشها الإنسان لاستقراء الغيب آملاً في تبدل الحال .‏

وفي حالة الاكتئاب والضغط التي يعيشها العالم , تنشط تجارة الأفلاك ويكثر الفلكيون الذين يمتطون صهوات المحطات الفضائية , لينقلوا الناس من الأرض إلى الأحلام بل الأوهام .‏

الطريف في لقاءاتنا اعتزاز الجميع بأبراجهم , التي يعتبرونها الأفضل ولكنهم لا يحبون المجاهرة بهذا الاعتزاز , ويدعون أن قراءتهم للأبراج محض فضول لا أكثر.‏

عادة أم إدمان ؟؟‏

ولكن هل قارئو الأبراج بانتظام مدمنون ؟‏

يميز الدكتور عامر سعد الله (طبيب نفسي) بين الإدمان الذي يكون عادة تعطل أمور الإنسان الحياتية وتضيّع أمواله , وبين العادة السيئة كما حال الاهتمام بالأبراج يومياً, يقول :‏

علمياً لا يوجد علاقة للبرج مع الإنسان وكلها ما زالت نظريات , ومن يدعي امتلاك الأسرار فلينشرها وليحول كلامه إلى علم , وليس هناك تصنيف للذين يمارسون هذه العادة السيئة , فهي موجودة لدى كل الطبقات من الرؤساء والمسؤولين وحتى أبسط إنسان في الشارع .‏

ويعلل د. سعد الله تضاعف الاهتمام بالأبراج , أن الحياة غدت أكثر مادية والإنسان يبحث عما يطمئنه , ولأن العلاقات الاجتماعية أيضاً قلّت .‏

ترى هل حقاً نؤمن بما تقوله الأبراج أم أننا نبحث عن متنفس لضيقنا ؟؟‏

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...