هجوم السلام السوري يثير جدلاً في إسرائيل وترضخ لبحثه جدياً
أعلن رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت أمس ان حكومته ستجري بحثا خاصاً في الفترة المقبلة لاتخاذ موقف واضح بشأن المفاوضات مع سورية بعد "دراسة حيثيات الموضوع".
واعتبر مراقبون الموقف الجديد من أولمرت على أنه شبه رضوخ لاتساع المطالبة في إسرائيل للتفاوض مع دمشق. وأعلن اولمرت، خلال جلسة حكومته الأسبوعية، رفضه التجاوب مع الدعوات السورية لإستئناف المفاوضات بين البلدين.
وكان الجدل في إسرائيل قد احتدم أمس في أعقاب ما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية "بهجوم السلام السوري"، وخاصة بعد إعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان بلاده لن تفرض قضية هضبة الجولان كشرط مسبق للمفاوضات مع إسرائيل.
وقد برز بين المطالبين لإجراء مفاوضات مع سورية وزير الحرب عمير بيرتس، وزعيم المعارضة اليمينية رئيس الحكومة الأسبق بنيامين نتنياهو، رغم ان الأخير وضع بعض الشروط لمثل هذه المفاوضات التي يوافق عليها من حيث المبدأ.
وقال أولمرت، في بدء جلسة حكومته، إن على "سورية القيام بالكثير من اجل التفكير بإجراء مفاوضات معها" مضيفاً "حتى وزير الخارجية الألماني غادر دمشق خائبا الأمل من الموقف السوري".
إلا أنه أضاف "إن السؤال الذي يجب ان يطرح، لماذا يعلن بشار الأسد تصريحاته هذه في هذه المرحلة، بعد الإعلان عن تقرير بيكر هاملتون، وبعد ان اتخذ الرئيس الأميركي جورج بوش موقفا حازما بهذا الشأن، وبعد ان دعت الأسرة الدولية دمشق إلى عدم إثارة الحرب في لبنان وتحريك القوى المعارضة لحكومة فؤاد السنيورة".
وأوضح أولمرت ان موقفه يستند إلى الموقف الأميركي، قائلاً "هل حين يكافح الرئيس بوش، الحليف الاستراتيجي الأهم لإسرائيل، في الساحة الداخلية الأميركية وفي العراق وفي أماكن أخرى أمام الجهات التي تريد إفشاله، ان نقول نحن عكس ما يقول هو".
وتابع "إن السؤال ليس ما الذي سنقدمه للأسد، فها هما رئيسا الحكومة الاسبقين إيهود براك ونتنياهو قدما له عرضا. وإنما السؤال ما الذي ستحصل عليه إسرائيل، فهل في الظروف الراهنة سننجح في الفصل بين إيران وسورية، وهل سنوقف الدعم السوري لحركة حماس.
ولهذا فإنه قبل ان نبلور سياستنا، علينا فحص الأمور بضبط نفس وحذر".
وقال مصدر بمكتب أولمرت بعد انتهاء الجلسة إن الحكومة لم تجر حتى الآن بحثا معمقا في الموقف من سورية، كما ان رئيس الوزراء لم يعلن رفضا قاطعا للدعوات السورية.
وكان بيرتس قد طالب، في كلمته أمام الحكومة، بإجراء بحث سريع في الحكومة حول الدعوات السورية.
وأوضح "علينا اتخاذ قرارات في كل ما يتعلق بالحلبة السورية، وسلم الأولويات الذي نمنحه لها. وهل المفاوضات مع سورية أمر هام بالنسبة لنا أم لا، إن لكل اتفاق يوجد ثمن، وثمن الاتفاق مع سورية واضح".
من جهتهم قال مقربون من نتنياهو إن الأخير يؤيد إجراء مفاوضات مع سورية حتى "بثمن جغرافي".
إلا أن نتنياهو يطالب بأربعة شروط لإجراء مثل هذه المفاوضات وهي "وقف التعاون بين سورية ومحور الشر وإيران، ووقف نقل الأسلحة لحزب الله، وإغلاق مكاتب الفصائل الفلسطينية في دمشق، وتنسيق المفاوضات مع الولايات المتحدة".
المصدر: الغد
إضافة تعليق جديد